ما هي حسابات "حزب الله" بعد "الانتفاضة" السياسية الأخيرة لحليفه بري؟

لم يعد جديدا القول إن رئيس مجلس النواب نبيه بري شاء عندما اطلق قبل ايام اقتراحه الخارج عن سياق كل التوقعات والحسابات والداعي الى تقريب موعد الانتخابات النيابية لاجرائها في نهاية السنة الجارية، ان يفجّر قنبلة سياسية تطاول شظاياها كل الافرقاء، الحلفاء والخصوم على السواء، فيجعلهم في وضع المضطر الى ان يأتي اليه ويقف على خاطره ويستشرف حقيقة الامر. وليس كشفاً لسرٍّ ان سيد عين التينة لجأ الى اطلاق هذا الاقتراح المثير للجدل لحظة استشعر ان "الشغل الحقيقي" في الادارة والسياسة تُنسَج خيوطه بعيداً عن ادراكه، وان ذلك من شأنه ان يراكم مع الوقت تقاليد وأعرافاً وأمراً واقعاً قد يجعل القرار يُتخذ في مكان قصي، مما يفتح الباب امام ترجمة عملية للمقولة التي سرت عقب جلسة انتخابات الرئاسة وفحواها ان ثمة على المدى المتوسط والبعيد رابحين وخاسرين، واستتباعا ان ثمة تبديلاً في قواعد لعبة القرار المألوفة منذ نحو ثلاثة عقود والتي كان بري فيها قطب الرحى.وحيال هذا التطور في المشهد السياسي، ثمة مَن التفت مباشرة الى "حزب الله" باحثاً عن طبيعة اجابته عن هذه المسألة، واستطرادا كيفية تعامله مع الرسالة المشفّرة التي وردت اليه للتو من حليفه المباشر. والاكيد ان الحزب يدرك ان بري ما لجأ الى اعلان هذه "الانتفاضة السياسية هذه المرة" إلا بعد امرين: - بعدما "بلغ السيل الزبى" بالنسبة اليه، وبعدما "لم يعد في قوس الصبر منزع".- بعدما استشعر (بري) ان الحزب لم يعد...