الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

لماذا أرسلت موسكو "أفضل مقاتلات الجيل الرابع" إلى سوريا؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
لماذا أرسلت موسكو "أفضل مقاتلات الجيل الرابع" إلى سوريا؟
لماذا أرسلت موسكو "أفضل مقاتلات الجيل الرابع" إلى سوريا؟
A+ A-

تتمتّع النسخة الجديدة بأنظمة ملاحة أكثر تطوّراً وبقمرة قيادة رقميّة إضافة إلى قدرة هجوميّة ليليّة أفضل من النسخة القديمة. ويشير موقع "ديفنس وورلد" إلى أنّ المقاتلة الجديدة تتمتّع بسعة وقود أكبر من سابقاتها مع محرّكين أكثر تطوّراً كما تستطيع حمل مزيد من الأسلحة. وتصنّع شركة "جي أس سي - راك ميغ" هذا النوع من المقاتلات والذي جرّبت أوّل نموذج له سنة 1998 فيما بدأت سلسلة تصنيع تلك النسخة سنة 2004. 


إلغاء عقد ل "سوء نوعيّة التصنيع"

ويلفت موقع "أيرفورس تكنولودجي" النظر إلى أنّ العديد من الدول وقّع على عقود لشراء النسخة الجديدة من طائرات ميغ. فالجزائر طلبت آذار من العام 2006 شراء 28 طائرة أحاديّة المقعد من "ميغ 29 أس أم تي" فحصلت في نيسان 2007 على 15 مقاتلة منها. لكنّ الجيش الجزائري رفض تسلّمها وألغى العقد بسبب إعلانه أنّ التصنيع سيّئ النوعيّة، فأعيد تحويل تلك المقاتلات إلى القوّات الجوّيّة الروسيّة بين عامي 2009 و 2010.

وفي سنة 2014، وقّعت "راك ميغ" على عقد لمدّة ثلاث سنوات بقيمة تقارب 473 مليون دولار مع وزارة الدفاع الروسيّة لتسليمها 16 طائرة من هذا النوع مع تجهيزات للاختبار فوصلت أوّل "ميغ 29 أس أم تي" في كانون الثاني سنة 2016 إليها. القوّات الجوّيّة اليمنيّة حصلت على أوّل طائرة لها في تشرين الأوّل سنة 2004 ثمّ طلبت 32 طائرة أخرى بقيمة 1.3 مليار دولار لأيلول 2006. كما حصلت الهند على نسخة مطوّرة من ميغ 29 الأساسيّة (ميغ 29 يو بي جي) وهي شبيهة بهذا النوع سنة 2006، بحسب الموقع نفسه.


3000 كيلومتر

تتمتّع هذه المقاتلات بسعة 950 ليتراً من الوقود بحسب موقع "ذي افيايشن" الأميركي المتخصّص أيضاً بصناعة الطيران. ومن مميّزاتها الأخرى قدرتها على إعادة تعبئة خزّانها في حالة الطيران. وللنسخة المطوّرة من الميغ مدى أقصى يبلغ 1800 كيلومتر في الأحوال العاديّة ويمكن أن يصل إلى 3000 كيلومتر مع إضافة ثلاثة خزّانات منفصلة من الوقود إلى هيكلها.

وتستطيع المقاتلة حمل صاروخين جوّ-جوّ من طراز "آر 27 تي" متوسّطي المدى أو صاروخين بعيدي المدى من نوع "آر 27 إي آر/إي تي" أو ستّة صواريخ قصيرة المدى. كما يمكنها أن تحمل بحدود أربعة صواريخ جوّ-أرض أو أربعة قنابل موجّهة من طراز "كاب-500". ويشير الموقع إلى أنّ الصور الأولى الواردة من #سوريا تظهر مقاتلة واحدة بقنبلتين غير موجّهتين من طراز "فاب 500 أس".


أرقام متطوّرة

في أيّار الماضي، قالت وزارة االدفاع الروسيّة أنّ نسبة 86% من طاقم القوّات الجويّة قاتلت في سوريا. ويتوقّع العقيد المتقاعد والخبير في شؤون الأمن القومي أندريه أكولوف أن ترتفع تلك النسبة مع بدء النسخة الجديدة من الميغ عملها في البلاد. وكتب أكولوف في موقع "الثقافة الاستراتيجية" أنّ هذه الطائرة الحربيّة تنتمي إلى الجيل الرابع من المقاتلات وهي "الأفضل في هذا الجيل". أمّا طولها فيبلغ 17.32 متراً بينما يصل ارتفاعها إلى 4.73 متراً وتستطيع الإقلاع مع وزن 17 طنّاً في الأحوال العادّية و 22 طنّاً في الحالات القصوى. وإذا أضيفت إلى الطائرة ثلاثة خزّانات منفصلة وأعادت التزوّد بالوقود جوّاً فتستطيع اجتياز مسافة 5000 كيلومتر بالحدّ الأقصى. وتصل سرعتها إلى حوالي 2.25 ماخ أي ما يعادل 2783 كيلومتراً في الساعة.


"تتفوّق على أيّ مقاتلة في نزاع جوّي"

ويضيف أكولوف أنّ الطائرة تستطيع أن تتفوّق على أيّ مقاتلة أخرى في نزاع جوّي". بالإضافة إلى ذلك، لم تكن طائرة "ميغ 29 أي" مصمّمة بقدرة قتال "جوّ-أرض" متطوّرة، فتمّ تحديثها بنسخة "أس أم تي" الحاليّة. كما تتمتّع بصواريخ مضادّة للسفن ومضادّة للرادارات فيما تقوم راداراتها الخاصّة المتطوّرة بتحديد الأهداف العدائيّة في مدى يصل إلى حوالي 120 كيلومتراً فيما يتعلّق بتلك الثابتة كالجسور، و25 كيلومتراً للدبابات و300 كيلومتر للسفن. وبإمكانها تعقّب 4 أهداف دفعة واحدة جوّاً.

وكان موقع "أيرفورس تكنولودجي" قد أشار أيضاً إلى أنّ هيكل الطائرة أصبح أكثر صلابة في النسخة الجديدة مع تعزيز قدرة التحمّل على الطيران لفترات أطول ومديات أبعد. وقد تمّ تحميلها أجهزة تعقّب متطوّرة تعمل بالأشعّة ما دون الحمراء مقرونة بقدرة تشويشيّة مناهضة للهجمات الإلكترونيّة بناء على خيار الشاري.


متطلّبات عسكريّة

لكنّ إرسال هذه النسخة إلى سوريا في وقت يتقدّم خلاله مسار التهدئة الذي استطاعت #أستانا أن تكرّسه شيئاً فشيئاً على امتداد محادثاتها هذه السنة يدفع بالأسئلة حول الأهداف والتوقيت إلى الواجهة السياسيّة. قد يرتبط هذا القرار باحتمال تركيز الروس وحلفائهم في دمشق على التنظيمات الإرهابيّة أكانت النصرة في #إدلب أو داعش في #دير_الزور، حيث تتطلّب استعادة المناطق قدرة جويّة كبيرة على صعيد الهجوم والتعقّب والمناورة وتأمين الغطاء الناريّ وغيرها من متطلّبات المعركة الطويلة.

ويمكن أن يأتي إرسال هذا النوع من الطائرات إلى سوريا كاختبار عسكريّ لها أمام مرأى وزارة الدفاع السوريّة التي يمكن أن تطلب تزويدها بها في المرحلة القادمة. ويشير أكولوف بشكل شبه جازم إلى أنّ روسيا ستؤمّن عدداً من تلك المقاتلات إلى القوى الجوّيّة السوريّة.


سبب إضافيّ مهمّ

وإضافة إلى عرض العضلات الذي يمتهنه الروس على الساحة الدوليّة، يبرز احتمال آخر للمهمّات المقبلة للميغ المطوّرة. في سنة 2016، كتب تايلر روغواي مقالاً في قسم "وور زون" التابع لموقع "ذا درايف" الأميركي شدّد من خلاله على تحوّل سوريا إلى "نطاق اختبار عملانيّ واسع" وإلى "منصّة تسويق الأسلحة الروسيّة فوق كلّ اعتبار آخر". وأضاف أنّ روسيا ستستخدم "كلّ نظام سلاح لديها على المسرح (السوري) قبل وصول الحرب إلى النهاية، جزئيّاً لاختباره عمليّاً ولإظهار أنّ (هذا النظام) يعمل ولكي تخاف منها دول أخرى أو تشتريها لجيوشها الخاصّة".










الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم