السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

القطارات المصرية: القتل "أنواع" والعذاب "أشكال"!

عبدالمنعم فهمي
القطارات المصرية: القتل "أنواع" والعذاب "أشكال"!
القطارات المصرية: القتل "أنواع" والعذاب "أشكال"!
A+ A-

قديماً كانوا يقولون إن السفر قطعة من العذاب، لأنه كان بوسائل بدائية، مثل المراكب والسفن، والجمال والخيول. حالياً صار قمة في الرفاهية، وتتفنن وسائل النقل والطيران في العالم للفوز بالركاب من خلال رفاهية ربما كانت ضرباً من الخيال في فترات سابقة.  الآن، أصبح السفر في مصر هو العذاب نفسه، وتحديداً باستخدام القطار، الوسيلة التي كانت مضرب المثل في الدقة والانضباط، وكذلك الرفاهية. 

فقد تجردت القطارات المصرية الآن من كل مميزاتها، وفقدت جُل خصائصها، لعدم اهتمام المسؤولين بهذا المرفق المهم، وتراجع أولوياته لديهم، برغم التصريحات اليومية عن تخصيص ميزانيات ضخمة لعودة هذا المرفق إلى سابق عهده.
ولعل أهم عيوب القطارات القاتلة، التي جعلته أشبه بالنعوش المتحركة، ما يلي: 

تأخير بالساعات

لا يوجد قطار يتحرك في موعده، وفشل الركاب في معرفة السبب، بحيث لم يجرؤ أي مسؤول ليوضح للناس ما الذي يحدث؟ ولماذا أصبح القطار لا يتحرك إلا بعد ساعتين من موعده؟ وإذا حدث وتحرك، فإنه يقف في أي محطة ساعتين وربما ثلاثاً، دون سبب واضح، مما يجعل المسافة التي يتم قطعها في الظروف العادية في ساعتين، تستغرق 4 ساعات، أما من يقوده حظه العثِر، ويسافر مسافات طويلة، فعليه أن يضع في حساباته أن أمامه يوماً أو بعض يوم.

حرائق ونيران

لا يمر يوم إلا ونقرأ عن حرائق ونيران تشتعل في القطارات، حتى إن شهر أيلول الحالي، شهد 6 حرائق، وآخرها ما حدث أمس الاثنين، بقطار رقم 998 أسوان - القاهرة، ما جعل الركاب يقفزون من النوافذ خوفاً على حياتهم.

الحوادث المتكررة


لا يمر أسبوع أو أقل حتى أصبح المواطن المصري يستيقظ على كارثة جديدة، وتصادم قطارات، ووفاة العشرات، وآخرها ما حدث بالإسكندرية في آب الماضي، وراح ضحيته نحو 44 شخصاً، وأصيب العشرات.

غير آدمية



لا شك في أن الخدمات بالقطارات لم تعد موجودة، وانتشر الباعة المتجولون بصورة سيئة، كما غابت النظافة، وأصبح منظر العربات مقززاً وباعثاً على النفور منها.


زحام على الرصيف

ولأن القطارات بدون مواعيد ثابتة، أصبحت المحطات والأرصفة، تؤوي المسافرين الذين ينتظرون وصول أي قطار، وهؤلاء ما بين نائم، وواقف وجالس، وكلهم يصبون لعناتهم على الظروف التي جعلتهم يفكرون في السفر بالقطار، حيث يسود اعتقاد لدى المصريين بأن الموت لا يقترب من القطار، وهو أكثر أماناً من غيره، ويخافون الباصات أو السيارات الخاصة، لكن أخيراً انقلب الحال تماماً، ومع ذلك، ما زال هذا الاعتقاد راسخاً، ومع ذلك يتفنن مسؤولو النقل والمواصلات المصريون في تعذيب أحفاد الفراعنة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم