الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"حماس" تسجّل "قفزة ديبلوماسيّة" في موسكو

المصدر: "النهار"
ر.ع.
"حماس" تسجّل "قفزة ديبلوماسيّة" في موسكو
"حماس" تسجّل "قفزة ديبلوماسيّة" في موسكو
A+ A-

لم تكن زيارة وفد "حماس" إلى موسكو عاديّة، ولا سيّما في خضمّ السياسة الجديدة التي تنتهجها الحركة صاحبة الدور المؤثر داخل الأراضي الفلسطينية وبلدان الشتات، إلّا في إطار تظهير حضورها في الخريطة الدولية والاستفادة من كل عاصمة أو منبر لتوسيع شعاع أجنحتها الديبلوماسية وتسليط الضوء على القضية التي تحملها وتناضل من أجلها في وجه إسرائيل. والتقى الوفد، برئاسة موسى أبو مرزوق، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الملمّ بأوضاع المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم وعدداً من المسؤولين عن دائرة الشرق الأوسط من بينهم ألكسندر نيكلايفوتش روداكوف وفيكتوريا ستيغنيي. 

وفي إطار الجهود الروسيّة لدعم جهود المصالحة الفلسطينية، قدّم الوفد شرحاً عن مستجدّات لقاءات القاهرة وقرار الحركة حلّ اللجنة الإدارية ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة والقيام بمهامّها وتأييد الحركة لإجراء الانتخابات النيابية. وعبّر بوغدانوف عن استعداد بلاده للمساهمة في استقبال الفصائل الفلسطينية وتقديم ما يلزم.



 وضمّ الوفد إلى أبو مرزوق، كلّاً من صالح العاروري (الذي غادر الدوحة إلى بيروت)، حسام بدران، سامي خاطر ومحمد صوالحة الذي عيّنته الحركة ممثلاً لها في موسكو، من دون أن تعلن الأخيرة هذا الأمر في شكل رسميّ ولا الحركة نفسها لاعتبارات تخصّ الطرفين. ويرجّح أنّ الروس لا يعلنون، لأسباب ديبلوماسية، السماح بإعلان ممثّلين لحركات متّهمة بالإرهاب، ولا سيما الجانب الأميركي والإسرائيلي، إضافة إلى أنّ بلداناً عربية خليجية وضعت الحركة في قائمة المنظمات الإرهابية بعد خلافاتها مع قطر. ولم تعلن الحركة اسم صوالحة لأسباب تتعلق بها. وكانت هذه الزيارة محلّ متابعة من دوائر عدّة من حركة "فتح" وسواها، فضلاً عن أجهزة الرصد السياسية والأمنية في إسرائيل والتدقيق في هوية الشخص الذي تم تعيينه ليكون قناة التواصل مع القيادة الروسية التي تولي ملفّات بلدان المنطقة اهتماماً كبيراً. وجلس صوالحة في اللقاءات الرسمية في وزارة الخارجية إلى يمين أبو مرزوق في إشارة إلى موقعه، وهو من الضفة الغربية من بلدة عصرية الشمالية.

 وتفيد المعلومات بأنّ صوالحة من كبار الكوادر في صفوف الحركة، وطاردته سلطات الاحتلال أعواماً عدة إلى أن تمكّن من مغادرة الأراضي المحتلّة وطلب اللجوء إلى لندن، وتحقق له ما أراد ثم انتقل بعدها للإقامة في الدوحة. ويعدّ صوالحة من أركان الوجوه الديبلوماسية الذين ينشطون على خطّ إقامة علاقات دولية وإقليمية مع "حماس"، لجبه الحصار الإسرائيلي الذي تتعرض له إضافة إلى ضغوط عربية تمارس ضدها جرّاء علاقاتها مع إيران التي تحسّنت في الأشهر الأخيرة وإن لم تنقطع في الأصل بعد تطوّرات الحرب الدائرة في سوريا قبل ستة أعوام .

 وثمة من يسجّل لـ "حماس" هنا هذه "القفزة الديبلوماسية النوعية" التي سجّلتها أخيراً في موسكو، والتخلّص قدر الإمكان من الأعباء الأميركية والملاحقة المتواصلة التي تطالها من واشنطن.

 من جهة أخرى، لم تشأ أوساط في "حماس" الاستفاضة في الحديث عن الزيارة ولا عن اسم ممثّلها. واكتفت المصادر بالقول لـ"النهار" إنّ روسيا دولة لها وزنها وحضورها في العالم و"حماس" تمثّل وزناً كبيراً في الشارع الفلسطيني أيضاً.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم