الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

10 آلاف من الروهينغا عبروا إلى بنغلادش خلال يوم... ملّاك القوراب يستغلونهم

المصدر: أ ف ب
10 آلاف من الروهينغا عبروا إلى بنغلادش خلال يوم... ملّاك القوراب يستغلونهم
10 آلاف من الروهينغا عبروا إلى بنغلادش خلال يوم... ملّاك القوراب يستغلونهم
A+ A-

ارتفعت اعداد #الروهينغا الذين عبروا إلى #بنغلادش هربا من العنف في #بورما الى 10 آلاف خلال الساعات الـ24 الماضية، على ما أعلنت #الأمم_المتحدة، في حين اتخذت السلطات البنغلادشية اجراءات قضائية بحق مواطنين دينوا باستغلال اللاجئين بطلب نحو 100 دولار مقابل نقلهم في قوارب عبر الحدود، في رحلة تكلف عادة 50 سنتا.

ووسط انعدام الانفراج في الأزمة التي استدعت إدانات دولية، قال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة جوزيف تريبورا إن عدد الروهينغا الذي عبروا إلى بنغلادش منذ 25 آب بلغ 389 ألفا بحلول اليوم.

وتتوالى المناشدات الموجهة الى مستشارة الدولة البورمية أونغ سان سو تشي لاتخاذ موقف للدفاع عن الأقلية، بينما دقت وكالات أممية ناقوس الخطر بشأن الأوضاع التي يعيشها الروهينغا الذين فروا، اثر حملة للجيش في ولاية راخين في غرب بورما التي يهيمن عليها البوذيون.

(أ ب)

وسار العديد من أفراد الأقلية عبر التلال والأدغال لأيام، قبل الوصول إلى الحدود مع بنغلادش، حيث واجهوا استغلالا من نوع آخر تمثلت في فرض أسعار مبالغ فيها لكرسي على متن قارب يقطع نهر ناف الفاصل بين البلدين.


وقال مسؤولون إن قضاة بنغلادشيون يديرون محاكم متنقلة في بلدة كوكس بازار الحدودية والمناطق المجاورة، باشروا إصدار أحكام قضائية يبلغ أقصاها السجن 6 اشهر بحق اصحاب قوارب وقرويين. وقال المسؤول الحكومي في بلدة تكناف زاهد حسين صديق: "تمكنا حتى الآن من ادانة نحو 150 شخصا". وأضاف: "صدرت أحكام بالسجن مدة 6 أشهر بحق العديد من هؤلاء مباشرة بعد إدانتهم"، من دون أن يحدد عدد الذين تم حبسهم.  


وأفاد مراسل "فرانس برس" المرابط قرب النهر أن مشغلي القوارب يطلبون من اللاجئين نحو 100 دولار لرحلة مدتها بين 10 إلى 30 دقيقة، تبلغ كلفتها في الأحوال العادية أقل من 50 سنتا. وقالت مؤمنة بيغوم (35 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال من الروهينغا: "استولى مالك القارب على آخر فلس لدينا من أجل العبارة. نريد الذهاب إلى المخيم الآن، لكن لم يبق بحوزتنا أموال".   


وجلست المرأة مع أطفالها قرب طريق سريع يمر بجانب الشاطئ في تكناف، وباتوا غير قادرين على الوصول إلى مخيمات اللاجئين الواقعة على بعد 10 كيلومترات من الحدود.  


أما نادرة بانو (19 عاما) التي تزوجت العام الماضي، وباتت الآن أرملة، فأكدت ان "ملاك القوارب هددوا برمينا في البحر إذا رفضنا تسليمهم مقتنياتنا الثمينة". وقالت: "تخليت من أجل الهرب عن آخر تذكار من زوجي، قلادة من الذهب أهداني إياها يوم زفافنا".   


واشارت تقارير إعلامية عن احتجاز "ملاك القوارب والوكلاء الروهينغا لساعات في القرى الساحلية، في انتظار الحصول على مبالغ كبيرة مقابل الرحلة".   

(أ ب) 


ويتهم الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات للاجئين في بنغلادش، بالمشاركة في استغلال الوافدين. وادى تدفق الروهينغا الى ارهاق بنغلادش التي تعمل جاهدة لمساعدة اللاجئين الجائعين والمنهكين، ويشكل الأطفال 60 بالمئة منهم.   


وأثارت الأزمة التي بدأت مع عملية للجيش البورمي حملة قمع في 25 آب، مخاوف دولية، بحيث كسر مجلس الأمن الدولي الاربعاء أخيرا صمته الذي استمر أسابيع، داعيا إلى انهاء العنف.  


واعتبر الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الحملة العسكرية التي تشنها السلطات البورمية، ردا على اعتداءات نفذها مسلحون من الروهينغا، ترقى إلى تطهير عرقي. وأعربت الدول الـ15 في مجلس الامن عن قلقها ازاء العمليات الأمنية في راخين. ودعت إلى اتخاذ "خطوات فورية" لوقف العنف في بورما. وكانت هذه المرة الأولى التي يتفق فيها المجلس على موقف موحد حيال الأزمة.  

ويعاني أفراد الروهينغا البالغ عددهم 1,1 مليون شخص، منذ اعوام، التمييز ضدهم في بورما، بحيث حرموا من الجنسية، رغم اقامتهم منذ اجيال في البلاد.


وكان المتحدث باسم سو تشي أكد أن الزعيمة البورمية لن تحضر اجتماع قادة العالم السنوي في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، من المتوقع ان يسلط الأضواء على معاناة الروهينغا. لكنه أشار إلى أن مستشارة الدولة الحائزة جائزة نوبل للسلام تقديرا لنضالها الطويل في مجال حقوق الإنسان وتواجه انتقادات حادة لتقاعسها في حل الأزمة، ستلقي خطابا الأسبوع المقبل عن السلام والمصالحة في بورما.  


ولا تملك سو تشي، الحاكمة المدنية الأولى لبورما منذ عقود، أي سلطة على مؤسسة الجيش التي أدارت البلاد من 50 عاما. ولا يحظى الروهينغا بكثير من التعاطف في أوساط الغالبية البوذية في بورما، اذ يلقبونهم بـ"البنغاليين"، في إشارة إلى أنهم مهاجرين غير شرعيين. 


وروى الروهينغا الواصلون إلى بنغلادش قصصا مروعة عن جنود يطلقون النار على المدنيين، ويجرفون قرى بأكملها في راخين، بمساعدة عصابات من البوذيين، في اتهامات ينفيها الجيش.  


وفي رسالة موجّهة إلى مجلس الأمن، دعا 12 من الحائزين على نوبل للسلام الأمم المتحدة إلى "التدخل فورا واستخدام جميع الوسائل المتاحة" لإنهاء "الجرائم ضد الإنسانية" في راخين.  


من جهتهم، نفى مسلحو الروهينغا الذين أثارت هجماتهم الحملة الشهر الماضي، أن تكون لديهم أي ارتباطات بالمجموعات الإرهابية العالمية، بعد أيام من دعوة وجهها تنظيم "القاعدة" الى المسلمين لنصرتهم. وتصر حركة "جيش انقاذ روهينغا أراكان" على أنها تحاول الدفاع عن الأقلية من حملة الاضطهاد التي عانت منها طويلا. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم