الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعلبك ودّعت شهداء الوطن... والدة عباس مدلج "حنّته"، زفّته عريساً ووزّعت الحلوى (صور)

المصدر: "النهار"
بعلبك – وسام اسماعيل
بعلبك ودّعت شهداء الوطن... والدة عباس مدلج "حنّته"، زفّته عريساً ووزّعت الحلوى (صور)
بعلبك ودّعت شهداء الوطن... والدة عباس مدلج "حنّته"، زفّته عريساً ووزّعت الحلوى (صور)
A+ A-

عرس جنائزي مهيب يليق بما قدّمه الشهداء العسكريون الأبطال الرقيب الشهيد علي زيد المصري، الرقيب الشهيد مصطفى علي وهبي، العريف الشهيد عباس علي مدلج، العريف الشهيد علي يوسف الحاج حسن، الذين عادوا الى الحرية بعد من نير الاسر مجرّدين من قيود قاتليهم. ولعل عودة رفاتهم الى ثرى وطنهم، تطفئ حرقة انتظارهم الطويلة والمريرة من قبل ذويهم ومحبيهم المتعالين على الجراح. لقد اختلطت دموع الحزن والفرح واطلقت الزغاريد من دون ان تحجبها الأعيرة النارية التي اطلقت بكثافة الى جانب بعض القذائف الصاروخية من قبل الاهالي الذين لم يمتثلوا الى طلب اهالي الشهداء بـ "الامتناع عن أي مظاهر مسلحة وعدم إطلاق الاعيرة النارية خلال التشييع". 

وكانت للشهداء محطات عدة على طول الطريق أعدت من الأهالي لاستقبال رفات الجثامين، حيث انزلوا وحملوا على الاكتاف على وقع الرصاص والمفرقعات النارية والتصفيق عند كل محطة، مما استدعى تأخير موعد وصولهم الى بلداتهم التي زيّنت ساحاتها بصور الشهداء واللافتات لترسم الموقف الموحّد المطالب بالاقتصاص ممن ساهم في عملية اسرهم وقتلهم.

رفات جثمان الشهيد المصري وصلت الى مسقطه في بلدته حورتعلا شرق بعلبك، قرابة الثانية بعد الظهر على وقع الرصاص والقذائف. تقدم الموكب فرقة الموسيقى وعدد من الخيول التي حملت الرايات السود. وكان في استقباله امام المنزل اطفاله الخمسة الذين ارتدوا ملابس تحمل صورة والدهم، فيما حملوا باقات من الازهار كتب عليها "نور عيوني يا بابا" و "اشتقنالك يا بابا". و لعل ولده الاكبر اراد ان يعبّر عن شوقه لوالده، فاعتلى نعشه المحمول على الأكف واحتضنه بقوة.


وكان منزل الشهيد قد زيّن بالاعلام اللبنانية وبأعلام #حزب_الله، ورفعت صورة كبيرة للشهيد الى جانب صورة للمدير العام للامن العام اللواء #عباس_ابرهيم، وجرى تكريمه رسمياً ووري الثرى في جبّانة البلدة. 


الشهيد مدلج ( 19 عاما) كانت محطته الاولى عند مقام السيدة الخولة في بعلبك على هتاف المشيعين "نحن اولاد كربلاء"، لينتقل بعدها الى منزل والديه الجديد في منطقة الفيضة - يونين في البقاع الشمالي الذي لم يسكنه عباس، لكنه استقبل فيه عريساً تحت أقواس الورد واللونين الابيض والاحمر وصدر "حنة العريس" جرياً على عادة اهل البقاع. فقد ارادت والدته ان تزفّه عريساً، فقامت بتقديم حلوى الفرحة على وقع زغاريد النسوة اللواتي رافقن عريسهن بالارز والورود قبل ان ينتقل الى روضة الشهداء في مدينة #بعلبك حيث ووري الثرى. 


ساعات انتظار ثقيلة مرت على الاهالي في بلدة اللبوة التي استقبلت رفات الشهيد وهبي الذي عرج موكبه ايضاً على مقام السيدة الخولة في بعلبك، لينتقل الى بلدته اللبوة في البقاع الشمالي. فعند وصول رفات جثمانه محمولاً على أكف رفاقه العسكريين، عانقت الأم الحزينة نعش وحيدها بصمت وقالت بحرقة: "كنت أنتظر لحظة عودته على قدميه، واقفاً وحياً". والقيت كلمات لكل من ممثل قائد الجيش وعائلة الشهيد، ووري الجثمان الثرى في مأتم رسمي وشعبي. 

رفات جثمان الشهيد الحاج حسن عادت الى مسقط رأسه في بلدة شمسطار غرب بعلبك على "نعش الفرح". وتلبية لرغبة والده ستجرى غداً مراسم تشييعه عند الاولى بعد الظهر، إذ اراد والده ان تبيت رفات الجثمان ليلة واحدة داخل منزل علي الذي كان بناه ولم يتمكن من أن يسكنه. 

اقرأ أيضاً: كلام يقاطعه صراخ ودموع... "شهادتكم غالية وكذبهم رخيص"

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم