صواريخ لبنان

معظم الوسائل الإعلامية تلفزيون، إذاعة، جرايد، إنترنت، قرعت طبول الحرب في المنطقة مع تحليلات سياسية وعسكرية. وكأنو الشباب قاعدين مع أوباما ومساعديه وحاطين صباطهم على طاولة مكتبه ونازلين نظريات ونصايح وتوصيات، والرئيس الأميركي يهزّ رأسه وتتسع عيناه إعجابا بثقافة المحللين وخصوصا السياسيين منهم الذين لا علاقة لهم بالعسكر أو بالحروب، لدرجة أن حضرة جنابي، وعن جد، ضحكت حتى الثمالة على مبارزة محلية بالاستراتيجية العالمية فاقت بفكاهتها مسرحية ماريو باسيل التي عرضت مساء السبت الماضي.

وسط هذه الأجواء الحذرة والتداعيات التي كانت مرتقبة في حال نشوب الحرب في المنطقة تمّ انتخاب ملكة جمال جديدة للبنان، وقبلها بأيام تمّ عرض سهرة انتخاب ملك جمال الخناشير في لبنان، مما أشعل الصفحات الإلكترونية بالتعليقات السلبية والإيجابية، ولبنان ينشر صواريخه الجمالية تحسّبا لأي عدوان منتظر مع حشد وصل إلى الخمسة آلاف شخص في البترون كانوا كلهم مستنفرين ومتأهبين بكل روح حماسية لسماع السيدة ماجدة الرومي. هيدا عند ناس، فيما غير ناسِ ضبضبوا كلاكيشهم وعملوا عجقة بالمطار على أساس أن الصواريخ التي كانت رايحة عند الجيران وغيرت رأيها بعدين كانت ستسقط علينا.

وعودة الى التحليلات العسكرية، احد الفطاحل استند في سرده المظلم عن الوضع في المنطقة إلى نوستراداموس وان الحرب العالمية الثالثة قد بدأت والبشرية سيتقلص عددها إلى النصف. أحيانا من الواجب والأصول والتقاليد في هكذا برامج حوارية أن يقاطع المحاور ضيفه المبهول، وبكل أدب ولياقة يقول له على الهواء مباشرة: سد بوزك.