الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

كيف حال عرسال؟

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
كيف حال عرسال؟
كيف حال عرسال؟
A+ A-

بعد إعلان أنّ نتائج فحوص الحمض النووي أثبتت أنّ الرفات الذي وجد في الجرود تعود للعسكريين المختطفين، طالب الرأي العام المحليّ بالاقتصاص السريع ممن سلّم الشهداء إلى المجموعات الإرهابية وأمر بوقف العمليات العسكرية لاستعادتهم، فكانت أولى نتائج الضغط الشعبي والسياسي تطويق الجيش منزل الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) المؤلف من 3 طبقات، وتوقيف نجله عُبادة الحجيري وإدلائه بمعلومات عن والده، وسط ترحيب وارتياح لدىأهالي عرسال الطامحين إلى الحرية والعودة إلى حياتهم الطبيعية كقرية نائية هم أهلها،والعودة إلى كرومهم ومقالعهم كما كان الوضع عليه قبل الأزمة السورية. 

قضية أبو طاقية بتطويق منزله لاقت ارتياحاً بحسب بعض الأهالي، معتبرين أنّ الأمر يدعو إلى الاطمئنان فلسنوات شكّل حالة من الإرباك في القرية، إلّا أنّ التخوف، بحسب الأهالي، هو من إتمام صفقة ما يكون الشيخ الحجيري ضحيّتها وينتهي ملف العسكريين بإلقاء القبض عليه دون غيره، رغم تلقيه وعوداًمن الأجهزة الأمنية بتسوية وضعه أثناء إجراء المفاوضات السابقة مع المجموعات المسلّحة. إلا أنه على ما يبدو حصلت بعض الضغوط السياسية حصرت حتى اللحظة الأمر بأبو طاقيّة وحده.

أهالي عرسال: "خلصونا منو"

الناشط طارق الحجيري رأى في حديثه لـ"النهار" أنّ تطويق الجيش للشيخ أعطى نوعاً من الاطمئنان في القرية، خصوصاً أنّ طريقة تعامل الجيش على الحواجز وبالقرب من عملية التطويق مريحة للأهالي، وجلّ همّ الناس "خلصونا منو". وطرح الحجيري بعض التساؤلات المتداولة في القرية، عن سبب إقدام الجيش على اعتقاله بعد الانتهاء من عملية تحرير الجرود، خصوصاً أنّ عناصر "حزب الله" المحرّرين من "النصرة"، عادوا بسيارة الحجيري وبمرافقة الأمن العام قبل أسابيع قليلة، وكان على تواصل مباشر مع الجهات الرسمية وعلى أعلى المستويات.. فهلجاءأمر إلقاء القبض عليه بعد انتهاء مهمّته؟ وعن الحديث عن وجود بعض الموالين للعناصر الإرهابيين في مخيمات النازحين،أكّد الحجيري أنّ الموجودين في المخيمات هدفهم "السترة" ومن كان يطيل لحيته قد بادر إلى إزالتها خوفاً من أيّ شبهات، فأبو طاقية مطلوب ومطوّق في منزله فكيف الحال إذاً ببعض المخيمات السورية التي تقلّص عدد الموجودين فيها من 123 ألفاً عام 2012 إلى 60 ألفاً كحدّأقصى، والحديث السائد في الوقت الحالي هو عن عودتهم إلى القلمون.

أما رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، فرأىأنّ ملف أبو طاقية هو في عهدة القوى الأمنية، ولا علاقة للناس بأي ملف أمنيّ، فالناس تطمح للحرية وتحسين وضعها الاقتصادي والمعيشي، والوضع الأمني بشكل عام أفضل من السابق، مؤكداً أنّ الأمن في عرسال أفضل منه بكثير من بعض المناطق اللبنانية، فالحواجز منتشرة في القرية وتعطي ارتياحاً للسكان، والحديث عن وجود مسلحين أو موالين للتنظيمات المسلحة قد يكون مبالغاً به والأمر يعود إلى الدولة لتقييم الوضع الأمني، وإن كان هناك بعض الموالين فعددهم محدود وليس أيّ تأثير لهم على أرض الواقع كما كان الوضع في السابق.

تخريب للمقالع والبساتين

وعن عودة الأهالي إلى مقالعهم وبساتينهم في الجرود، أكّد رئيس البلدية أنّ العودة ما زالت عشوائية رغم المطالبة بعدم التوجّه في الوقت الحالي إلى الجرود قبل إجراء عملية مسح للأرض، منعاً لانفجار أي لغم في السكان وهذا ما حصل قبل أيام مع أحد الشباب الذي انفجر به لغم أرضي ونقل إلى المستشفى، ومنعاً لتكرار الحادث "طلبنا عدم التوجه إلى الجرود"، خصوصاً أنّ بعض المواقع ما زال "حزب الله" يسيطر عليها، مشيراً إلى أنّ بعض المواقع التي كان يسيطر عليها عناصر "حزب الله" حصلت فيها عمليات تخريب كبعض المقالع وبعض البساتين التي قطعت، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ عمليات التخريب فردية من بعض عناصر"الحزب"، والأمر يقتصر على بعض الأضرار المادّية التي يمكنبالطبعإصلاحها.

التعدّيات على بعض المقالع والبساتين تحدث عنها الناشط طارق الحجيري، مؤكداً أنّ هناك العديد من المواقع اعتدى عليها "حزب الله" وأنّ هناك عملية تخريب واضحة كرمي الأحجار داخل الآبار وقطع بعض الأشجار في مناطق بعيدة كانت عن وجود المسلحين سابقاً، مؤكداً في الوقت نفسه عودة بعض الأهالي إلى بساتينهم ومقالعهم لتفقّد الأضرار بعد سنوات من الغياب، خصوصاً القسم الأسفل والأوسط من الجرود، أما القسم الأعلى فما زال يسيطر عليه "حزب الله"، وسط تخوّف البعض من عدم العودة في الوقت الحالي قبل تطهير الأرض من الألغام.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم