الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

انهيار حائط الدعم لمشروع الراية... من المسؤول؟

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
انهيار حائط الدعم لمشروع الراية... من المسؤول؟
انهيار حائط الدعم لمشروع الراية... من المسؤول؟
A+ A-

أثار خبر انهيار جزء من حائط الدعم لمشروع الراية السكني (ملعب الراية سابقاً) في منطقة صفير، بلبلة وضجة بين سكان الضاحية الجنوبية، نظراً لقربه من المباني السكنية وتهديده حياة القاطنين واصحاب المحال التجارية، اضافة الى العابرين في الشارع، لترتفع معها الاصوات لمحاسبة المقصرين ومطالبة البلدية واصحاب المشروع بالتعويض على سكان المنطقة. 

اصحاب المبنى الملاصق لمكان الانهيار باتوا ليلتهم في احد الفنادق القريبة من المنطقة على نفقة اصحاب المشروع وفق ما أكد العديد من السكان، بينما تلقى اصحاب المحال التجارية وعوداً بالتعويض والتعجيل بمعالجة المشكلة واي خلل قد نتج عن الانهيار الجزئي للحائط.


إقفال المحال التجارية والإنتظار

خبر الانهيار في المنطقة طغى على الاخبار كافة، فمعظم السكان اختاروا الوقوف بالقرب من مكان الحادث بينما شرطة البلدية قررت تنظيم حركة السير وابعاد اي شخص يحاول الاقتراب من الطريق لخطورته واحتمال اي انهيار اخر، فيما أصحاب المحال التجارية المحاذية للشارع اقفلوا أبواب محالهم لكن البعض الاخر قرر ان يتابع يومه في شكل طبيعي، إلا ان احداً لم يجرؤ على دخول المحال، نظراً للضرر الكبير الذي لحق ببعضها، والشقوق الواضحة في بنية الجدران كما حصل مع السيدة اشواء مرعي، وهي صاحبة أحد المتاجر لم تستطع فتحه خوفاً من اي انهيار قد يحصل.



أما صليبي الديراني وهو صاحب احد الافران المحاذية لمكان الانهيار، فقال لـ"النهار" ان الشكاوى ضد المشروع والصرخة ليست وليدة الساعة، ولكن لا احد يريد ان يسمع ولا احد مهتم بما يحصل، وعندما وقعت الكارثة ظهر الجميع. وأكد أن مطالب السكان واضحة وهي الابتعاد من الطريق وحماية أرزاقهم وعودة الامور الى ما كانت عليه، "فمن غير المنطقي ان تهدد حياتنا بهذه الطريقة، خصوصاً وان الارض بدأت بالتفسخ منذ اكثر من شهر، الى ان انهار الشارع بالأمس من دون وقوع اي جريح او ضحية.

من جهته، أكد رمزي عوالي وهو صاحب احد المحال التجارية القريبة من مكان الانهيار، أنه كان في متجره عند وقوع الحادث ولولا العناية الالهية لكان ضحية الإنهيار، مؤكداً ان محله مقفل وعمله تعطل مع اكثر من 40 صاحب محل في الحي. ورغم الضرر اللاحق ببعض الاهالي، الا ان العديد منهم فضل عدم التحدث للاعلام، معتبرين أن اي حديث لوسيلة اعلامية قد يزعج اصحاب المشروع ويمنعهم من دفع التعويضات للمتضررين، لتنقسم الاراء لدى اصحاب الحي الواحد بين مطالب برفع الصوت ونصب الخيم وقطع طريق المشروع في حال لم يتم التعويض عليهم، وبين آخرين فضلوا السكوت والرضوخ لما حصل وكأن الشارع التي انهار في بلد اخر، وليس على بعد امتار قليلة من محالهم.



وفي محاولة للتواصل مع اصحاب المشروع رفض العديد منهم التحدث للاعلام، فيما رأى بعضهم ان ما حصل هو انهيار للتربة وقد يحدث في اي مشروع، رافضين في الوقت نفسه الحديث عن ضرر قد حصل في اي مبنى مجاور، وان الضجة الحاصلة هي مرتبطة برمزية ملعب الراية بالنسبة الى المنطقة، والأهم أن الاضرار اقتصرت على انهيار بسيط لا يشكل خطراً على احد ولم تسقط أي ضحية، والامور ستعود الى طبيعتها في اسرع وقت، ليعود السكان الى حياتهم الطبيعية.



ملعب الراية تابع عقارياً لبلدية حارة حريك، حيث اكد رئيس بلديتها زياد واكد أن ما حصل قد يحدث في اي مشروع، والأهم بالنسبة إلى البلدية هو عدم وقوع اي ضحية والامور ستحل في شكل سريع، وهناك العديد من الاجتماعات التي ستعقد في الساعات المقبلة للوقوف على اسباب الحادث، وهناك مهندسين لتقويم الوضع ورفع تقرير عما اذا كان هناك خطر على المباني المجاورة ام لا، "وبالطبع سيكون هناك تعويضات على المتضررين، واصحاب المشروع متجاوبون في التعامل مع مطالب السكان".

يذكر ان ملعب الراية كان ملكاً لوزارة الدفاع ومخصص لبناء مساكن للضباط قبل الحرب الاهلية، وقد تم شراء الأرض من قبل اصحابها الحاليين، لتتحول بعدها الى قبلة الشباب المحب لكرة القدم، قبل ان يتحوّل الى مساحة لاحتفالات حزب الله المركزية لترتبط تلك البقعة الجغرافية بذاكرة اهل الضاحية، خصوصاً جمهور حزب الله، والذي رفض كثيرون منه قبل سنة تدمير الملعب لأي سبب كان، رافضين تحويل مكان الانتصار الى غابة باطون تحيط بهم من كل جهة، ولتزيد النقمة بعد حادثة الانهيار. ولكن، على رغم كل اصوات الاعتراض السابقة والحالية، فإن المشروع قائم ويستكمل في شكل طبيعي، فالأرض وفق المعنيين هي ملك خاص ولا يحق لأحد ان يعترض على التصرف به.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم