السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"سأموت هنا"... عائلة لبنانية تواجه "إيرما" وطبيب بقي في "الطوارئ"‏

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
"سأموت هنا"... عائلة لبنانية تواجه "إيرما" وطبيب بقي في "الطوارئ"‏
"سأموت هنا"... عائلة لبنانية تواجه "إيرما" وطبيب بقي في "الطوارئ"‏
A+ A-

غضب الطبيعة أجبر نحو 6 ملايين مواطن من ولاية فلوريدا على مغادرة منازلهم واللجوء إلى ‏مناطق أكثر أمناً بعدما وصل الاعصار #إيرما إلى جزيرة كي ويست في الولاية.‏ 

الاعصار أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل خلال مروره في منطقة الكاريبي منذ الأربعاء، ‏إلى كوبا السبت. وتسبب بفيضانات وصلت الى العاصمة هافانا، إضافة الى دمار هائل وسط ‏البلاد وشرقها. وأعلن المركز الأميركي للأعاصير ان قوة الاعصار ارتفعت إلى الدرجة ‏الرابعة، قبل وصوله الى كي ويست، مهددا فلوريدا التي توجه نحوها ببطء.‏

عائلتان لبنانيتان تقيمان في فلوريدا تحدثتا لـ"النهار" عن حالها قبل ساعات على وصول "إيرما" ‏في المناطق التي تقيم فيها في فلوريدا.‏

غسان منسى أحد سكان منطقة تامبا في فلوريدا، اضطر قسراً إلى مغادرة منزله بعدما بات ‏إعصار "إيرما" يهدد حياته وعائلته. يسرد منسّى لـ"النهار" أنّه كان متردداً في مغادرة منزله الذي ‏يصفه بـ"الكبير والمحصّن، بمعنى قادر على مواجهة "جبروت" إيرما". إلا أنه شعر بالضعف ‏بعدما لمس خوف ابنته الوحيدة البالغة من العمر 23 عاماً، إذ قالت له :"سأموت هنا"، عندها ‏حزم أغراضه ولم يفكر سوى بصوابية القرار التي من شأنها أن تحمي عائلته من مكروه.‏

غادر منسّى مع 5 عائلات لبنانية ووصل إلى أحد الفنادق الواقعة عند الحدود بين كارولينا ‏الشمالية والجنوبية، ويشير إلى أنّ الاعصار يتوقع أن يصل إلى تامبا في حدود الرابعة فجراَ ‏بتوقيت أميركا، مشيراً إلى وجود نحو 300 عائلة لبنانية مسجلة على صعيد الكنيسة، بالاضافة ‏إلى الجالية اللبنانية الاسلامية والدرزية التي تقيم أيضاً في المنطقة من دون أي يحدد عددها ‏التقريبي.‏

السلطات الأميركية أجبرت المقيمين في هذه المنطقة على إخلائها، وفتحت الملاجئ ورفعت حال ‏الطوارئ، وبحسب منسى، هناك من انصاع لنداء السلطات الأميركية والبعض الآخر قرر ‏تحصين منزله وتأمين المستلزمات المعيشية إلى حين مرور هذا الاعصار.‏

أما زينة يمّين، قصتها تحمل أيضاً بعداً إنسانياً، هي اضطرت أن تخلي منزلها الكائن في ميامي ‏بعدما انذرتها والمواطنين المقيمين السلطات الأميركية بأنّ ميامي من المناطق التي ستتعرض ‏لـ"ضربات قاضية" من "إيرما"، فحزمت أغراضها وتوجّهت إلى أورلاندو مع أولادها، لكنّ قلبها لا ‏يزال في ميامي بعدما اضطر زوجها وهو طبيب مسؤول عن قسم الطوارئ في أحد المستشفيات ‏إلى البقاء هناك حتى يؤدي واجباته، وتقول منسّى: "يقطعون الكهرباء عن المستشفى من فترة إلى ‏أخرى ضمن إجراءات السلامة خوفاً من اندلاع الحرائق فأفقد الاتصال بزوجي بين فينة وأخرى".‏

يمّين حاولت أن تحجز تذكرة سفر خارج الولايات المتحدة الأميركية ولبنان كان جزءاً من ‏خياراتها، غير أنها لم تفلح بسبب عدم توافر الحجوزات، لافتة إلى أنّ عدداً كبيراً من العائلات ‏اللبنانية يواجه مشكلة في هذا الموضوع، وكثر حجزوا تذاكر للسفر وتكبّدوا ‏مخاطر الطريق ولكن لدى وصولهم المطار يتم إبلاغهم عن إلغاء ‏الحجوزات.‏

ولأنّ للحيوانات مكانة في حياة الانسان في الدول المتقدّمة، يحرص عدد كبير من الجاليات ‏اللبنانية إلى جانب المقيمين في فلوريدا إلى تأمين شحنها بهدف تهريبها ومنها الأحصنة على وجه ‏الخصوص حتى لا تلقى حتفها في الاعصار، نسألها عن وضع اللبنانيين.‏

من يطمئن عن أحوال الجالية اللبنانية؟

بالنسبة إلى منسّى، لا يمكن التعويل على السفارة اللبنانية أو القنصلية في هذا الظرف تحديداً، ‏لأنّ ما يجري في فلوريدا لم تشهده منه عشرات السنين، والسلطات الأميركية هي من يتولّى هذا ‏الأمر على أكمل وجه، وهو ما ترجم من خلال إخلاء بما يفوق الـستة ملايين مواطن في فلوريدا. ‏أما يمّين، فتوضح بأنّ حال اللبنانيين كلّ يحاول بما أوتي من إمكانات تأمين عائلته قبل وصول ‏الاعصار.‏



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم