الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غوركا خارج البيت الابيض...خلط اوراق الادارة الاميركية تابع

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
غوركا خارج البيت الابيض...خلط اوراق الادارة الاميركية تابع
غوركا خارج البيت الابيض...خلط اوراق الادارة الاميركية تابع
A+ A-

 غوركا وهو ابن والدين مجريّين، وُلد في بريطانيا سنة 1970 قبل أن يعود إلى المجر إثر سقوط الاتحاد السوفياتي حيث عمل في وزارة الدفاع ونال شهادة الكتوراه في العلوم السياسيّة. وبعد هجمات 11 أيلول كان غوركا يظهر على القنوات التلفزيونية المحلّيّة يحلّل القضايا المتعلّقة بالتطرّف والإرهاب. عام 2008 انتقل مع عائلته إلى الولايات المتّحدة حيث عمل في مراكز أبحاث مختلفة كما أعطى دروساً في بعض الجامعات، قبل أن يصبح كاتباً في موقع "بريتيارت" الأميركي الشهير الذي كان يرأس إدارته كبير المخطّطين الاستراتيجيّين السابق في البيت الأبيض، ستيف #بانون. 

وصول غوركا إلى البيت الأبيض لم يخلُ من الصعاب خصوصاً أنّ عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيّ حقّق أكثر من مرّة في إمكانيّة حصول غوركا على الجنسيّة الأميركيّة عبر كتمان صلاته باليمين النازيّ في بلاده. ويُتّهم الأخير بتنظيم تيّار سياسيّ في المجر على علاقة بالحزب المجري اليميني المتطرف والمناهض للساميّة "جوبيك". لكنّ غوركا قال لاحقاً لإحدى المجلّات الأميركيّة اليهوديّة إنّه لم يكن على دراية بأنّ شركاءه في تأسيس الحركة السياسيّة سنة 2006 تمتّعوا بأفكار يمينيّة متطرّفة.


ماذا ارتدى غوركا يوم تنصيب ترامب؟

وطالب ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ وزارة العدل الأميركيّة بالتحقيق في ما إذا كان غوركا قد أخفى صلاته باليمين المناهض للساميّة حين كان يتقدّم بطلب الحصول على الجنسيّة الأميركيّة، وخصوصاً صلته وانتماءه لحزب "فيتيزي رند" النازيّ. وقال الناطق باسم الحزب أندراس هورفاث إنّه كان "فخوراً" حين رأى غوركا يلبس ميداليّة الحزب يوم تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتّحدة. أتى حديث هورفاث إلى شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركيّة التي أجرت تحقيقاً حول الموضوع من خلال سفر مراسليها إلى المجر. لكنّ غوركا ردّ لاحقاً بأنّ ما ارتداه كان وفاء لوالده الذي انضمّ إلى الحزب من أجل محاربة الشيوعيّة خلال الحرب الباردة.


تقاطع ظرفين

تأتي استقالة غوركا عند تقاطع خطّين سياسيّين في الولايات المتّحدة، الأوّل له علاقة بالمجتمع الأميركي وتنامي ظاهرة المتطرّفين البيض والثاني يرتبط بصراع القوى داخل البيت الأبيض نفسه. بالنسبة إلى الخطّ الأوّل، لا شكّ في أنّ الصدامات التي وقعت بين متظاهرين من النازيّين الجدد وأشخاص مناوئين لهم أعاد إلى الواجهة تنامي اليمين البديل الأبيض في أميركا. فالشاب العنصريّ الذي دهس بسيّارته مجموعة من المتظاهرين المدافعين عن القيم الأميركيّة في #تشارلوتسفيل، كان آخر حلقة من سلسلة تنشيط اليمين الأميركي تحرّكاته على الأرض. وما لفت الانتباه في تلك المظاهرة أنّ ترامب لم يتّخذ موقفاً حاسماً ضدّ النازيّين الجدد بعدما أصدر البيت الأبيض بيانات متضاربة، ساوى في بعضها بين النازيّين الجدد ومناهضيهم. من جهة أخرى، لم تكن عودة اليمين العنصريّ بمختلف أطيافه حدثاً معزولاً عن الأجواء الإعلاميّة الداعمة له، مباشرة أو مواربة، كما هو الحال مع مواقع مثل "بريتبارت" وغيره. وبما أنّ غوركا كان ناشر شؤون الأمن القوميّ في "بريتيارت"، لاحقته المشاكل خلال وبعد دخوله إلى البيت الأبيض.


استقال أم أقيل؟

وبحسب مجلّة "بوليتيكو" الأميركيّة، غادر غوركا منصبه في البيت الأبيض ليعود إلى "بريتبارت". وفي البداية، ساد لغط حول واقعة خروج الرجل من البيت الأبيض، إذ قال غوركا إنّه هو من تقدّم باستقالته. لكن قال مسؤول في الإدارة الأميركيّة يوم الجمعة قال لقناة "فوكس نيوز" إنّ "سيباستيان غوركا لم يستقل، لكن أستطيع التأكيد أنّه لم يعد يعمل في البيت الأبيض". وكان ذلك إشارة إلى نفي الرجل تقديم استقالته، علماً أنّ مجلّة "ذا فيديراليست" كانت قد نشرت كتاب الاستقالة وأكّدته لاحقاً "بوليتيكو". أمّا صحيفة "نيويورك تايمس" فأشارت إلى أنّه تمّ الضغط على غوركا كي يستقيل. وكانت الضغوط بدأت بالتزايد على غوركا في نيسان الماضي، حيث نقلت مجلّة "واشنطن أكزامنير" عن مصدرين قبول الرجل بالعمل خارج البيت الأبيض بعدما لم تحظَ أفكاره بموافقة عدد من مستشاري الرئيس الأميركي. لكنّ ستيف بانون عاد وأقنعه بالبقاء لاحقاً.


أخطأ حين هاجم تيلرسون

لكن مع رحيل الأخير، أصبح غوركا مكشوفاً داخل البيت الأبيض إذ بدأ الإعلام يتحدّث عن قرب خروجه من منصبه خصوصاً بعد تعيين جون كيلي كرئيس شؤون موظّفي البيت الأبيض. وتتحدّث الصحافة عن أنّ الأخير شكّل سبباً رئيسيّاً في استقالة غوركا الذي هاجم وزير الخارجيّة ريكس #تيلرسون علناً في موفقه حول الوضع في كوريا الشماليّة. وبدا كيلي مصمّماً على عدم تسريب أو خروج الخلافات الداخليّة بين المقرّبين من ترامب إلى العلن، كما كان يحصل في عهد سلفه رينس بريبوس.


لم يُذكر "الإسلام الراديكالي"

واتّهم غوركا في رسالته إلى ترامب، "قوى لا تدعم وعود جعل أميركا عظيمة ثانية" بأنّها تنتشر في البيت الأبيض. وعلى العكس من ذلك، فإنّ المجموعات التي "جسّدت ومثّلت سياسات جعل أميركا عظيمة ثانية" تمّ تحجيمها أو إزالتها في الداخل، لذلك، رأى غوركا أنّ "أفضل واكثر طريقة فعّالة أخدمك بها سيّدي هي من خارج بيت الشعب". وتحدّث عن ترك "القوى المناوئة" للرئيس أثرها في خطّة أفغانستان التي تحدّث ترامب عنها الأسبوع الماضي. غوركا المعروف بمواقفه المتشدّدة تجاه المسلمين، ذكّر في رسالته كيف أزالت هذه القوى "أيّ ذكر للإسلام الراديكاليّ أو إرهاب الإسلام الراديكاليّ". وهذا ما رآه ك "خسارة لعنصر جوهريّ" من حملة ترامب الرئاسيّة. ومع ذلك أثنى المستشار السابق على رئاسة ترامب في الرسالة واصفاً إيّاها بأنّها "ستبرهن كونها واحداً من أهمّ الأحداث في السياسات الأميركيّة المعاصرة".





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم