الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

شائعات وتوتّر بعد إستفتاء كردستان... "إذلال" بسبب الحبر على الإصبع

المصدر: أ ف ب
شائعات وتوتّر بعد إستفتاء كردستان... "إذلال" بسبب الحبر على الإصبع
شائعات وتوتّر بعد إستفتاء كردستان... "إذلال" بسبب الحبر على الإصبع
A+ A-

غداة يوم استفتاء تاريخي متوتر في #كركوك، يرفض أبناء المكون العربي الذين قاطعت غالبيتهم عملية التصويت في #الاستفتاء_على_استقلال_كردستان، الحديث عن شعور بالخوف من أي تهديدات قد تمس وجودهم في المحافظة النفطية التي توجد فيها مصالحهم وعائلاتهم.


ويقول عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون العربي الشيخ برهان العاصي إن "العرب رافضون للاستفتاء. كركوك فيها مكونات رئيسية، ولا يجوز تجاوز رأيها". ومع ذلك، يحاول تخفيف حدة التوتر قائلا: "لنكن صادقين. أبناء كركوك لا يطلبون شيئاً غير التعايش. جميعهم لديهم مصالح".   

تعد كركوك من أبرز المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان. وتصاعد التوتر في المحافظة بعيد اعلان ضمها الى المناطق التي يجري فيها الاستفتاء، مما أثار غضب بغداد ودفعها إلى إقالة المحافظ.


في يوم الاستفتاء، وقبل نحو ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، أمرت سلطات المحافظة الغنية بالنفط بفرض حظر للتجول وسط المدينة وجنوبها، حيث العرب والتركمان، خوفاً من أي حزازات مع الأكراد المحتفلين.  

لكن مع الفجر الجديد في المدينة، ورفع حظر التجول، بدت الحياة طبيعية جدا داخل الأحياء، مع افتتاح المحال أبوابها وعودة السكان إلى أعمالهم، خصوصا العرب منهم.


وسرت شائعات في كركوك التي يطلق عليها الاكراد اسم "قدس كردستان" تفيد بأن أكراد المدينة سينتقمون ممن لم يشارك في عملية التصويت. لكن "أحداً لم يطرق بابنا أو يجبرنا على أي شيء"، وفقا لمحمد الموفق.  


ويقول الموفق العربي داخل مقهى الصالحي في منطقة دوميز التي يقطنها عرب وتركمان: "نحن لم نقترع، لا أحد من عائلتي اقترع. هذا شأن كردي، وهو حقهم. لنرى كيف ستجري الأمور، ولا يهمنا اذا كنا تابعين لبغداد أو كردستان. ما يهمنا هو لقمة عيشنا". لكن المكون العربي يجمع على تحميل بغداد مسؤولية ضعفهم في المدينة. 


ولوحت بغداد بإرسال قواتها لحفظ الأمن في المناطق المتنازع عليها، في رد فعل على إجراء الاستفتاء فيها. وفي هذا السياق، يشير العاصي الى "اننا نعمل، كمواطنين في كركوك من أجل عراق موحد. الخلافات السياسية تتحملها حكومة بغداد المركزية". ويقول: "نتمنى عدم التصعيد، ويفترض أن تحل بغداد المشاكل قبل حدوثها".   


إضافة إلى كركوك، يسود التوتر مناطق أخرى في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين. في محافظة ديالى شمال بغداد، والتي تطالب حكومة كردستان بمناطق فيها، يعرب كثيرون عن خوفهم من وقوع اشتباكات بين العرب والأكراد.  


ولا يخفي الشيخ هيثم الحوم، زعيم إحدى القبائل العربية السنية الكبيرة في منطقة الندى، خشيته. يقول هذا الرجل الذي يرتدي اللباس القبلي التقليدي، ويستقبل ضيوفه في منزله في مندلي قرب الحدود الإيرانية: "نخشى وقوع اشتباكات بين الجيش العراقي والبشمركة بعد قرار البرلمان".  


وتتمركز البشمركة في ديالى، وفي شكل رئيسي داخل خانقين وجلولاء، بينما تخضع المناطق الأخرى لسيطرة الجيش والشرطة. وإلى الجنوب قليلا، وتحديدا في منطقة السعدية، يعرب عبدالله الزرقوشي، زعيم عشيرة كردية شيعية، عن المخاوف نفسها. ويقول: "لقد عززنا الإجراءات الأمنية، ونشرنا قواتنا التابعة للحشد الشعبي في محيط السعدية". ويضيف وهو يرتدي جلابيته البيضاء: "في الماضي، منعنا داعش من الدخول، وسنمنع أي شخص من الدخول إلينا".  


حتى خانقين، ذات الغالبية الكردية، تسعى إلى تجنب الفوضى. 

ويوضح بائع الخضار دلشاد دلير انه "اذا كنا صوتنا لانفصال اقليم كردستان، فهذا لا يعني اننا نريد حروبا ودماء بيننا وبين القوات الامنية من الحكومة المركزية".


وفي محافظة نينوى الشمالية، عومل مسيحيون من الحمدانية بطريقة سيئة عند أحد حواجز الحشد الشعبي. ويقول أحد المواطنين المسيحيين: "كانوا يفحصون أصابعنا ليروا إذا كان عليها حبر" يجبر عليه الناخبون، بعد الادلاء بأصواتهم، منعاً لعمليات التزوير. ويضيف: "من يجدون حبرا على اصبعه، يذلونه".   


من جهة اخرى، يشير المواطن الايزيدي خليل جمعة، والآتي من بعشيقة شرق الموصل، الى ان "الاهالي لم يعد يهمهم من يحكم او يحفظ امن المنطقة بقدر ما يهمهم ان يعيشوا بسلام وامان، رغم انهم متخوفون من عودة الاشتباكات والاضطربات مجددا الى المنطقة".   


وعلى مقربة منه في برطلة شرق الموصل، يقول يوسف الشبكي من الأقلية الشبكية: "اليوم نشعر بقلق من تطورات الاحداث في سهل نينوى والمناطق المتنازع عليها في نينوى التي تضم العديد من الاقليات، وعانت كثيرا خلال الاعوام الماضية، ولم تحصل على الحماية اللازمة، اكان من حكومة بغداد ام اقليم كردستان".  

ويضيف: "أفضل حل لتأمين حماية المناطق المتنازع عليها هو وجود قوات امنية مشتركة من الطرفين، تحت رعاية الامم المتحدة، وتديرها غرفة عمليات مشتركة".


وفي منطقة اخرى، طوز خرماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال بغداد ذات الغالبية التركمانية والأقلية الكردية، يقول عضو المجلس البلدي سعيد محمد: "تخوفنا فقط من حصول شرارة بين البشمركة والقوات الحكومية. عندها ستحصل كارثة، لا سمح الله، ويسقط ضحايا من الطرفين".  


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم