معلومات تُنشر للمرة الأولى:المشروع الذي غيّب الإمام موسى الصدر في ليبيا

في كتاب سيصدر لاحقاً بعنوان "مذكراتي السياسية" لصاحب هذا المقال معلومات عن السبب الحقيقي الذي دفع الديكتاتور الليبي معمّر القذافي الى تصفية الامام موسى الصدر في زيارته للجماهيرية الليبية في آب عام 1978، وهذه المعلومات مستقاة من مصادر شيعية بارزة رافقت المراحل الاخيرة لمسيرة الامام الصدر بعد الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان في آذار 1978، أي قبل خمسة أشهر من زيارة الامام لطرابلس الغرب. وقد أدى الاجتياح الذي حمل عنوان "عملية الليطاني" الى نشوء دويلة إسرائيل في المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل تحت سيطرة ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" بقيادة سعد حداد وإبعاد المقاومة الفلسطينية الى شمال الليطاني بعد مقتل نحو ألفي مدني ومسلح فلسطيني وتهجير نحو ربع مليون من سكان الجنوب، ما أدى الى صدور قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425 بجهد تاريخي من مندوب لبنان لدى الامم المتحدة غسان تويني وإنشاء القوات الدولية التي لا تزال تمارس مهماتها في الجنوب الى اليوم. فما هي المعلومات التي سترد في الكتاب؟       لم يذهب الامام الصدر في تلك الرحلة المشؤومة الى طرابلس الغرب كما قالت لي شخصيات شيعية وثيقة الاطلاع، إلا بعد تمهيد كان على النحو الآتي: في المرحلة الاولى، إتصل الصدر بولي العهد السعودي الامير فهد بن عبد العزيز الذي كان يتولى شؤون الحكم نيابة عن شقيقه الملك خالد بسبب الظروف الصحية للاخير، ووقف على رأيه في موضوع تحييد جنوب لبنان، فكان جواب الامير مؤيدا لما طرحه الامام ومستعدا للقيام بما يلزم، خصوصاً ان للمملكة نفوذا لدى حركة "فتح"، ونصح في الوقت عينه الصدر بان ينتقل الى دمشق لطرح الامر على الرئيس السوري حافظ الاسد لكي يقوم من ناحيته بضبط...