الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - عهد الياس الهراوي: العبور الشاق إلى السلم

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - عهد الياس الهراوي: العبور الشاق إلى السلم
أرشيف "النهار" - عهد الياس الهراوي: العبور الشاق إلى السلم
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبته روزانا بو منصف في "النهار" بتاريخ 13 تموز 1998، من سلسلة "رئاسيات 1998 - جمهورية الرؤساء تبحث عن رئيس"، حمل عنوان: "عهد الياس الهراوي: العبور الشاق إلى السلم".قليلة هي الفروق بين 1995 و1998، إذا قيست بظروف لبنان. ولذلك، فان الاستحقاق الرئاسي هذه السنة لا يفترض من الناحية المبدئية ان يعكس صورة تغيير لم يحصل واقعا.....الا إذا بدأ التغيير بتغيير الرئيس. قبل اربعة اشهر وبضعة ايام من الانتقال الدستوري، لا يزال لبنان يضرب في الرمل، بل ربما"يضرب المندل". كأن شيئا لم يتغير. فالرئيس علامة استفهام في الزمن اللبناني، ولا يتاح للمرؤوسين ان يعرفوا مرشحيهم الا في"حكايات" الجرائد! ولكن الحكايات وحدها هي السبيل الى اليقين المفترض، حتى تتبدل الاحوال وتبدأ الانتخابات كما يفترض ان تكون: مرشحون معلنون وبرامج واضحة وجدل وسياسة ومهرجانات انتخابية، والاهم من كل ذلك مجلس نواب يقترع ولا يصوت ل"كلمة السر". والانتخابات هذه السنة تزيد الغموض غموضا. فهي تقع في زمن اقليمي لا يقل ارتباكا عن الواقع المحلي. كل شيء مجمد. لا سلام ولا حرب، ولبنان دائما وسط شاقوفين، وعلى حافة الحرب يدفع ضريبة غياب السلم. فأي رئيس وسط قافلة المرشحين"المبدئيين"سيلائم المواصفات الاقليمية والمتطلبات المحلية لمرحلة لا يعرف أحد متى تتبدل؟ بل أي رئيس سيتمكن من أخذ راية عهد الياس الهراوي بكل ما تعنيه من تحولات جذرية وتاريخية في مسار انفصال جمهورية عن مرحلة الاستقلال والحرب وسيرها في مسار الالتصاق مع سوريا خارجيا والتشدد مع"طائفة"الرئيس داخليا ؟ وهل يكون الرئيس الآتي في ذاته عنوان إعادة التوازن داخليا بعدما بات التوازن المختل يغلب في خطورته على المشاكل الاخرى الكبيرة من افتقاد القدرة على القرار وصولا الى كوابيس الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية؟ استحقاق 1998 هو اختصار لهذا كله ولأمور بعضها ظاهر ومباح ومعظمها مكتوم. فالخيار النهائي لن يكشف فقط الحال التي يراد للبنان ان يعيش في ظلها في السنوات الست المقبلة، بل سيعكس حال الناخب أيضا، خارجيا ومحليا. والبون شاسع جدا بين خيار وآخر ولا يجمع بين الخيارات الا كونها في سلة واحدة هي سلة المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية. لا اوهام في فتح الملف الرئاسي تحضيرا لاستحقاق 1998 في تزكية خيار قد يكون الافضل لرئاسة لبنان على عتبة الالف الثالث، ولا اوهام في قدرة البرامج الرئاسية، اذا وجدت، على تغليب مصلحة مرشح على مرشح آخر. انهم الرجال فحسب. يعرفهم اللبنانيون او سمعوا بهم. نسعى عبر هذا الملف"جمهورية الرؤساء تبحث عن رئيس" الى تقديم صورة اكثر عمقا وغير معهودة لمن يمكن ان يكون الرئيس المقبل. تصعب مقارنة عهد الرئيس الياس الهراوي بأي من سير الرؤساء الذين سبقوه بدليل انه يبقى مرشحا وهو ذاهب الى بيته. فاحتمالات ترشيحه عبر الدوافع نفسها التي أملت التمديد له عام 1995 تكاد تنعدم. ورغم ذلك ثمة استحالة قبل أربعة اشهر من نهاية عهده في القطع نهائيا باستبعاد إدراجه في اللحظة الاخيرة مرشح التمديد ثانية. الياس الهراوي ليس كسائر المرشحين. فهو برنامجه وهو ايضا "التركة" التي ستثقل على المرشحين الموارنة بما يمثل من انجازات وتبعات، سواء كان التمديد واردا ام سقط نهائيا. والهراوي ليس كأسلافه من الرؤساء لان عهده أسقط على لبنان فاصلا بين جمهوريتين، ولو انه حكم تسع سنين بهاجس الحكام الموارنة الذين سبقوه والذين طاردته "لعنتهم" في دستور الطائف جاعلة منه رمز الانقلاب السياسي الجديد في لبنان. إجراء مسح لعهد الهراوي هو بعيد كل البعد عن أي محاولة لمحاكمة العهد او لتلميع صورته. فالتاريخ وحده يحكم على العهود. ومن المبكر جدا الحديث عن حكم مع او حكم ضد ما دام اختيار خليفة الهراوي يجري بالنسق نفسه الذي أوصله، مما يعني ان ما أرساه عهده سيستمر الى أمد طويل، تنعدم معه الظروف الموضوعية للتأريخ. مع الياس الهراوي بدأت مرحلة تحول جذري في لبنان وكان عنوانها اتفاق الطائف وبداية نهاية الحرب فيه. لكن لبنان قبل ذلك كان مختلفا ولم يعد نفسه بعد الحرب كما كان قبلا. الياس الهراوي شكل رمز هذه المرحلة الانتقالية بين لبنان الامس ولبنان اليوم. هو لم يصنع هذا التحول الذي كان حصيلة توافق اقليمي دولي عزّ نظيره في زمن الحرب بل رأس حربة فيه. ولعل الاختيار رسا عليه في هذه المهمة نظرا الى كونه من رعيل سياسي بدأ يغيب، فكانت الحاجة اليه مضاعفة لمعايشته الجمهورية الاولى، جمهورية الاستقلال برموزها الكبيرة وقدرته على العبورالى الجمهورية الثانية بكل ما تقتضيه من اثمان عزّ وجود مثيل للهراوي قبل بدفعها وتحمل تبعاتها. وحده الهراوي أبدى استعدادا لخوض هذه التجربة يدفعه طموح وشغف الى الرئاسة لم يفارقانه في أشد الازمات وطأة. وهو القائل امام المسؤولين السوريين قبل ان يصبح رئىسا "ما تطلبونه من غيري، استطيع انا ان اقدمه". عبر الياس الهراوي في عهده الى عصر سياسي جديد. وكان رمز عبور لبنان الى ما لم يكن عليه من قبل. دستور جديد انبثق من اتفاق الطائف، ساهم الهراوي في وضعه، مع مجلس نواب منتخب عام 1972، في مدينة الطائف في السعودية. بعد إطاحة العماد ميشال عون رئيس الحكومة العسكرية التي سلمها الرئيس امين الجميل السلطة لعدم امكان اختيار خلف له، ازيلت الحواجز التي كانت اقيمت بين شطري العاصمة الغربي والشرقي منذ بداية الحرب في لبنان عام 1975، لملمت اثار الدمار وبدأت مسيرة احياء لبنان ومؤسساته الدستورية واداراته. آمن الهراوي باتفاق الطائف الذي تحول دستورا جديدا في 21آب 1990 سبيلا لاخراج لبنان من الحرب وانبعاثه من جديد. فبدأ تنفيذه بتوحيد الجيش اللبناني وحل الميليشيات واعادة تنظيم الاعلام وتنظيم العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا فربطت بين البلدين معاهدة "الاخوة والتعاون والتنسيق"في 22 ايار 1991. على ان ذلك لم يمر دون شوائب جسيمة كان يمكن تجاوز انعكاساتها في بلد ناهض من الحرب لولا انها ساهمت في ارساء خلل جديد في التركيبة السياسية في لبنان. فحكومات التوافق الوطني اختل مضمونها بعد نفي عون الى فرنسا وسجن قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع ومحاكمته وخلو الساحة المسيحية من القيادات السياسية. حل الميليشيات لم يطاولها جميعها تحت عناوين وشعارات مختلفة. وزعت وسائل الاعلام محاصصة طائفية وسلطوية. "الترويكا" الرئاسية اختزلت المؤسسات وغيبتها. الفساد السياسي التهم اي محاولة جادة لتطهير الادارة والدولة. والازمة الاقتصادية والاجتماعية ابتلعت كل الاحلام والوعود وباتت تهدد الاقتصاد بالانهيار مع بلوغ الدين العام ارقاماً خيالية. وطبعا كل ذلك فيما جوهر اتفاق الطائف لم ينفذ فلا اعادة انتشار القوات السورية حصلت ولا نفذ القرار 425 القاضي بانسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني. I - سوريا ركيزة ونقطة انطلاق الثابتة الاساسية وشبه الوحيدة في عهد الهراوي علاقاته الوثيقة جدا مع سوريا والتنسيق الدقيق مع رئيسها في كل شاردة وواردة تتصل بالقضايا المصيرية او حتى الداخلية. لم يبخل في العطاء مع سوريا ولم يعط رئيس لبناني سوريا كما اعطاها اياه الهراوي. رغب في ان يكون بالنسبة الى دمشق رجل قرار يمكن الاعتماد عليه ورجل انقاذ لبنان بالاعتماد على سوريا. فاظهر ثباتا على خياره السوري الذي انتخب على اساسه ولم يظهر اي نية او كلاما او تصرفا في الخروج على هذا الخيار. ولا يذكر احد انه سمع الهراوي منتقدا اي شيء يمكن ان يمت الى هذا الخيار بصلة رغم تعليقاته اللاذعة التي يوزعها في كل الاتجاهات من دون استثناء. كان همه الاساسي منذ انتخابه كسب ثقة الرئيس السوري حافظ الاسد ونسج علاقة صداقة معه. حين كان لا يزال في المقر الرئاسي الموقت في الرملة البيضاء يبحث عن طريقة استعادة مقومات الجمهورية معانيا من وحدة قسرية فرضها انحسار الزوار نتيجة الحماية الامنية المشددة حوله واشتداد الانقسامات اللبنانية، لم ينكر الهراوي ان طموحه في كسب ثقة الرئيس السوري دفعه حتى حزيران 1990 الى عقد 19 قمة مع الاسد والمسؤولين الكبار في دمشق جلها غير معلن وحصلت سرا، منتقلا الى العاصمة السورية متخفيا برا او جوا خشية اثارة المزيد من الحساسيات الداخلية مسيحيا واسلاميا. كان انزعاجه اساسيا في ذلك الوقت من حرص رئيس مجلس النواب حسين الحسيني ورئيس الحكومة سليم الحص على مشاركته في هذه القمم وعدم اتاحة الفرصة امامه للتنفس من دونهما. كانا دوما الى جانبه وخصوصا في دمشق، في القمم التي عقدت وغالبيتها موسعة، الهراوي جالسا على كنبة واحدة يحوطه الحسيني والحص. والحسيني لا يربطه ود بالهراوي منذ التحالف الوثيق بين خصم الهراوي التقليدي والتاريخي في زحله جوزف سكاف والرئيس السابق لمجلس النواب الذي لم يكتم بعد اغتيال الرئىس رينه معوض في 22 تشرين الثاني 1989 حماسته الشديدة لتزكية النائب بيار حلو مرشحا رئاسيا لدى المسؤولين السوريين وعدم رغبته في وصول رئيس من البقاع ومن زحله تحديدا يستقطب الزعامة البقاعية. هذا الود المفقود جاهر به الهراوي امام نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قبل ساعات من انتخابه. كان العميد غازي كنعان قائد جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان قد ابلغ اليه في فندق بارك اوتيل شتوره الذي انتقل اليه النواب من بيروت من اجل انتخاب رئيس جديد، فشل محاولات اقناع بيار حلو بترشيح نفسه ورغبة خدام في لقائه لابلاغه أمراً ما. توجه الهراوي الى دمشق حيث زف اليه خدام نبأ تزكيته للرئاسة الاولى. قال له: انت مناسب والان وقتها. وأضاف: بيار حلو لا يريد الرئاسة، مخايل ضاهر لم يعد واردا، سليمان فرنجيه (الجد ) لا نستطيع ايصاله بقرار دولي. رد الهراوي بان الحسيني يتحفظ عن ترشيحه ولن يدعمه. أجابه خدام ان الحسيني سيتبنى ترشيحه. وفي طريق عودته من دمشق، تلقى الهراوي اتصالا من خدام الذي طلب اليه ان يمر الى بلدة شمسطار لاصطحاب الحسيني الى جلسة انتخابه التي ستتم في بارك اوتيل شتوره. كانت مخاوف الحسيني في محلها، فلم يلبث ان انحسر دوره بعد الانتخابات النيابية الاولى في ظل دستور الطائف التي جرت صيف 1992 والتي فاز فيها وحده مع النائب يحيى شمص من لائحته، لكن بعد نجاحه في تثبيت مشاركة الطائفة الشيعية في قرار السلطة التنفيذية من خلال "ترويكا" الرئاسات فضلاً عن استئثار الطائفة برئاسة السلطة التشريعية. لم تكن علاقة الهراوي بالحص اقل وطأة من علاقته بالحسيني. فالحكومة الاولى في عهد الهراوي التي ترأسها الحص هي من تركة الرئيس الراحل رينه معوض وكان على وشك اعلانها قبيل اغتياله. وورثها كاملة مع تعديل طفيف طاول شخصين فقط اذ حل النائبان ادمون رزق والياس الخازن المارونيان مكان النائبين اوغست باخوس وبيار حلو اللذين كان معوض رشحهما للوزارة الاولى. وشكا الهراوي الطامح في بداية عهده الى ممارسة صلاحيات رئىس للجمهورية لم تتضاءل بفعل اتفاق الطائف من سعي الحص الى ممارسة مهماته كرئيس حكومة بصلاحيات جديدة ضاعفها اتفاق الطائف نفسه. لم يتأخر سعي الهراوي وسط هذه الاجواء الى ابدال الحص بعد سنة وشهر واحد من تسلمه الرئاسة وتأليف الحكومة الاولى في عهده، في حين طال وجود الحسيني الى جانبه حتى الانتخابات النيابية صيف 1992، وقد خلفه في رئاسة مجلس النواب رئيس حركة "امل" نبيه بري الفائز القوي في محافظة الجنوب بلائحة مكتملة من 22 نائبا، والذي لم تخل علاقته بالهراوي من تجاذب كان يخف او يشتد بنسبة تحالف الهراوي ورئيس الحكومات الثلاث الاخيرة في عهده بعد الانتخابات النيابية نفسها رفيق الحريري، فتقوى هذه العلاقة متى اختلف الهراوي والحريري وتضعف متى اتفقا. لكن الهراوي حافظ على وتيرة واحدة من تأييده لبري دعما لزعامة شيعية معتدلة في مواجهة شيعية اصولية يتزعمها"حزب الله". الفرصة الاولى التي اتيحت امام الهراوي لكسب ثقة الاسد اطلت في تشرين الاول 1990 حين برزت معطيات اقليمية تمثلت في حرب الخليج الاولى اعطت الضوء الاخضر لاطاحة العماد عون عسكريا. فاجأ الهراوي السوريين بتغطيته منفردا دخول الجيش السوري الى المناطق الشرقية من العاصمة حيث سيطرة عون بعدما امتنع رئيس الحكومة سليم الحص عن الموافقة عليها، وكذلك عمر كرامي وزير التربية والفنون الجميلة في حكومة الحص. اوفد الهراوي صهره فارس بويز مزودا رسالة منه الى دمشق تطلب مساندة رسمية من الجيش السوري، بعد انعقاد قمتين علنيتين للتنسيق في 19 آب و29 ايلول 1990. كان التنسيق كاملا حول دقائق المعركة وحيثياتها وتم تحديد السادسة صباح السبت 13 تشرين الاول 1990 الساعة الصفر لبدء العملية وتحليق الطائرات السورية فوق بعبدا. ولم يبلغ الهراوي الموعد بدقة حتى الى عائلته واقرب المقربين اليه الا قبل ساعة واحدة طالبا بقاء كل منهم في مكانه حرصا على سلامته. وسرى قلق كبير من احتمال توقف العملية بعد تأخر الطائرات السورية في التحليق خشية ان تؤثر على صدقية التهديدات التي كان يطلقها الهراوي منذ انتخابه في 24 تشرين الثاني 1989 باستعادة السلطة ومقر الحكم في بعبدا في انتظار الساعة المناسبة. لكن سرعان ما انجلى الامر عن خطأ في تنسيق فارق الوقت بين بيروت ودمشق نتيجة استمرار العمل بالتوقيت الصيفي في لبنان. وحين اعترضت فرنسا التي كانت مؤيدة لعون على الدخول العسكري السوري الى المناطق الشرقية وقررت تقديم شكوى لدى مجلس الامن، وقف الهراوي في وجهها بشدة معترضا على"التدخل الفرنسي"في شؤون لبنان الداخلية وتقديم شكوى بهذا المعنى الى مجلس الامن في المقابل. اثارت صلابة موقف الهراوي دهشة السوريين الذين لم يتأخروا في ابداء تقديرهم له في قمة ثنائية مع الرئيس السوري خص الهراوي فيها باستقبال اكتسب ابعادا مهمة. فسار الهراوي في مطار دمشق على السجادة الحمراء التي امتدت من سلم الطائرة الى المنصة الرئيسية حيث وقف قرب الرئيس السوري الذي استقبله في المطار يستمع الى النشيدين الوطنيين اللبناني والسوري قبل ان يقدم له الاسد اركان حكومته ومعاونيه الكبار. كانت تلك لفتة رمزية معبرة، اعترض على اثرها الرئىسان الحسيني والحص على تفرد الهراوي بزيارة دمشق وعقد قمة ثنائية مع نظيره السوري، فرد الهراوي بان الدعوة وجهت اليه شخصيا واحالهم للشكوى على القيادة السورية.  قبيل انعقاد مؤتمر مدريد في تشرين الاول 1991...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم