اشترِك في نشرتنا الإخبارية
تعليق الإضراب في الخاصّ: خيبة أمل "في مرمى" نقابة المعلّمين!
يبدو أنّ المجلس التنفيذي لنقابة معلمي الخاصّ لم يدرك قدرته على الضغط على جعل الأمور لمصلحته، ولو كانت على حساب حقوق المعلمين أو سواهم. كما أنهم لا يعون قدرة رجال الدين و"مونتهم" على السياسيين دون شكّ. لم يكن اليوم الإضراب على مستوى تطلعات الجسم النقابي التعليمي، بل كان التجاوب مع دعوة الإضراب مقبولاً، مع الإشارة إلى أنّ مدارس "المقاصد" وتلك التابعة لـ"حزب الله" والمؤسسات التربوية الأرثوذكسية التزمت نهاراً دراسياً عادياً.
لماذا تم تعليق الإضراب في الخاصّ؟ أكّد نقيب المعلمين في المدارس الخاصّة رودولف عبود لـ"النهار" "أنّ تعليق الإضراب هو قرار اتخذه المجلس التنفيذي للنقابة وانعقاد جمعية عمومية غداً للبحث في الخطوات المستقبلية". وأشار إلى أنّ "8 أعضاء في المجلس التنفيذي للنقابة من أصل 12 وافقوا على تعليق الإضراب"، معتبراً أنّ "ثمة ضغوطاً من إدارات المدارس وبعض الأهالي على بعض الزملاء أوجبت اتخاذ هذا القرار بانتظار ما ستؤول إليه الجمعيات العمومية".
لم تكتمل عناصر المقابلة مع عبود لأنه لم يعد يجيب على اتصالاتنا، في ظل معلومات عن انقسام حادّ بشأن قرار إبقاء الإضراب أو تعليقه، داخل المجلس التنفيذي في نقابة معلمي المدارس الخاصة. ويُشار إلى أنه سجل غياب 4 أعضاء في اجتماع النقابة وهم إيهاب نافع (الجماعة الإسلامية)، عبد الرحمن حوماني (حزب الله)، رفيق فهد (قوات)، آلان منير (قوات).
وعلمت "النهار" أنّ أعضاء المجلس التنفيذي في النقابة تبلغوا أنّ ثمة توجّهاً إيجابياً في مجلس الوزراء، ما جعل عبود يتوجه إلى اجتماع هيئة التنسيق النقابية بقرار تعليق الإضراب. لكن الأجواء المغايرة، التي أدت إلى تأجيل جلسة الحكومة إلى الخميس، أدت إلى إرباك داخل البيت الواحد في النقابة.
كذلك علمت أنّ الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، توافق اليوم مع نقيب معلمي المدارس الخاصّة رودولف عبود على إبلاغ إدارات المدارس الخاصّة أنّ يوم غد هو يوم دراسي عادي. وقد فوجئ بعض الأعضاء بمضمون هذه الورقة، التي علموا فيها من خلال الإعلام، ما يرجح رضوخ عبود لرغبة عازار قبل العودة إلى المجلس التنفيذي للنقابة.
عند صدور قرار تعليق الإضراب في الخاص، شكّك رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جباوي في اتصال مع "النهار" أن يكون النقيب عبود قد لجأ إلى هذا القرار دون العودة إلى هيئة التنسيق النقابية. وتوقف عند الدعم المعنوي الذي حرصت عليه الرابطة من خلال دعمها للنقابة.
يخشى من ردود فعل الجمعيات العمومية للنقابة معلّمو الخاص، المنويّ انعقادها غداً، ولا سيما أنّ مصادر عبّرت عن خشيتها من تعبير عدد لافت من المعلمين عن عتبهم الكبير على قرار للنقابة المفاجئ إيقاف الإضراب والعودة إلى التدريس غداً، ما قد يؤدي إلى خوف من تشنج خلال مناقشات هذه الجمعيات.
أما النقطة الأبرز فهي أنّ اتحاد المؤسسات التربوية الخاصّة يصبو فعلياً إلى فصل التشريع بين الخاصّ والعام. فعل نفاجأ بقرار بهذا المستوى يربك الكوادر التعليمية ويشكّل سابقة تاريخية غير متوقّعة؟
