الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كيف سيتأثر لبنان برياح التسوية الدولية؟

ريتا صفير- علي منتش
A+ A-

مع إندفاع المسار السياسي للأزمة السورية، ترتسم أكثر من علامة إستفهام حول قدرة الجانبين الأميركي والروسي على الخروج بحل متكامل للأزمة بعد إنكفاء حظوظ الضربة العسكرية، وحول مدى شمول التسوية ملفات ساخنة في المنطقة، بينها لبنان.


يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي ان "التوقعات تؤشر الى مسار سياسي طويل ستنتهجه الاطراف، قد يبدأ من الإجراءات التقنية المعقدة التي ستلي الموافقة على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، غير ان الامر لن يوقف العمليات العسكرية مع سعي الاطراف الى تحقيق مكاسب على الارض تساعدها في تحسين شروطها".
في اي حال، تبدو، ومن وجهة نظر العز،ي ان الأمور ذاهبة الى مسار تفاوضي تعددي ضمنه " جنيف 2"، " ما قد يفتح الباب على ملفات اخرى كالملف التفاوضي الايراني والمفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، من هنا اهمية ان يكون لبنان جزءاً من الحل، فيكون حاضرا في جنيف."


من جهته، يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر ان "لبنان سيستفيد بالتأكيد من اي حل سياسي في سوريا، ذلك ان تداعيات الأزمة السورية أثّرت بشكل مستمر على الأوضاع الأمنية والإقتصادية والسياسية في لبنان".
وفي رأي جابر، "هناك بداية تبلور لتسوية كبرى في المنطقة لا تطال السلاح الكيميائي في سوريا فقط، بل تتعدى ذلك الى امور كثيرة، اذا لم يكتف الطرفان الروسي والاميركي بالتعبير عن توافقهما في الكلام، ومن الطبيعي ان توصلنا مثل هذه التسوية الى حلحلة الوضع اللبناني".
ويشدد على ضرورة تأمين "مظلة سياسية تتمثل في حكومة نكون من خلالها حاضرين لأي طارئ قد يحصل ". ولا ينفي ولا يؤكد إحتمال حصول اي تطورات امنية في لبنان تزامناً مع حديث التسوية، فـ"الاتفاق الاميركي الروسي حصل بعد تصعيد هائل، كذلك وُقعت تسوية الدوحة بعد وصول الأمور الى حافة الإنفجار، واليوم نحن على أبواب تسوية مفترضة، ومن غير الممكن توقع ما سيحدث خصوصاً لجهة تحسين شروط الاطراف التفاوضية، لكن الواضح ان الغرب يركز اليوم على موضوع التخوف من الارهاب، ومن يتابع الصحافة الغربية سيلاحظ هذا الامر".


عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت يعتبر ان "إحتمالات التسوية هي نفسها إحتمالات استمرار الوضع على ما هو عليه، ولبنان سيتأثر في كلا الحالين". ويرى ان التركيز اليوم من قبل المجتمع الدولي "هو على سوريا، ولبنان لم يعد اساسياً في الاهتمام الغربي، وتالياً فان التسوية في سوريا قد تؤثر بشكل ايجابي على لبنان في حال كانت واقعية، وبشكل سلبي اذا كانت مجرد حديث اعلامي لا يترجم على الارض".
ورداً على سؤال حول التخوف من عودة التفجيرات الى لبنان في الفترة الفاصلة عن تكريس اي تسوية؟ يجيب فتفت: "لا نستطيع التوقع في هذه المسألة المرتبطة والمرهونة بتفكير النظام السوري، واضع التفجيرات في الضاحية وطرابلس، فاذا وجد النظام السوري مصلحة في توتير الوضع في لبنان فسيفعل ذلك بالتأكيد".
ويتوقع ان "تشمل التسوية في حال حصولها موضوع "حزب الله" وسلاحه، والاخير سيلتزم بها طبعاً في حال الموافقة الايرانية، اذ ان ايران تستطيع عرقلة اي تسوية في المنطقة وخاصة في ظل تقاطع المصالح بينها وبين روسيا".


ضبابية القراءة هي السمة التي تطبع حتى الآن الارتدادات المحتملة للاتفاق الروسي-الاميركية على المشهدين الميداني والسياسي في سوريا ولبنان والمنطقة، في ظل توقعين، احدهما استمرار الستاتيكو الحربي السوري وانعكاساته، والآخر الانتقال الى ضفة التسويات السياسية الصعبة للملفات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم