الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الأحزاب المسيحية في حال شرخ... ولا يجتمع طرفان إلا نكايةً بالآخر

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
الأحزاب المسيحية في حال شرخ... ولا يجتمع طرفان إلا نكايةً بالآخر
الأحزاب المسيحية في حال شرخ... ولا يجتمع طرفان إلا نكايةً بالآخر
A+ A-

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانتخاب الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية وما رافق هذا الانتخاب من آمال على مستوى الطائفة المسيحية، وخصوصاً أنه أتى بعد توافق بين الفريقين المسيحيين الأكبرين على هذه الساحة بعد إقصاء سياسي طاول الأحزاب المسيحية منذ ما بعد اتفاق الطائف وحتى اليوم.

هذا الانتخاب والتوافق الحزبي ومن بعده تشكيل الحكومة ونيل الاحزاب المسيحية نصف عدد وزرائها، دفع المسيحيين الى انتظار المعجزات، فيما ذهب البعض منهم في تفاؤله الى الحديث عن عودة المارونية السياسية وامتيازاتها.

في مجلس ضيق يشرّح احد الوزراء السابقين المستقلين الوضع المسيحي اليوم مستنتجاً أن "المسيحيين هم في أعلى درجات الانقسام والتشرذم في تاريخهم الحديث (ما بعد اتفاق الطائف)، أثناء الاحتلال السوري ورغم نفي القيادات وسجنها الّا ان الشارع بقي موحداً بنسبة كبيرة خلفهم، اضافة الى تأييد جزء منهم الشخصيات المقربة من سوريا، وبعد الـ2005 انقسم هذا الشارع بشكل عمودي بين فريقي 8 و14 آذار وعادت الاحزاب المسيحية ودخلت جنة السلطة ان كان عبر هذا الفريق او ذاك من دون الحديث عن كثير من الانجازات".

ويضيف "أما اليوم، ورغم إعلانات النيات والاتفاقات واللقاءات التي تحصل فلا شيء يجمع بينهم. رحم الله ايام انقسام 8 و14 اذار حيث كان التيار والمردة والطاشناق والكتلة الشعبية يتكلمون اللغة نفسها في السياسة والانماء والاقتصاد، ومثلهم القوات والكتائب والاحرار وبعض الشخصيات المستقلة لكن بلغة فريقهم، اليوم كلّ منهم يغرد وحيداً، ولا يجتمع طرفان منهم الّا نكاية بالآخر. فإن ما قرّب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من عون هو الوقوف في وجه النائب سليمان فرنجية بغية عدم وصوله للرئاسة، وما يقرب فرنجية من جعجع هو الوقوف في وجه الوزير جبران باسيل وطموحاته الرئاسية، سائلاً: علامَ يجتمع القوات والتيار اليوم؟ العلاقة مع سوريا؟ سلاح حزب الله؟ الملفات الاقتصادية؟ التعيينات في الدولة؟، لا شيء. كذلك ما الذي يفرق التيار والمردة في الاستراتيجيا والسياسية؟ ايضاً لا شيء الا المصالح الشخصية، اضف ان خطاب القوات والكتائب السياسي يكاد يكون واحداً الا عدم انسجام رئيسي الحزبين في الشخصي أوجد مشكلة كبيرة بين الحزبين ليس من السهل حلّها، ناهيك بالشخصيات المستقلة في هذا الفريق أو ذاك التي يجتمع الجميع رغم خلافاتهم لإقصائها".

"لم تعد تغريدات ملحم رياشي وإبرهيم كنعان الموحدة تنفع لاقناع الرأي العام بأن الامور تسير على الطريق الصحيح" يتابع الوزير عينه، مستفيضاً "عليك زيارة البلدات المسيحية لترى الواقع كما هو، تتابع النشاطات التي تقوم بها كل جهة ومن تستهدف. حتى الاعياد الدينية قسموها، تقوم بجولة في وسائل التواصل الاجتماعي بعد كل حدث لترى مدى الانقسام والتشرذم الذي يصل حدّ الحقد، مشيراً الى أن المشكلة الاكبر والاعمق هي بُعد القيادات عن جمهورها، والتعاطي معها على اساس راع وقطيع وعلى القطيع ان يسير في الخلف وفي أي طريق من دون اي نقاش، وهذا ما ظهر بعد لقاء يوسف سعادة في معراب وما خلقه من بلبلة على مستوى القاعدة".

ضعف الاداء

ينتقل الوزير السبعيني الى مكان آخر للدلالة على التراجع في الوضع المسيحي، مشيراً الى انه في الفترة السوداء كان الوزير ملكاً في وزارته، وله حضوره الوازن واستغل بعضهم حاجة السوري والطبقة الحاكمة لغطائه المسيحي للاستفادة قدر الامكان وتالياً جماعته، ولدينا امثلة كسليمان فرنجية، والياس سكاف، وميشال المر وإيلي حبيقة وجورج فرام وغيرهم من الاسماء. كما ان الشخصيات المسيحية اثبت حضوراً سياسياً ومعنوياً كبيراً بعد الـ2005 كغسان سلامة وطارق متري وزياد بارود وديميانوس قطار وغيرهم، اما اليوم فلم تنجح الاحزاب بفرض شخصيات يكون لها وقع شعبي ومعنوي على الشارع، ويسأل في هذا السياق: "كم اسم وزير حزبي علق بذاكرتكم من آخر ثلاث حكومات باستثناء جبران باسيل؟ ربما شربل نحاس لأنه اتى من خارج هذه التنظيمات الحزبية، مضيفاً "حتى الهالة الاعلامية الكبيرة والمحترفة التي تحاول القوات اللبنانية صبغها على وزراءها وقعوا ضحيتها اليوم، وخفتت مع ضعف الانجازات، وعدم إمكان تحقيق الكثير رغم النية الصافية". ويوضح "حتى الانتصارات التي يحاول بعض الفئات تصويرها على انها ربح بالنسبة للتعيينات والتشكيلات الوظائفية ايضاً تكبر الشرخ، وتجري في اغلبها تحت ستار "زيح لأقعد محلك" وعلى طريقة ولاء الموظف يجب ان يكون لرئيس حزبه ولهذه الطريقة آثار عقائدية على المسيحيين الذين يطالبون وينادون بالدولة دائماً".

 ويختم "ربما تكون الانتخابات النيابية حافزاً لهذه الاحزاب لطرح شخصيات تكون فاعلة على مستوى مجتمعاتها الصغيرة كما على المستوى الوطني، وعدم التركيز في اختيار المرشحين على الولاء الاعمى للقائد كما يحدث حالياً".

 يبقى دائماً ان السلطة كانت تفعل فعلتها مسيحياً، تاريخياً وحتى اليوم، يتوحدون خلف المعارضو وما ان يدوسوا جنة السلطة حتى تبدأ المناكفات والخلافات، فكيف انه بعضهم يدخلها حديثاً وعليه تثبيت نفسه فيها.

[email protected]

Twitter: @alexkhachacho


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم