الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الشاعر المغربي أحمد المجاطي: أنا يائس ومخمور كحقل من الأرجوان المغطى بغيوم العدم القاتم

المصدر: "النهار"
الكتابة والحوار: أسعد الجبوري
Bookmark
الشاعر المغربي أحمد المجاطي: أنا يائس ومخمور كحقل من الأرجوان المغطى بغيوم العدم القاتم
الشاعر المغربي أحمد المجاطي: أنا يائس ومخمور كحقل من الأرجوان المغطى بغيوم العدم القاتم
A+ A-
لم نحظ بالشاعر المغربي أحمد المجاطي (1936-1995) عندما اهتدينا إلى مكان إقامته في منازل الكلمات. لكن امرأة كانت تعمل في الحديقة الخلفية لمنزله، أخبرتنا عن مكان وجوده في تلك اللحظات. وهو ما اضطرنا إلى اللحاق به على متن حيوان "النبنوب" الشبيه بالنمر الأبيض. لم تستغرق الرحلة سوى ساعة. عندما وصلنا إلى ميدان الفروسية وجدناه بالشورت الأزرق والفانيلة البيضاء، وهو يحمل بيده زجاجة مليئة بسائل ملوّن، لا نعرف ما هو بالضبط، شراباً لفاكهة أم كحولاً أم دواء للسعال. تصافحنا، وجلس معنا وهو يشرح طبيعة المكان المخصص ميداناً لفروسية أنواع أخرى من الحيوانات لا تشبه الخيول أو الإبل. قال إنه يأتي إلى هنا كل أحد، ليراهن مع المراهنين على الحيوان الفائز الذي عادة ما يتم تزويجه من أنثى أجمل مخلوقات الغابة السرمدية. ابتسمنا لتلك المعلومة، واعتبرناها مدخلاً للأسئلة.  * يوم كنتَ على الأرض، لم تكن معنياً بسباقات الأحصنة. كنت مضغوطاً بفروسية الشعر وحده...- كنتُ مضغوطاً بتربة الأرض. ما كانت لتكون حيّة لولا شبكة الشِعر. وكنا نحن ميدان الفروسية ومعنى السبق.* هل كان الشعر بمثابة مياه تقصد؟- بالضبط. الشعر كان يحوّل التصحر إلى حقول وبساتين تملأها الثمار بالجماليات والمعاني العميقة لراحة الإنسان واستقراره.* ولماذا لم تنل نصيبك من ذلك الاستقرار يوم كنت هناك؟- لا يكتمل الشاعر بمعزل عن القلق. إنه المعدن الذي تتشرب منه قصائده بالضبط.* ألا تجد أن قاموس الشاعر يجب أن لا يكون محصوراً بالضرورة باللغة والإيقاع والصور؟- ذاك صحيح. فأنا أدرك أن ثمة أدوات أخرى، تشكل قاموس الشاعر الروحي، كجمال والألم والحرائق التي طالما تشتعل بعيني الشاعر من دون انطفاء.* أنتَ ولدتَ في الدار البيضاء. كم ينطبق ذلك على حياة الشاعر أحمد المجاطي الشخصية. هل كانت دار ذاتك بيضاء هي الأخرى؟- لم يكن التداخل بين جغرافيا المكان ودار الذات أمراً صعباً. فالبياض الافتراضي للمدينة، ينعكس على تراب الذات، ويخلق منه لوناً خاصاً، ربما لا ندركه إلا بعد زمن طويل، لكنه يبقى لوناً مختلفاً ومثيراً للأسئلة.* هل يمكن أن تعتبر الشعرَ تراباً؟- نعم. أعتبره تراباً وأدفع عنه ضريبة. أو مختلف الضرائب التي تصل إلى الخنق أو الانتحار.* هل من أجل ذلك كتبتَ ديوان "الفروسية"؟- ذلك لم يكن ديواناً، بقدر ما كان مملكةً للحياة بشقّيها السعيد والحزين.* هل سبق لك ان تفاعلت مع الوجود – روحاً ومدناً - كما تفاعل مايكل أنجلو مع الجدران؟- لم أر في المغرب جدراناً من حجر، بل كنت أتمتع برؤيتها جدراناً من اللحوم والأرواح.* أرأيتها جدراناً ناطقةً كما نظنّكَ تقصد؟- أجل. جدراناً ناطقةً متحركةً وفياضةً بالآمال المكبوتة الكبرى، وبتلك الدماء التي تجري حتى في عروق الصخر عن كثب.* أية فروسية يمكن أن نجدها في القصيدة؟- فروسية المعنى.* المعنى الباطن كظلال للفلاسفة، أم الظاهر كمصباح على عمود كهرباء في شارع أعمى؟- المعنى المشترك. أي الباطني الذي يضحي بالظاهر، والظاهري الذي يعود القهقرى نحو ملاجئ الباطن، ليستعيد منه بصيرته.* ما هو الأقوى بصراً برؤية العالم، الباطنُ أم الظاهر؟- في الكثير من الأحايين، يفقد الشعر السيطرة على جمله العصبية، فيفيض بالجنون ويصبح عصياً إلى الحدود القصوى....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم