اشترِك في نشرتنا الإخبارية
مقاومات تحرر المكان وتحتل الزمان
ثلاث مقاومات باسماء مختلفة،
وبحسب تسلسلها الزمني،
المقاومة اللبنانية،
المقاومة الوطنية اللبنانية،
والمقاومة الإسلامية.
الاسلامية تحتفل باستمرار،
واحتفلت أخيراً بتحرير الجرود.
اللبنانية احتفلت الأحد الماضي،
وككل سنة، بذكرى شهدائها.
والوطنية تحتفل هذا الاسبوع،
ولو بخفر، بذكرى انطلاقتها.
المقاومات الثلاث،
ذات طابع فئوي،
طائفي أو سياسي .
الأولى مسيحية مارونية،
الثالثة إسلامية شيعية .
وحدها الثانية مختلطة،
ولو بغالبية مسلمة،
فئويتها سياسية،
شيوعية في الإجمال .
المقاومتان
الأولى والثالثة،
متخصصتان،
الأولى بالاحتلال السوري،
والثانية بالاحتلال الإسرائيلي،
والاثنتان تحالفتا مع الخارج،
الأولى مع "الوجود" الإسرائيلي،
والثالثة مع "الوجود" السوري .
وحدها المقاومة الثانية،
غير متخصصة،
قاومت "الوجود" السوري،
والاحتلال الإسرائيلي،
بعدما استقلّت،
قسرياً ربما،
عن النفوذ
الفلسطيني المسلح .
المقاومتان
الأولى والثالثة،
تحوّلتا مع الزمن،
إلى مشروع سلطة،
ويا للمفارقة،
بدعم من الخارج .
الأولى،
إلى مشروع سلطة،
لم يتحقق،
والثالثة،
الى مشروع سلطة،
تحقق .
وحدها المقاومة الثانية،
لم يتسنّ لها اختبار تطورها،
فقد جرى لجمها،
لصالح المقاومة الثالثة،
من قبل "الوجود" السوري .
فريق من المقاومة اللبنانية،
وآخر من المقاومة الوطنية،
هجرا مقاومتهما،
والتحقا،
بطوعية أو بانتهازية،
بالمقاومة الإسلامية .
لكلّ مقاومةٍ خطابها ورموزها،
جمهورها وروايتها،
جميعها احتفلت،
في شهر واحد،
في سنة واحدة،
وعلى أرض واحدة .
تعيش المقاومات الثلاث،
في أزمنة مختلفة،
كأنها في عوالم متعددة .
لكلٍّ منها،
زمنها الخاص،
الغريب والمنفصل،
عن زمن
المقاومات الأخرى .
هي تحرّر المكان،
لكنها في المقابل،
تأسر الزمان،
تحتكره وتؤبده .
كاتب هذا النص،
لاعنفيّ،
بالطبع وبالتطبع،
لا يحبذ
المقاومات المسلحة،
بل النضال،
اللاعنفي المدني،
ضد كلّ أنواع
الاحتلالات،
للأرض وللإرادة وللعقول،
ويعيش،
بدون احتفالات،
في زمن
احتلال
الزمن .
