الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

معرض بيروت للتصميم في دورته الأولى إحتفل بالإبداع اللبناني

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
معرض بيروت للتصميم في دورته الأولى إحتفل بالإبداع اللبناني
معرض بيروت للتصميم في دورته الأولى إحتفل بالإبداع اللبناني
A+ A-

"إقتَحَمَ" آلاف زوّار مركز بيروت للمعارِض والترفيه – "البيال"، (ولأربعة أيام مليئة بـ"الشرقطة")، مُخيّلة 100 مُصمّم لبناني أعادوا صوغ ما يُرمز إليه الإبداع، وتَعاملوا مع التَصميم وكأنه لغة العصر الأكثر قُدرة على إعادة الإعتبار إلى كل ما هو غير ملموس في الفن. 

فجأة، ظَهرت فُسحة "مُسيّجة بالحُريّة"، ستحضن سنويّاً (ومن دون أحكام مُسبقة)، "النزاعات" الفنيّة "الشهيّة" والإختلافات في وُجهات النَظر التي تؤدّي في نهاية المطاف إلى تصاميم جذّابة ومُستقبليّة في إطارها الخارجيّ (أو في رسالتها المُبطّنة).




فليعش مُصمّم الأثاث ومختلف التصاميم الفنيّة جنونه كما يحلو له، ولتتطاير خُصل شعر المُخيّلة بجنون العاشقة التي لم تنجح بعد في ترويض إنفعالاتها، وليبدأ المُصمّم عشرات الحروب الفنيّة "بلا ما يفكّر مرّتين"، وليُحرّك الرأي العام ويستفزّه "عَ مزاجه"، ما دام التصميم الراقي هو الهدف "من هالضجّة كلّها".

في "معرض بيروت للمعارض" الذي انطلق في 20 الجاري في دورته الأولى، وودّع زوّاره أمس، أمسى للجنون الفنّي، على إختلاف "إيقاعه"، منزله السنويّ الذي يعمل القيّمون عليه جاهدين ليصل إلى العالميّة!

وكانت فرصة لهاوي تجميع التصاميم للوقوف وجهاً لوجه امام الأسماء الجديدة والصاعدة في هذا العالم "الطنّان" (من حيث ضخامته)، بالإضافة إلى الأسماء الكبيرة اللامعة التي بدأت مسيرتها في التصميم ذات يوم في عيد كُتب له أن يتحوّل مساراً إبداعياً يُحكى فيه الكثير.

كما كانت فُرصة ليتعزّز دور لبنان في قلب ساحة التصميم العالميّة بحسب ما يؤكد القيّمون عليه.

للبنان ألف حكاية وحكاية مع التصميم، إن كان في إطاره الكلاسيكي أو في مُختلف زواياه وأروقته المُطعّمة بلمسات الـ

underground. ومن 20 إلى 24 الجاري، تم تتويج هذه الحكايات الفنيّة من خلال إحتفال موحّد جَمَع عشرات "المشهيّات المرئيّة" التي أكّدت على طريقتها أن هذا المعرض سيتحوّل – بعد خطوات صغيرة – منصّة عالية المُستوى.

وستؤكّد هذه المنصّة، مع مرور الوقت، أن البلد يَستريح على الإبداع منذ فترة طويلة وجلّ ما كان يحتاج إليه هو الملاذ الذي يحضن حُريّته الفنيّة ويُعطيها حقّها.

في هذه الزاوية، على سبيل المثال، كان للإبريق التقليديّ مكانته ولحظة "عزّه". وقد صمّمته Albi Creations ليتم عرضه في المتجر التابع لمتحف سرسق العريق. وينبثق من شكله الفينيقي الذي يعود إلى أيام أجدادنا، إثنان من التقنيّات اللبنانيّة التقليديّة: نفخ الزجاج، والنحت على الحجر.

وفي تلك الزاوية، عكست المُصمّمة أناستازيا نيستن أفكارها حول الوظائف الحديثة للخزانة المُخصّصة للكُتُب، في يومنا هذا، حيث يُمكننا أن نقرأ القصص والروايات، وأن نُتابع والأخبار من خلال شاشات الآلات الذكيّة عوض الإستمتاع بها من خلال تصفّحنا المجلات والكتب.

وفي هذه الفُسحة، تعرّفنا إلى المهندسة الداخليّة والمُصمّمة كارينا سكّر التي يُحرّكها شغف إعادة تصميم الكماليّات العتيقة التي تعود إلى زمن عبر، وذلك من خلال مزج مختلف المواد. وترى هذه المُبدعة ذات الإسم اللامع، أن التصميم الناجح هو الذي يتحدّث معنا وينقل إلينا رسائل وأفكاراً.




أمّا أنطوني وماري – لين ضاهر (شركة MAD للهندسة والتصميم)، فكان محور إهتمامهما في المعرض – الحدث، الموقد اللبناني التقليديّ الذي عُرف ماضياً بإسم "الصطوف".

وقد وضع الثنائي لمسات عصريّة على هذا التصميم المحوريّ في حياتنا لتتعزّز التدفئة من خلاله، من جهّة، وتتقلّص نسبة إستهلاكنا للحطب من جهّة ثانية، ولنتمكّن "فوق هيدا وكلّو" من أن نطهو عليه.

مُصمّمة الأثاث الشابة، مارين بسترس "تُزخرف" تصاميمها بلمسات شاعريّة تبرز النزعة الفنيّة من دون أن تتغاضى عن أهميّة أن تكون التصاميم عمليّة يُمكن الإفادة منها يوميّاً.

أمّا بولا صقر فقدمت سلسلة من المزهريّات المصنوعة من أجزاء لكماليّات أخرى مُهمَلة ومنسيّة، في سعيها لتُجسد تعلّقنا بكل ما هو سريع الزوال.

وفي هذه الزاوية... وفي تلك... وفي هذه الفُسحة... وفي تلك...

ولكي نُعطي المعرض – الحدث حقّه، اذ سيكون لنا أكثر مع وقفة وأكثر من "بورتريه" مع مُصمّمين خرجوا عن الإطار التقليديّ للتصميم، وسنستمع إلى قصصهم ونوادرهم الصغيرة ونُحاول أن ننقلها بأمانة.

أتى المعرض متزامناً ومتشاركاً مع "معرض بيروت آرت فير" للفن المعاصر الذي يهدف منذ تأسيسه في العام 2010 إلى الترويج للحماسة الفنية والثقافية في بيروت ولبنان وبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ملاحظة صغيرة "مُسيّجة" بالمحبّة: لكي يأخذ المعرضان حقّهما ونتمكّن من أن نُسلّط الضوء عليهما "ع الأصول"، قد يكون من الأفضل أن يترك القيمون عليهما بعض الوقت ما بين معرض وآخر.

"بس غير هيك"، تحيّة إحترام وتقدير لهذا الإبداع وهذه العراقة وهذه الحرفيّة العالية.

إلى الدورة الثانية والثالثة و... و... و...

                                          [email protected]







حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم