الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جمرة تحرق أشجار رشميا... 12سيارة اطفاء وطوافة تتحدى النيران

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
جمرة تحرق أشجار رشميا... 12سيارة اطفاء وطوافة تتحدى النيران
جمرة تحرق أشجار رشميا... 12سيارة اطفاء وطوافة تتحدى النيران
A+ A-

الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الثلثاء 12 أيلول، اندلع حريق في منطقة رشميا – عاليه، ليعيد إلى الأذهان موجات الحرائق التي تطال القرى اللبنانية، قاضماً الأحراج الخضراء. وتفيد الأرقام الصادرة عن وزارة البيئة بأنَّ "74% من مساحة لبنان غطّتها الغابات عبر التاريخ، وبمرور السنوات بدأت عملية الإبادة في حقّ هذه الغابات، عن جهل حيناً ولغايات شخصية ومنفعة اقتصادية أحياناً. لتبلغ إزالة هذه الغابات معدلات وصلت سنوياً إلى ما قدره 0,4%، فيما إعادة التحريج السنوي بنسبة 0,83%. وتغطي الغابات 30% من شمال لبنان، و37% من جبل لبنان، و9% من جنوب لبنان، و6% من النبطية، وعلى الرغم من إقرار الاستراتيجية الوطنية لإدارة حرائق الغابات منذ عام 2009، كان يفترض بهذه الاستراتيجية أن تشكل وثيقة رسمية لإدارة الحرائق على الصعيد المحلي وتعزيز استعداد البلديات.



وعورة المنطقة تعوق سرعة الإخماد  

يوضح رئيس بلدية رشميا منصور مبارك في حديث لـ"النهار" أنَّ "الحريق في رشميا اندلع جراء الإهمال، فقد كان بعض الأشخاص يحاولون تنظيف أرضهم من العشب اليابس، واتخذوا الإجراءات والتزموا القرار البلدي الذي يمنع "التعشيب" إلا بوجود آلية للدفاع المدني الذي أخمد الحريق البسيط وغادر. ولكن يبدو أنَّ جمرة صغيرة لم تكن خمدت بعد، وبسبب اليبس الكثيف والحرارة المرتفعة اشتعلت وأدّت إلى اندلاع النيران وصارت الرياح العاتية تنقل كتل النيران من جبل إلى آخر قاضيةً على مئات آلاف الأمتار من الأشجار الحرجية والمثمرة ومنها الكرمة. عناصر الدفاع المدني قدموا بالعشرات إلى منطقة الحريق من رشميا والبقاع وصوفر وعاليه، ولكنَّ وعورة المنطقة عاقت سرعة إخماد الحريق بالكامل. ومنذ ساعات الصباح الباكر، تساعد طوافة للجيش عناصر الدفاع المدني في إخماد الحريق. ولكننا نطلب إلى قيادة الجيش إرسال مزيد من الطائرات قبل حلول المساء، حين تصبح الرؤية معدومة".


المناخ يسهم سلباً في إطفاء الحريق  

ومع توجه مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطَّار إلى رشميا للاطلاع على أعمال إخماد الحريق، أجرت "النهار" اتصالاً مع الدفاع المدني أكَّد أنَّ "العناصر التابعة للمديرية العامّة للدفاع المدني يواصلون منذ ظهر أمس العمل على إخماد الحريق الذي شبَّ في الأحراج الممتدة بين بلدتي رشميّا ورويسة النعمان. وقد أوفدت المديرية العامّة 12 سيارة إطفاء للتمكن من السيطرة على النيران بأقصى سرعة ممكنة وإنقاذ الثروة الحرجية. أما المساحة التي أتت عليها النيران فلا يسعنا تحديدها بدقة لغاية الآن".

وعن المعوقات التي تواجه عناصر الدفاع المدني فهي "عدم وجود طرق تسمح بوصول آليات الإطفاء إلى نقاط الحرائق نهائياً بسبب طبيعة الأرض الجغرافية، إلى جانب المناخ الذي يسهم سلباً في إطفاء الحريق. ولكنَّ طوافة تابعة للقوات الجوية تعمل على مساعدة عناصر الدفاع المدني في عملية إخماد الحريق بالإضافة إلى المساندة البرّية".


الحرائق تستنزف رشميا  

من جهة أخرى، يلفت رئيس منظمة اليد الخضراء (Green hand) زاهر رضوان في حديث لـ"النهار" إلى أنَّ "رشميا باتت مستنزفة بالحرائق في ظلّ غياب الإدارة الصحيحة لهذه المنطقة التي تتحمل البلديات بعضاً من مسؤوليتها. وجب التحرك الجدّي للبدء بإقامة جدران مضادّة للنيران (fire walls) و"تعشيب" المنطقة بشكل صحيح، والاستفادة من الأغصان الصغيرة أو القشّ (Firebricks) لتوليد كتلة حيوية (Biomass) يمكن من خلالها الحصول على الطاقة عن طريق حرق الخشب، والموادّ العضوية الأخرى، التي تم تصنيفها كمصدر للطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وهي تتحول إلى منتج بيئي يمكن أن يستخدمه الناس للتدفئة في الشتاء. وقد عملت وزارة الزراعة بهذا الإجراء في محيط أرز الشوف ونناشدها تكرار التجربة سعياً لتعزيز ذلك في قضاء عاليه".


مشهد الحرائق يتكرر بشكل دوري ملتهمةً مساحات من الأشجار الحرجية والأعشاب اليابسة، ورشميا من بين القرى التي تقع ضحيّتها منذ سنوات، ما يستدعي جهداً حثيثاً لمكافحة هذه الحرائق التي أصبحت كارثة طبيعية تقضي على ما بقي من بيئة "لبنان الأخضر".

[email protected]

Twitter: @salwabouchacra




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم