الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حملة تهاجم اليوغا في لبنان... "عمل شيطاني فيه سحر"

المصدر: "النهار"
ريان كفوري
حملة تهاجم اليوغا في لبنان... "عمل شيطاني فيه سحر"
حملة تهاجم اليوغا في لبنان... "عمل شيطاني فيه سحر"
A+ A-

"اليوغا ممارسة للسحر وتحمل في طيّاتها نداءات شيطانيّة"، واحدة من العبارات والدعوات التي انتشرت على مواقع التواصل في الآونة الأخيرة، وذلك بمناسبة مهرجان اليوغا في بيروت الذي سيُقام في الـ 16 من أيلول بعنوان "خود نفس" ومن تنظيم جمعية "نَفَس". 

ارتفعت أصوات رافضة لممارسة هذه الرياضة، وانتشرت حملة إلكترونية دعت إلى مقاطعة مهرجان اليوغا، و"أبطالها" رجال دين مسيحيون وعدد من الناشطين في مواقع التواصل. حتى إنّ البعض لجأ إلى صلاة، دعا من خلالها الله أن يمطر السماء في 16 أيلول، وتقول الصلاة: "يا خالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى، الآب السماوي، الإله القدير، خالق الأرض والشمس والكواكب في دورانها، والفصول في تواليها، ومحرّك الرياح في هبوبها والغيوم في تكوّنها وتحوّلها، نسألك بكل إيمان وثقة ورجاء، باسم ابنك الوحيد ربّنا يسوع المسيح، أن تظهر قدرتك وقوة جبروتك، وأن تهطل الأمطار بغزارة فوق ميدان سباق الخيل في بيروت يوم 16 أيلول من هذه السنة، لكي يتعطّل كلياً مهرجان الشيطان الهندوسي المسمى شيفا "إله" اليوغا. بهذا يظهر سلطانك ويعلن جبروتك، أنت الإله خالق العناصر ومدبّرها والمتسلّط عليها. أنت الإله الحيّ والحقيقي وحدك، مع ابنك الوحيد ربّنا يسوع المسيح، وروحك القدوس المعطي الحياة، ثالوثاً واحداً في الجوهر، ممجداً ومسبّحاً ومسجوداً له إلى الدهور. آمين". والصلاة من توقيع الأب أنطوان لطوف.

في تعليق على الحملة "الشرسة" ضدّ اليوغا، يرى مدير "دار المشرق" الأب اليسوعي صلاح أبو جودة أنّ "اليوغا نوع من الرياضات وطريقة للتأمل، ولا بدّ من فصلها عن جذورها البوذية، لأنها تساعد الإنسان على الراحة النفسية".

وفي حديث إلى "النهار"، يرفض أبو جودة ربط اليوغا بالممارسات السحرية، ويقول: "حتى في الإطار المسيحي، يجب العودة إلى الأساقفة والتعاليم والكتب الدينية".

ويتابع: "كل رجل دين يمثل رأيه الشخصي، والموقف الذي يطلقه لا يمثل الكنيسة"، مضيفاً: "لا يجب على كلّ كاهن خائف على أبناء رعيته أن يطلق مواقف كهذه".

ويوضح أبو جودة "أنّنا في دير اليسوعية في بيروت نستقبل البوذيين والهندوس ونوفر لهم مساحة خاصّة ليقيموا صلواتهم"، مشيراً إلى أنّ "المجمع الفاتيكاني يحترم كلّ ديانة تعدّ طريقاً إلى الخلاص، فكلنا أبناء الله ونرحّب بكل ما فيه خير وسلام".

ويرى أنّ بعض رجال الدين "يتخذون موقفاً دفاعياً بشكل غرائزي عندما يتعلق الأمر بالانتقال إلى العالم التأملي"، مستغرباً الصلاة التي انتشرت والتي تدعو الله إلى أن يمطر السماء على ممارسي اليوغا.

موقف الأب بو جودة الرافض لوضع اليوغا ضمن إطار العمل الشيطاني والسحر تؤكده بطبيعة الحال مؤسسة مهرجان بيروت لليوغا ورئيس جمعية "نَفَس" وعضو نقابة معلمي اليوغا في لبنان دلال حرب.

وتقول في حديث إلى "النهار": "الدعوات لمنع مهرجان اليوغا ليست جديدة، نحن ندعم حرية التفكير والتعبير، لكن المهرجان يقام للسنة الرابعة على التوالي في بيروت بكل شفافية وصدقية".

وتتابع: "عنوان المهرجان "خود نفس"، وهذا العنوان إنساني يهدف إلى نشر الوعي ودفع الأشخاص إلى أسلوب صحّي وصفاء الذهن".

وتوضح أنّ "اليوغا علم وفيه شقّ رياضي يساعد الجسد على تحصين نفسه"، وتؤكّد أنّ المهرجان ملتزم هذا التعريف.

وتمنّت حرب على الجميع أن "يسلّحوا أنفسهم بالمعرفة، فبمجرد البحث عبر الإنترنت سيدركون أنّ اليوغا تدعو إلى أمور إيجابية."

تجدر الإشارة إلى أنّ "مهرجان بيروت لليوغا 2017" يُنظم للمرة الرابعة على التوالي، وهذه ليست المرة الأولى تحدث ردّة فعل رافضة عند العديدين.

إذاً، تحت ستار الدين، يحاول البعض زجّ اليوغا في إطار سلبي شيطاني، ويستخدم وسائل التواصل لينشر الدعوات الرافضة لهذه الرياضة، والداعية إلى إلغاء النشاطات المتعلقة بها. فهل ستبقى الغريزة مسيطرة على عقولنا والتفكير العلمي؟

في الواقع، مع المعاناة التي نعيشها في لبنان لا بدّ من الصلاة إلى الله لينقذنا من مأساتنا، ولا ضير في قليل من اليوغا... لـ"ناخد نفس".

[email protected]

twitter: @rayanekfoury


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم