كيم غير قواعد اللعبة...السلاح الكاسر للتوازن صار في يده؟

ورصدت الوكالات الدولية زلزالاً من صنع الإنسان قرب الموقع الذي أجرت فيه كوريا الشمالية تجربتها التي قال مسؤولون يابانيون وكوريون جنوبيون إن قوته تزيد نحو عشر مرات عن الزلزال الذي تم تسجيله بعد آخر تجربة نووية أجرتها بيونغ يانغ قبل سنة. 

ومع أنه ليس ثمة تأكيد مستقل أن التفجير الذي أثار إدانة دولية كان لقنبلة هيدروجينية وليس قنبلة نووية أضعف، صرح يوشيهيدي سوجا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني إن بلاده لا تستبعد أن تكون قنبلة هيدروجينية.

وأجرت كوريا الشمالية كل تجاربها النووية الست، بما فيها تلك التي أجريت اليوم، في موقع بونغي-ري، الواقع في عمق أراض جبلية، لذا من الصعب التحقق من ادعاءات النظام الستاليني بشأن القنبلة الحرارية.

  ولكن خبراء درسوا تأثير الزلزال الذي أحدثه التفجير والذي حدد المسح الجيولوجي الاميركي قوته ب6,3 درجات قالوا إنه ثمة أدلة قوية على أن الدولة المعزولة طورت قنبلة هيدروجينية أو أنها اقتربت كثيراً من امتلاك القدرة على ذلك.

 وقدرت "نورسار"، وهي وكالة مراقبة الزلازل النروجية حجم القنبلة ب120 كيلوطناً، وهي أكبر بكثير من القنبلة التي ألقيت على هيروشيما ( 15 كيلوطن) والقنبلة التي ألقيت على ناغازاكي (20 كيلو طن) في نهاية الحرب العالمية الثانية.

 وقال كيون يو سوه، وهو أستاذ في الهندسة النووية في جامعة سيول الوطنية "إن هذا المقياس هو المستوى الذي يمكن لأي شخص أن يقول إنه اختبار قنبلة هيدروجينية"، معتبراً أن كوريا الشمالية فرضت نفسها دولة نووية"، معتبراً أن ما حصل "ليس تغييراً لقواعد اللعبة. إنه نهاية اللعبة".

 وتدعي كوريا الشمالية إن صواريخها الباليستية العابرة للقارات التي اختبرتها مرتين في تموز قادرة على الوصول الى أجزاء واسعة من البر الاميركي.

 ولكن خبراء يقولون إنها قادرة على ذلك مع صاروخ بحمولة أخف من أي رأس نووي تمكنت من انتاجه. لذا، من شأن تطوير قنبلة هيدروجينية أن يكون مفتاحا لرأس حربي أخف، لأنه يوفر عوائد متفجرة أكبر بكثير من حيث الحجم والوزن..

وقبل ساعات من التجربة نشرت "وكالة الأنباء المركزية الكورية" الشمالية صورا لكيم جنغ أون وهو يتفقد رأساً نوويا فضي اللون على شكل ساعة زجاجية خلال زيارة لمعهد الأسلحة النووية في البلاد برفقة علماء.

وقالت الوكالة إن كيم ”تابع قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على صاروخ باليستي جديد عابر للقارات... وحدد المهام التي يجب القيام بها في الأبحاث النووية".

وقال لي تشون جون كبير الباحثين بمعهد العلوم والتكنولوجيا المملوك للدولة إن الشكل مختلف عن صور الجهاز على شكل كرة الذي أطلقته كوريا الشمالية في مارس آذار من العام الماضي ويبدو أنه يشير إلى كونه سلاحا نوويا حراريا من مرحلتين.

وادعت الوكالة التابعة للنظام إن كوريا الشمالية ”نجحت في الآونة الأخيرة“ في تصنيع قنبلة هيدروجينية أكثر تقدما. ونقلت عن كيم قوله إن "جميع عناصر القنبلة الهيدروجينية محلية الصنع وكل العمليات... استندت إلى أسس جوتشي مما يمكن البلاد من إنتاج أسلحة نووية قوية بالعدد الذي تريده“.

وجوتشي هي أيديولوجية كوريا الشمالية للاعتماد على النفس وهي مزيج بين الماركسية والقومية المتطرفة التي دعا إليها مؤسس البلاد كيم إيل سونغ جد الزعيم الحالي. وتنص هذه الأيديولوجية على أن برامج الأسلحة لازمة لمواجهة العدوان الأميركي.