منى السعودي ترسم المجرّد وتنحته في "صالة صالح بركات": اختصارُ شكلِ الروح

قد يكون أول ما يسترعي الإنتباه لدى المعاينة الأولى والمباشرة، لمعرض منى السعودي في "صالة صالح بركات"، كليمنصو (مسرح المدينة سابقاً)، هو ذلك الكم من الرسوم والأعمال التصويرية التي لم نرها قبلاً، أو ربما لم تتسنّ لنا الفرصة لرؤيتها بفعل ظروف مختلفة. لم تقتصر هذه الملاحظة علينا شخصياً، بل على العديد من زائري الصالة في يوم الإفتتاح، قبل أيام قليلة. المعرض ذو صفة استعادية في طبيعة الحال، علماً أنه لا يضم إلاّ مجموعة من أعمال الفنانة، وليس الأعمال كلّها، وهي مجموعة تعود، من حيث تواريخها، إلى الفترة الواقعة بين 1995 و2017. كما أن المعرض لا يلتزم مناسبة معيّنة، إلاّ إذا قدّرنا أنه يحتفل، ربما، بما يقرب من خمسين عاماً أمضتها منى السعودي في صناعة الشكل، إذ أن اولى منحوتاتها تعود، كما تقول، إلى العام 1965، وكانت سمّتها حينها "أمومة الأرض"، وهي ثيمة ما لبثت أن عادت إليها عام 1974، ولو عبر مقاربة أخرى لا تقطع مع البداية بل تطوّرها نحو رؤى جديدة. شكّلت المنحوتة الأولى المذكورة، التي ترك عليها الإزميل ملمساً خشناً، مدخلاً كافياً، نسبياً، من أجل تحديد مقوّمات أسلوب...