الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حكومة الشباب" فاصل موقت في مسيرة نظام

المصدر: "النهار"
Bookmark
"حكومة الشباب" فاصل موقت في مسيرة نظام
"حكومة الشباب" فاصل موقت في مسيرة نظام
A+ A-
"حكومة الشباب" فاصل موقت في مسيرة نظام داود صايغ يتابع الدكتور داود صايغ في هذه الحلقة الثانية دراسته حول الفساد والنظام اللبناني. وكان تناول في الأولى الفساد في الغرب وفي لبنان منذ الاستقلال. قوة الاستيعاب وهكذا فان ولاية الرئيس شمعون عام 1952 بدأت بالحديث عن الاصلح. لان الولاية الثانية للرئيس بشارة الخوري لم تكتمل، والرئيس الاستقلالي الاول اضطر الى الاستقالة في ايلول 1952 اثر ظروف معينة، ولم يكن قد انقضى على ولايته الثانية سوى ثلاث سنوات. وهكذا فان الحديث عن الاصلاح بدأ منذ البيان الوزاري الاول لحكومة الامير خالد شهاب الذي تضمن في اطار تعهدا باعداد قانون لمعاقبة "الاثراء غير المشروع" والذي صدر بعد عدة اشهر من ذلك في اطار المراسيم الاشتراعية التي اصدرتها الحكومة بتاريخ 18 شباط 1953 ، وهو كان ولا يزال قانونا متقدما في مضمونه ووسائله على رغم انه لم يطبق حتى الآن. وكان لافتاً لمن يراجع جلسات المناقشة يومذاك، اي قبل 43 سنة، ان يلاحظ المواضيع المثارة هي ذاتها في الغالب امس واليوم، كدليل على جمود معظم القضايا العائدة لتسويات النظام ولموضوع الفساد بالذات، على رغم ان بعض الاصوات ارتفع وعالج الموضوع ودل على طريق الاصلاح. يومذاك ارتفع صوت حميد فرنجيه في 9 تشرين الاول 1952 ليقول: [...] لقد شبعنا وشبع الناس من هؤلاء المرشحين "الرحل" الذين ينتقلون بالمناطق ولا رأس مال لهم الا حقيبة مملوءة بالمال. ارجوكم ان تضعوا تشريعا زجريا يلغي فورا كل انتخاب يمكن ان يكون قد تدخل فيه المال [...] لقد رأينا ان المجلس السابق صادق على انتخابات ظهر فيها التزوير ولم يبق لنا الا ان نجعل القضاء العادل المنزه يضمن حرية الانتخاب، مع العلم ان هذه الطريقة ليست بدعة، ففي بريطانيا مثلا توجد هيئة عدلية تنتقل فورا الى المنطقة التي تحصل فيها الشكوى ويكون حكمها مبرماً". وتكلم غسان تويني يومذاك، بعد حميد فرنجيه، ليؤيد دعوته الى صون التمثيل النيابي، داعيا في الوقت نفسه الى خفض سن الاقتراع من 21 الى 18 سنة للافساح في المجال امام الذين "لم تصل الى نفوسهم معالم الفساد والافساد"، وتابع يقول "ان الشعب ثار وقام بحركته الاخيرة من اجل الاصلاح، والاصلاح الاشتراعي لا يكفي لاجابة رغبات الشعب. لان الشعب لا يأكل من الاشتراع وحده بل هو في حاجة الى ان ينعم بحرية واسعة وان يؤمن له العمل والعدل، والشعب ينتظر من هذه الحكومة في ما ينتظر ان تقوم بعملية تطهير الجهاز، وان يطاول هذا التطهير اناسا من خارج الجهاز وكل من اثرى على حساب الشعب وكان شريكا في اشاعة الفساد والفوضى". وتكلم بعد ذلك كمال جنبلاط، مؤيدا زميليه فرنجيه وتويني مضيفا: "[...] ان الشعب يرمي الى التخلص من فئة يمكن تسميتها بالممتهنين السياسيين الذين يعتبرون ان السياسة مهنة او بقرة حلوب يجنون من ورائها المغانم وقد يكلفونها اكثر من طاقتها شرط ان يوسعوا لها العلف [...] جئتم لتطهير الدولة من نكبة المتسوسين السياسيين ولترجعوا الادارة الى مستوى يليق برجال السياسة، والرجال الذين اقصدهم رجال الدولة بكل معنى الكلمة الذين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم