الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

حبيب الله غافل الجميع فحلّت الكارثة: ابن السنة والشهرين قدره أن يموت في بيروت

المصدر: "النهار"
حبيب الله غافل الجميع فحلّت الكارثة: ابن السنة والشهرين قدره أن يموت في بيروت
حبيب الله غافل الجميع فحلّت الكارثة: ابن السنة والشهرين قدره أن يموت في بيروت
A+ A-

كان قدره ان يموت في بيروت بعدما هربت عائلته من وابل الحرب السورية. انه الطفل حبيب الله السلطي، سوري الجنسية، كان قد قضى يوم أمس السبت، بعدما سقط من على شرفة منزله في أحد المشاريع السكنية في منطقة أرض جلّول. حبيب الله يبلغ من العمر سنة وشهرين، ولد في لبنان، ولم يتعرّف الى بلده الأم. غافل أهله متوجهاً الى شرفة المنزل في الطبقة العاشرة، تسلّق كرسياً فوقع واستقرّ جسمه على شرفة الطبقة الاولى المجاورة للمحال التجارية في الطبقة الأرضية من المبنى نفسه.

فارق الحياة على الفور، رغم انه لم يتعرّض لأي تشوّهٍ خلقيّ نتيجة الحادثة، بل بقي على ملامحه الملائكية. لكن الحادثة اسفرت عن تشققٍ في الرأس وادت الى تطايرٍ جزء من النخاع.

مصدر في الدفاع المدني أكّد لـ"النهار"، ان "الحادث ناجم عن قضاءٍ وقدر. اذ ان الطفل تسلّق الكرسي من دون انتباه والديه قبل ان يهوي من على الشرفة في الطبقة العاشرة من مبنى تابع لمشروع سكني في أرض جلّول، فاذا بجسمه يستقرّ على سطح المحال التجارية، اذ أن مدخل المشروع أكثر عرضاً من الطبقات العليا".

وعن الاصابات التي تكبّدها الطفل من جرّاء الحادث المأساوي، يقول المصدر نفسه ان "اهالي الحي كانوا قد طلبوا الاسعاف الذي وصل سريعاً الى المبنى في غضون 3 دقائق، لكن الطفل كان قد فارق الحياة نتيجة اصابة حادة في الدماغ اذ ان جزءاً من نخاعه تطاير خارج رأسه، وتوقّف قلبه عن النبض تلقائياً بعد سقوطه واستقرار جثّته قرب واجهة المحال التجارية".

حاول فريق الدفاع المدني انعاش قلب الطفل، وهو اجراء طبيعي لا بد من اللجوء اليه، وفق ما يقول المصدر في الدفاع المدني عينه، اذ "اننا نعطي المصاب او الميت فرصة للتجاوب مع الانعاش، لكن أي تجاوب لم يتحقّق نتيجة الاصابة البالغة في الرأس، وبعدها تم نقل جثّة الطفل الى المستشفى".

يتحدّر حبيب الله من عائلة سورية متوسطة الحال، يعمل والده في شركة خاصة وله 3 إخوة صبيان يكبرونه سناً، وفق ما يقول لـ"النهار" أحد الجيران المقربين من العائلة حسين ادلبي. ويؤكّد ادلبي في قراءةٍ للحادثة الأليمة ان "والدة حبيب الله كانت تحضّر الطعام في المطبخ، فغافلها وغاب للحظات قليلة واذا به يفتح باب الشرفة ويستخدم كرسياً ليتسلّق ومن ثم تعثّر ووقع من علوّ 10 طبقات".

وكان ادلبي أحد شهود العيان الذين ذهلوا نتيجة الحادثة الأليمة التي أودت بحياة ابن جيرانهم. وهو أحد الذين هبّوا لنجدة العائلة، مؤكداً ان "الطفل استقر في دار تابع لسكان الطبقة الاولى من المشروع السكني، من دون اي تشوه في الوجه او الجسم، او انفصال الرأس عن الجسم. بل ان الحادث أسفر عن تشقق في الرأس ما خلّف دماءً في المكان".

اللافت هو ظهور هذا النوع من التكافل مع العائلة المنكوبة، اذ ان المصاب الأليم لم يحلّ على العائلة السورية وحدها بل أثّر على كلّ القاطنين في الحي في أرض جلول. ذلك ان علاقات وطيدة تربط بين العائلات اللبنانية والعائلة المذكورة، وكان للجيران دور بارز في التكافل ومساندة عائلة حبيب الله على تحمّل المأساة بعدما رافقوها الى المستشفى.

رحل حبيب الله كملاكٍ صغير في عمر البراعم . هو الذي لم ير شيئاً من هذه الحياة ولم يكد يمشي وينطق حروفه الاولى، حتى رحل في يومٍ كئيب. هو الذي لم يتعرف الى بلاده، بل كان قدره ان يموت في بيروت. جاء أهله الى لبنان خوفاً من القذائف، ولم يكونوا ليعوا ان المصاب الأليم سيلحق بهم الى بيتهم الآمن ويخسروا فلذة كبدهم في حادثة درامية مبكية، أثرت في كلّ من سمعها.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم