قافلة "داعش" تائهة في الصحراء....رحلة الـ300 ميل تتحول كابوساً

فالمقاتلون الذي أغاظوا العالم بابتساماتهم العريضة في باصاتهم المكيفة وهم يغادرون الاراضي اللبنانية تاركين وراءهم عائلات تبكي أبناءها الذين قتلهم التنظيم الارهابي منذ أكثر من سنتين وبادل رفاتهم بحريته، عالقون في الصحراء السورية تطاردهم القاذفات الاميركية مكن مكان الى آخر، مصرة على عدم السماح لهم بالالتحاق برفاقهم الذي يشنون معركتهم الاخيرة للبقاء. وحتى الان باءت كل محاولات التنظيم لانقاذهم، مع تدمير التحالف الدولي آليات لمسلحين وشاحنات وقود أرسلت الى الصحراء. 

 وقد أقر الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون بان الغارات التي شنها التنظيم أودت بخمسين مقاتلاً من "داعش" ودمرت 20 آلية أرسلت لانقاذ القافلة، بما فيها شاحنات وقود أرسلت لاعادة تزويد الباصات ال11 المجهزة بمكيفات للهواء بالوقود، ترافقها 17 سيارة اسعاف.

  ولليوم الثالث على التوالي، أكد ديلان الجمعة أن التحالف يواصل غاراته، و"سنواصل ذلك". وشرح أن القافلة لم تتمكن من الارتباط مع أي عناصر لداعش في شرق سوريا، و"نحن مستمرون في مراقبة القافلة وسنستمر في تعطيل تحركها شرقا للارتباط مع أي عناصر أخرى من داعش وسنستمر في ضرب أي عناصر من التنظيم يحاولون التحرك نحوها". وأضاف أن"القافلة تحركت هذا الصباح (أمس) ثم توقفت... لا أعلم إن كانوا توقفوا في استراحة أم كانوا يحاولون معرفة ماذا سيفعلون"، بعد عرقلة التحالف لها..

وتقل الحافلات 308 مقاتل و330 من عائلاتهم ، التي منحها الجيش السوري و"حزب الله" اللبناني ممرا آمنا بعد موافقة التنظيم على كشف مصير العسكريين اللبنانيين وشروط أخرى.

  وأثار الاتفاق بين "داعش" و"حزب الله" استياء العراقيين الذين وصفوه بأنه اهانة لهم، كونه ينقل مسلحين من "داعش" الى حدودهم في الوقت الذي كثف الجيش العراقي معركته للقضاء على التنظيم.

كما أبدى الاميركيون استياء كبيراً من الاتفاق. وقال المبعوث الاميركية الى التحالف الدولي بريت ماكغورط إن المقاتلين "كان يجب قتلهم في ميدان المعركة، لا نقلهم عبر سوريا الى الحدود العراقية من دون موافقة بغداد".

 وقصف التحالف طريق القافلة الأربعاء ودمر جسراً لمنع تقدمها شرقاً على مسافة 100 ميل من محطتها النهائية المفترضة. ومع ذلك، لم يصل التحالف الدولي الى حد قصف القافلة نفسها بذريعة وجود مدنيين على متنها.

وبعد خمسة ايام على انطلاقها، لا تزال القافلة عالقة في الصحراء بين حميمة والسخنة.
واكد التحالف الجمعة انه قدم اقتراحات لإنقاذ الاطفال والنساء في القافلة من معاناة البقاء في الصحراء خلال الايام الماضية. وأكد مجدداً أن طائراته استحدثت حفرة في طريق يقود الى البوكمال لعرقلة وصول القافلة التي عادت الى مناطق سيطرة النظام. 

حتى الان يبدو التحالف مصمماً على تصحيح الخطأ الذي ارتكبه لبنان بالسماح بخروج أمن لهؤلاء القتلة، وتبدو مواجهة الصحراء  حلقة أخيرة من المعارك النهائية ضد التنظيم الارهابي، فمن يربحها؟.

"حزب الله"

وبعدما دافع "حزب الله" عن الصفقة بمواجهة انتقادات المسؤولين العراقيين، عاد وأصدر بياناً قبل قليل شجب فيه محاولات التحالف الدولي عرقلة طريق القافلة.

وقال: " حتى هذه الساعة تقوم الطائرات الامريكية بمنع الباصات التي تنقل مسلحي داعش وعائلاتهم والتي غادرت منطقة سلطة الدولة السورية من التحرك وتحاصرها في وسط الصحراء وتمنع ايضاً من ان يصل اليهم أحد ولو لتقديم المساعدة الانسانية للعائلات والمرضى والجرحى وكبار السن واذا ما استمرت هذه الحال فإن الموت المحتم ينتظر هذه العائلات وفيهم بعض النساء الحوامل".

وبناء عليه، علق الحزب  قائلاً:

 أولاً: أن الدولة السورية وحزب الله قد وفيا بالتزامهما القاضي بعبور الباصات من منطقة سلطة الحكومة السورية دون التعرض لهم، وأما الجزء المتبقي من الباصات وعددهم ستة والذي ما زال داخل مناطق سلطة الحكومة، هو يبقى في دائرة العهدة والالتزام.

ثانياً: أن ما يعلل به الاميركيون موقفهم من انهم لا يريدون السماح لمسلحي داعش من الوصول الى منطقة دير الزور، انهم جديون في محاربة داعش يناقضه بالكامل مساعدتهم المعروفة هذه الايام لأكثر من الف مقاتل داعشي وخصوصاً من الاجانب بالهروب من مدينة تلعفر واللجوء الى المناطق الكردية في شمال العراق اضافة الى شواهد كثيرة من هذا القبيل. مما يؤكد أن الهدف الاميركي من هذا التصرف شيء آخر لا صلة له بمحاربة داعش.

ثالثاً: في حال تعرضت هذه الباصات للقصف مما سيؤدي قطعاً الى قتل المدنيين فيها من نساء والاطفال وكبار السن او تعرضهم للموت المحتم نتيجة الحصار المفروض عليهم ومنع وصول المساعدة اليهم فإن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق الاميركيين وحدهم. وأمام هذه الاحتمالات فإن على ما يسمى بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية التدخل لمنع حصول مجزرة بشعة.