"سأموت هنا"... عائلة لبنانية تواجه "إيرما" وطبيب بقي في "الطوارئ"
غضب الطبيعة أجبر نحو 6 ملايين مواطن من ولاية فلوريدا على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مناطق أكثر أمناً بعدما وصل الاعصار #إيرما إلى جزيرة كي ويست في الولاية.
الاعصار أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل خلال مروره في منطقة الكاريبي منذ الأربعاء، إلى كوبا السبت. وتسبب بفيضانات وصلت الى العاصمة هافانا، إضافة الى دمار هائل وسط البلاد وشرقها. وأعلن المركز الأميركي للأعاصير ان قوة الاعصار ارتفعت إلى الدرجة الرابعة، قبل وصوله الى كي ويست، مهددا فلوريدا التي توجه نحوها ببطء.
عائلتان لبنانيتان تقيمان في فلوريدا تحدثتا لـ"النهار" عن حالها قبل ساعات على وصول "إيرما" في المناطق التي تقيم فيها في فلوريدا.
غسان منسى أحد سكان منطقة تامبا في فلوريدا، اضطر قسراً إلى مغادرة منزله بعدما بات إعصار "إيرما" يهدد حياته وعائلته. يسرد منسّى لـ"النهار" أنّه كان متردداً في مغادرة منزله الذي يصفه بـ"الكبير والمحصّن، بمعنى قادر على مواجهة "جبروت" إيرما". إلا أنه شعر بالضعف بعدما لمس خوف ابنته الوحيدة البالغة من العمر 23 عاماً، إذ قالت له :"سأموت هنا"، عندها حزم أغراضه ولم يفكر سوى بصوابية القرار التي من شأنها أن تحمي عائلته من مكروه.
غادر منسّى مع 5 عائلات لبنانية ووصل إلى أحد الفنادق الواقعة عند الحدود بين كارولينا الشمالية والجنوبية، ويشير إلى أنّ الاعصار يتوقع أن يصل إلى تامبا في حدود الرابعة فجراَ بتوقيت أميركا، مشيراً إلى وجود نحو 300 عائلة لبنانية مسجلة على صعيد الكنيسة، بالاضافة إلى الجالية اللبنانية الاسلامية والدرزية التي تقيم أيضاً في المنطقة من دون أي يحدد عددها التقريبي.
السلطات الأميركية أجبرت المقيمين في هذه المنطقة على إخلائها، وفتحت الملاجئ ورفعت حال الطوارئ، وبحسب منسى، هناك من انصاع لنداء السلطات الأميركية والبعض الآخر قرر تحصين منزله وتأمين المستلزمات المعيشية إلى حين مرور هذا الاعصار.
أما زينة يمّين، قصتها تحمل أيضاً بعداً إنسانياً، هي اضطرت أن تخلي منزلها الكائن في ميامي بعدما انذرتها والمواطنين المقيمين السلطات الأميركية بأنّ ميامي من المناطق التي ستتعرض لـ"ضربات قاضية" من "إيرما"، فحزمت أغراضها وتوجّهت إلى أورلاندو مع أولادها، لكنّ قلبها لا يزال في ميامي بعدما اضطر زوجها وهو طبيب مسؤول عن قسم الطوارئ في أحد المستشفيات إلى البقاء هناك حتى يؤدي واجباته، وتقول منسّى: "يقطعون الكهرباء عن المستشفى من فترة إلى أخرى ضمن إجراءات السلامة خوفاً من اندلاع الحرائق فأفقد الاتصال بزوجي بين فينة وأخرى".
يمّين حاولت أن تحجز تذكرة سفر خارج الولايات المتحدة الأميركية ولبنان كان جزءاً من خياراتها، غير أنها لم تفلح بسبب عدم توافر الحجوزات، لافتة إلى أنّ عدداً كبيراً من العائلات اللبنانية يواجه مشكلة في هذا الموضوع، وكثر حجزوا تذاكر للسفر وتكبّدوا مخاطر الطريق ولكن لدى وصولهم المطار يتم إبلاغهم عن إلغاء الحجوزات.
ولأنّ للحيوانات مكانة في حياة الانسان في الدول المتقدّمة، يحرص عدد كبير من الجاليات اللبنانية إلى جانب المقيمين في فلوريدا إلى تأمين شحنها بهدف تهريبها ومنها الأحصنة على وجه الخصوص حتى لا تلقى حتفها في الاعصار، نسألها عن وضع اللبنانيين.
من يطمئن عن أحوال الجالية اللبنانية؟
بالنسبة إلى منسّى، لا يمكن التعويل على السفارة اللبنانية أو القنصلية في هذا الظرف تحديداً، لأنّ ما يجري في فلوريدا لم تشهده منه عشرات السنين، والسلطات الأميركية هي من يتولّى هذا الأمر على أكمل وجه، وهو ما ترجم من خلال إخلاء بما يفوق الـستة ملايين مواطن في فلوريدا. أما يمّين، فتوضح بأنّ حال اللبنانيين كلّ يحاول بما أوتي من إمكانات تأمين عائلته قبل وصول الاعصار.