عندما يضمر أقرباؤك الشر لك

تعتبر غيرة الأقارب من أبرز المشكلات الاجتماعية التي تسيطر أحياناً على طبيعة العلاقات العائلية في حال برزت فروقات مهنية او مادية او مجتمعية او في التحصيل العلمي بينهم، ما يؤدي الى تغليب مشاعر الكراهية والغبن من قبل اولئك الذين لم يوفقوا في مسيرتهم الحياتية.

لماذا يلجأ بعض الاقارب الى التعاطي السلبي مع بعضهم البعض او النظر الى أقاربهم نظرة عدائية او مرفقة بالغيرة والحسد غير المباشر؟ تقول الدكتورة في علم النفس التربوي مي مارون لـ"النهار" ان "المسألة تعود الى تربية الأهل. عندما يتمثل الآباء بأولاد الأقرباء ويطلبون من أولادهم أن يتّعظوا ويتشبهوا بهم، يساهمون تالياً في زيادة مشاعر الكراهية والغبن في صفوفهم، خصوصاً في حال لم يكونوا على قدرٍ من النجاح المهني او الدراسي او في حال عدم فرض أنفسهم كعناصر فاعلة في المجتمع".

وتشير الى ان "الأولاد يعترفون صراحةً انهم أحياناً يكرهون أولاد أقاربهم لأن أمهم كانت تعمد الى المقارنة بينهم وبين أولاد أقاربها". وتضيف مارون ان "الأهل يعمدون أيضاً الى تغليب مشاعر الغيرة من أولاد أقاربهم الناجحين", والحل يكمن في رأيها من خلال "العمل على تطوير القدرات الشخصية لكل ولد من دون المقارنة بينه وبين سواه، والاقتناع في محدودية قدراته والعمل على تطويرها".