محكمة العجلة فتشت مقـر اتحـاد السـلة وختمت محاضر ومستندات "كي لا تبدل"

شكلت "المداهمة" التي قام بها الخبيران اللذان عينتهما محكمة العجلة في قصر العدل في جديدة المتن (احدهما خبير معلوماتية) اول من امس الخميس لمقر اتحاد كرة السلة في جل الديب، تطورا بارزا في مسيرة الاتحاد في ظل الازمة التي تعيشها لجنته الادارية منذ انتخابها في كانون الاول الماضي، نتيجة إصرار بعض الاعضاء على التفرد بالقرارات والتصرف بكيد واخفاء معلومات ومستندات ووثائق وفواتير وعقود عن زملاء لهم في اللجنة الادارية انتخبتهم الجمعية العمومية ويتمتعون بكامل الحقوق التي ينص عليها القانون والنظام العام.  

"كي لا تبدل"

مصدر مطلع طلب عدم ذكر اسمه، كشف لـ"النهار" ان الخبيرين اللذين ابلغا المعنيين في الاتحاد عودتهما يوم الثلثاء المقبل لاستكمال مهمتهما، طلبا الاطلاع على المراسلات الالكترونية، ومحاضر جلسات اللجنة الادارية، وعقود بطولة الامم الآسيوية الـ29 التي أقيمت في آب الماضي، وعقود الرعاية، اضافة الى التلزيمات ودفاتر الشيكات. وقد ختموا كل المستندات التي اطلعوا عليها مع عبارة "كي لا تبدل"، ولم يتمكنوا في المقابل من الاطلاع على عقود أخرى (الاقامة، النقل، وبعض الفواتير وبعض المراسلات)، كما اكتشفا وجود عقد غير موقع! علما ان سبب الانذار القانوني (عبر كاتب العدل) الذي وجهه عضو الاتحاد اكرم الحلبي الاسبوع الماضي الى الاتحاد يعود الى مطالبته اكثر من مرة بالاطلاع على عقود الرعاية والتلزيم، وأبرزها مطالبته لأكثر من 20 يوما بالاطلاع على عقد إقامة الوفود المشاركة في بطولة آسيا في أحد الفنادق الكبرى في سن الفيل، من دون ان يستجاب لطلبه.

تعاون وتهرب!

وفي التفاصيل أن الخبيرين جلسا في مكتب مديرة الاتحاد السي خوري، وانضم اليهما لاحقا الامين العام شربل رزق وزميله في الاتحاد غازي بستاني، كما حضر الموظف في قسم المحاسبة طوني سلامة (لا يتحمل اي مسؤولية بل ينفذ قرارات المسؤولين في الاتحاد). في المقابل تهرب أحد الاشخاص المقربين من مسؤول رفيع في الاتحاد من الحضور رغم الاتصالات المتكررة به، واختفى عدد آخر من اعضاء الاتحاد عن السمع وأقفلوا خطوطهم الخليوية.

محسوبيات واستحقاقات مالية

المصدر نفسه تحدث عن مخالفات إدارية ومالية جسيمة وعقود مالية لم يطلع عليها كل اعضاء الهيئة الادارية، اضافة الى عدم وجود اي دراسة مالية قبل استضافة بطولة آسيا او بيان مالي عن مصاريفها ومداخيلها رغم مرور 19 يوما على اختتامها (ورد في محضر جلسة اللجنة الادارية تاريخ 29 آب الماضي طلب عضو الاتحاد طوني خليل كشف حساب لكأس آسيا (المداخيل والصاريف) مرفقة بالعقود، لانه لم ير أي مستند رسمي في هذا الخصوص.

وتحدث المصدر عن تلزيمات بالتراضي ومحسوبيات في العديد من الملفات، أحداها ملف المعدات التي ارسلها الاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" الى بيروت خلال بطولة آسيا، وبلغت كلفة اخراجها زهاء 30 الف دولار عبر أحد ابناء البلدة التي ينتمي اليها احد الاعضاء البارزين في الاتحاد. والحديث عن استحقاق مبلغ يناهز 450 الف دولار اميركي يجب تسديده للاتحاد الاسيوي كدفعة اولى من اصل اربع دفعات، اضافة الى مستحقات اخرى بدأ اصحابها يطالبون الاتحاد بتسديدها.

وسأل المصدر كيف سيدفع مجلس الوزراء المساعدة المالية التي أقرها (مليون دولار) في ظل ما يحصل في الاتحاد؟

جلسة استثنائية

وعقد الاتحاد امس جلسة استثنائية الساعة 16:00 "لمناقشة المستجدات" كما ورد في الدعوة الى ارسلت الى الاعضاء عبر تطبيق "واتساب". وحضرها 13 عضوا، وغاب عنها كل من اكرم الحلبي وتمام الجارودي. واستمرت زهاء 90 دقيقة عرض فيها كل عضو وجهة نظره. وانتهى الاجتماع بالاتفاق على مراجعة قضاء العجلة لوقف القرار، وتخفظ كل من طوني خليل وجورج صابونجيان عن القرار تحت شعار "إذا كنتم لستم خائفين من التفتيش فلا لزوم للتصعيد".

وقد اعتبر مصدر اتحادي سابق ان الوقت لم يعد يصلح "للاستنكار والتكابر والتعالي وطلب الاعتذار"، واعتبر ان "التغاضي عن المخالفات واخفاءها سيرتد على الاعضاء لان الجميع معني بما يحصل ، ودعا الى "الاستفادة من الفرصة السانحة لكسر الحلقة التي يدور فيها الاتحاد منذ سنوات طويلة والخروج من نغمة مخالفة القوانين وترتيب ديون اضافية واعتماد الطرق القانوينة والعمل الجماعي واحترام الانظمة". وشبّه المصدر نفسه كلام احد نواب رئيس الاتحاد لاحدى محطات التلفزة "كمن يسير في العتمة ويغني ويصرخ ويرفع صوته خوفا من الظلمة".