الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

على وجه العموم

المصدر: "النهار"
باسكال مراد
على وجه العموم
على وجه العموم
A+ A-

وجهٌ مقفل. كالموت هو، لا رجعة فيه. أمامه، بالامكان وصف الفرص جميعها بالضائعة. قلما يحوي دليله اللفظي على تعابير مثل "ربما"، "من المرجح" أو "لا شيء مؤكداً". فهو من أصحاب الاعتقاد بأن "هكذا كان، هكذا سيكون". 

وجهٌ يشبه الإيديولوجيات في جمودها. هو أصلاً يرتاح إليها، إن صدف واعتنق إحداها. آنذاك يتيسر له لجم أفكاره عن التهور خارج حدود الثوابت المحكمة الإقفال.

صحيحٌ أنه يراقب حركة الأشياء، انما ليس بهدف الدهشة وانتظار ما هو مفاجئ، بل لتأكيد حتمية النتيجة المكررة، حسب اعتقاده منذ البدء الى الآن، والإقرار مرةً تلو أخرى بصعوبة تلك الحركة، بالخروج من الثابت الى هامش المتحول.

وجهٌ مغلق لا يتيح لمسارات التجارب أن تأخذ مداها.

كل القصص لديه معروفة النهايات

وجهٌ جازم. يطل على الحياة بتعابير مشدودة الى الأسفل، تهادن الجاذبية وقوانينها، تبدو في رسمها كقوس قزح فقدت ألوانها.

وجهٌ مقفل كالحقيقة.

هنالك مَن وجهه مفتوحٌ على شتّى الاحتمالات. يحتكم في تواصله مع الآخر الى منطق الجدلية القائم على المحاججة والجدال. لغته خفيفةٌ، مشبعةٌ بالهواء، كالذي يترك مساحات بين الكلمة والتي تعقبها

ديناميكيةٌ قسمات الوجه، تعكس اتساع رؤيته للحياة وأمورها.

وجهٌ مرنٌ، يومضُ ايجابيةً وانفتاحاً على الآتي من الأحداث، متخففاً من الأحكام الاستباقية التي حسب رأيه تقلّل نسبة اقتناصه للفرص المتاحة. كيف لا، وهو من هواة انتهاز الفرص، بخاصة المبتغاة منها.

سيصاب سائله بخيبة إن توّقع إجابةً قاطعةً، طالما أن خطابه خالٍ من كلمات تشبه الـ"حتماً"، "قطعاً" و"بالتأكيد". تنقصه جرأة البتّ وحسم النهايات، دافعاً بالآخر الى هذه المهمة بدلاً منه.

لا يستسيغ النظرة الشمولية للأشياء، يتعامل معها بمنطق التفكيك وأخذ كلّ منها على حدة، بعيداً من المبدئية. من الصعب حدّه في اطار القضايا الكونية الفضفاضة. ملعبه هو اشكاليات آنية، قصيرة الأمد، مفصلة على قياس مصلحة محددة، حيث هامش المراوغة مستطاع.

وجهٌ مقنّعٌ، خلفه حقيقة لم توجد لتُكشفَ

وجهٌ مفتوح كالواقع. واقعٌ وُجِدَ لتغييره. هكذا تبشّر النظريات.

(خبيرة نفسية واجتماعية)


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم