الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

داء الانفصال

سمير عطاالله
Bookmark
داء الانفصال
داء الانفصال
A+ A-
مشروعان لاستفتاء على الانفصال: واحد في كاتالونيا، والآخر في كردستان العراق. ما أكثر هذا الخيار حماقة. الفارق بين اللغة الكاتالونية والاسبانية كالفارق بين اللهجة المصرية واللهجة اللبنانية. لكن الحمق عميق في الإنسان، مصدره الثأر، مصدره الغضب، مصدره الجنون.  امضي وقتاً غير قليل كل عام، في بعض كاتالونيا. وأحبها. ومنذ ان بدأت نغمة الانفصال، تذكرت كيبيك وكندا: تحضّر حديث وثارات همجية قديمة. كيبيك الفرنسية في بحر من الانكلوسكسون، لكنها تريد الانفلات. إلى اين؟ دخلها الأكبر من نيويورك (هيدرو كيبيك)، ودخلها الباقي من 9 مقاطعات كندية. وفرنسا، الأم التاريخية، تبعد عنها جغرافياً محيطاً اطلسياً برمَّته. إلى اين تريد أن تذهب؟لا تحيا الأمم في ماضيها، وإلا لن يبقى حجر على حجر. وأكثر ما يوحد هو التطور والسلام والوفر، حدث في الولايات المتحدة وأوروبا ما بعد الحرب. وليس صحيحاً ان الوحدة الاوروبية بدأت مع السوق المشتركة، بل هي حلم قديم في فكر كبار الحالمين منذ القرن التاسع عشر، حطمه، وبعثره على الدوام المغامرون والدمويون وقصَّار الرؤية.زرع شارل ديغول، في خطوة منه غير مفهومة حتى اليوم، جرثومة الانفصال عندما وقف على شرفة البلدية في مونريال يعلن "فلتحيا كيبيك الحرة". لكن كندا كان لها أيضاً ديغولها، فأعلن بيار اليوت ترودو "حالة الحرب" على مجموعة من الانفصاليين وهواة السياسة ورعناء الرؤية. ولا تزال الجرثومة حيّة. فأنت عندما تترك للدهماء الخيار، تنفلت الشهوات الغريزية من عقالها. والغريزية بطبيعتها تخلط بين الانعتاق والتفلت. والدليل أن رأيا عاماً مثل المجتمع البريطاني، عندما دعي الى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم