الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الجيش يستعد لمعركته الحاسمة ولا "معادلة" للتطبيع مع النظام السوري

المصدر: "النهار"
الجيش يستعد لمعركته الحاسمة ولا "معادلة" للتطبيع مع النظام السوري
الجيش يستعد لمعركته الحاسمة ولا "معادلة" للتطبيع مع النظام السوري
A+ A-

لا يكترث #الجيش للمواقف التي أثيرت على المسرح السياسي اللبناني أخيراً، خصوصاً توسيع إطار معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي أعلنها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن #نصرالله بضمه اليها الجيش السوري، فهو يستعد لخوض معركته الأخيرة والحاسمة لما تبقى من مناطق يحتلها "داعش" ولا تزيد عن العشرين كيلومتر مربع على الحدود اللبنانية السورية. ولأن الهجوم الأخير يأخذ بالاعتبار قضية العسكريين المخطوفين، فإن الجيش يتريث في تحديد الموعد النهائي له، على رغم أنه يحاصر مسلحي التنظيم الارهابي، ويستمر بقصفه المدفعي والصاروخي المكثف لإنهاكهم وتدمير قدراتهم النارية تمهيداً لمعركة حاسمة ستكون خاطفة وسريعة وفق مصادر مطلعة على أجواء تحضيرات المعركة. 

اقرأ أيضاً: بين "فجر الجرود" "وإن عدتم عدنا" وحدة ميدان وافتراق سياسي

وتواصل وحدات الجيش المنتشرة في الجرود تمشيط المناطق المحررّة في جرود رأس بعلبك والقاع، والتي بلغت مساحتها نحو 100 كيلومتر مربع، حيث تفكّك وتفجّر النسفيات والتشريكات والألغام التي زرعها تنظيم "داعش" الإرهابي، وهي تستعمل مجنزرات من نوع "د9" لتفجير الألغام المخفية تحت التراب، وذلك لمنع وقوع خسائر، علماً أن شهداء الجيش في معركة الجرود سقطوا خلال تفكيكهم العبوات والأفخاخ والألغام. وتقوم فرق الهندسة بواسطة معدات متطورة بمسحٍ دقيق لكل البقع المحررة. ووفق المصادر لن تتأخر المرحلة الرابعة الأخيرة من عملية "فجر الجرود"، علماً أن المعلومات التي توافرت للجيش تشير الى أن مسلحين يفرون الى الداخل السوري نتيجة كثافة النيران للجيش والحصار المحكم على تجمعاته، إضافة الى الضغط الناري لـ"حزب الله" والجيش السوري من الجهة السورية في القلمون الغربي، من دون أن يعني ذلك أن هناك تنسيقاً مباشراً في المعركة، انما تواصل معين تفرضه ضرورات المعركة على الأرض. 

اقرأ أيضاً: النظام السوري بديلاً من "داعش"... عندما يقول نصرالله: أنا الحكومة!

وبينما الأمور على الأرض ثابتة بالنسبة الى الجيش، كان الوضع السياسي الداخلي يتجه الى التشنج، خصوصاً بعد المواقف التي أعلنها السيد حسن نصرالله، وللمرة الأولى، حيث دعا الى توسيع إطار المعادلة الدفاعية السابقة بإدخال الجيش السوري اليها، ومنها دعوته الى فتح قنوات التواصل مباشرة مع النظام السوري، في ما يتعلق بالعسكريين المخطوفين. وقد جاءت مواقف نصرالله بعد الضجة التي أثيرت حول زيارة الوزراء الى معرض دمشق الدولي، والسجال الذي رافقها حول رسميتها أو بصفة خاصة. لكن هذه المواقف أعادت الأمور السياسية الداخلية الى التشنج، وسلطت الأضواء على دور "حزب الله" وما يريده فعلاً بعد معركة الجرود، وهو الذي يستمر في الإنخراط بمعركته الى جانب النظام السوري لإعطاء شرعية له، ثم مد الجسور اليه من الضفة اللبنانية. وقد كان واضحاً أن مواقف نصرالله أعادت العناوين الخلافية الى العلن، برد كتلة المستقبل، ثم بالردّ العنيف لرئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي اتهم الأمين العام لـ"حزب الله" "بإلحاق الضرر والاذى بالجيش اللبناني من خلال تأكيده على التنسيق في معركة " فجر الجرود" بين الجيشين اللبناني والسوري و"حزب الله" في وقت يعرف ان تأكيدا من هذا النوع يضر بالجيش، حيث العديد من الدول التي تساعده بأشكال مختلفة ستوقف دعمها في حال تبين انه ينسق معهما". وقالت مصادر سياسية أن هذه المواقف قد تؤثر على معركة الجيش والالتفاف اللبناني حوله، وكذلك على التسوية السياسية في البلد، انطلاقاً من أن أجندة "حزب الله" التي تستمر سورياً بمزيد من التورط، لا يمكن أن تسوّق لبنانياً ولا اجماع عليها. 

وأوضحت المصادر أن الموقف الرسمي للدولة يتمثل بدعم الجيش اللبناني كمعادلة وحيدة، ولذا سيكون العهد محرج في اخراج موقف لا يوافق على توجهات نصرالله وخياراته، خصوصاً أن دعم الجيش اللبناني في معركته أولوية، إضافة الى كشف مصير العسكريين المختطفين. وحذرت المصادر من الإنزلاق نحو تطبيع العلاقات مع النظام السوري تحت عناوين مختلفة، مشيرة الى أن على الدولة اللبنانية أن تتنبه جيداً الى محاولات جر البلد الى مرحلة شبيهة بالوصاية السورية، وهي اليوم بأدوات مختلفة وبقوى تطمح الى ان تكون اقليمية ولها كلمة الفصل في كل الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية. وشددت أيضاً على ضرورة التنبه لاستعداد الجيش السوري و"حزب الله" لفتح ممر يخرج عبره مسلحو تنظيم الدولة الى الرقة أو اي منطقة يطلبونها" من ضمن المفاوضات الجارية بين الطرفين، من دون أن يكون ملف العسكريين اللبنانيين المختطفين ضمن الصفقة المحتملة، وهو أمر يجب أن يتنبه اليه الجيش أيضاً في معركته الأخيرة مع #داعش.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم