السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل حققت مواجهات عين الحلوة مكاسب للمتشددين؟

ابرهيم بيرم
هل حققت مواجهات عين الحلوة مكاسب للمتشددين؟
هل حققت مواجهات عين الحلوة مكاسب للمتشددين؟
A+ A-

كما مع كل جولة عنف دامية تشهدها ازقة مخيم عين الحلوة المكتظة والضيقة تبدأ عملية البحث عن الانتماء الخفي للجهة المسؤولة والبادئة وعن "الايحاءات والاهداف الخفية" التي من اجلها بدأت المواجهة. لذا فان السؤال المحوري الذي انتصب لحظة سماع ازيز الرصاص ودوي القذائف الصاروخية: ما هي الدواعي المضمرة التي استدعت ان ينفجر الموقف اولاً ثم تستمر المعارك لاكثر من 36 ساعة وتتسع الاشتباكات لتشمل اكثر من حي فوق "حي المشاكل الدائمة"، اي حي الطيري؟ 

بالطبع ثمة من طرح السؤال بشكل مختلف عن العادة، وبالتحديد هل ان بلال العرقوب بطل الموقف ونجم الجولة الجديدة والداخل مستجدا على اللائحة المتضمنة اسماء مشعلي الجولات العنفية، قد اقدم على هذا الفعل للتغطية على ما يحرزه الجيش اللبناني من مكاسب منذ ايام في جرود القاع ورأس بعلبك في السلسلة الشرقية؟ واستطرادا لدعم موقف المجموعات الارهابية التي تواجه بشراسة تقدم هذا الجيش وسعيه لاستعادة السيادة على جزء من الاراضي اللبنانية؟

رئيس "اتحاد علماء المقاومة" والشخصية التي هي على تماس دائم مع ملف مخيم عين الحلوة الشيخ ماهر حمود يجيب: "نعم هذه التساؤلات تفرض نفسها بشكل ملحّ في الساعات الماضية، ولكن لا احد يملك اجابات حاسمة وجازمة لانه لا يمتلك ادلة وبراهين تثبت او تدحض، فيبقى السؤال حاضرا بقوة والاجابة مؤجلة حتى ظهور وقائع جلية".

واكثر من ذلك، يضيف حمود "ان من حق الناس ان تبحث عما اذا كانت هناك روابط خفية بين احداث المخيم التي انفجرت فجأة وبين تطورات الميدان في الجرود وتقدم وحدات الجيش للقضاء على ما تبقى من مجموعات ارهابية على ارضنا، خصوصا ان الاحداث الجديدة أتت بعد احداث شهر نيسان المنصرم والتي خرج الجميع منها باستنتاج فحواه ان ضربة موجعة وجهت الى المجموعات المسلحة في المخيم والى مناخات الفتنة فيه، وعليه فان ذلك عزز فرضية ان المخيم لن يعود الى مربع التوتير والاشتباك مجددا".

وهل صحيح ما اشيع اخير ان المجموعات المتشددة هي التي ايقظت الفتنة هذه المرة متخذة واجهة جديدة لاعتبارات عدة منها الثأر لهزيمتها السابقة؟

يجيب: "هذا الكلام يدور في الاوساط الراصدة للوضع في عين الحلوة، ولكن لا اثباتات ولا ادلة تكشف الغث من السمين، خصوصا ان بطل الموقف هذه المرة بلال العرقوب هو حالة صغيرة ومحدودة جدا، فضلا عن انها غير محبوبة اطلاقا. ثم اننا لم نسمع اطلاقا بان هناك جهة ومنها الجهات المتشددة تتبناها او تدافع عنها او تغطي ممارساتها، وهو بدوره لم يدّعِ الانتساب الى تيار او جهة بعينها".

وفي كل الاحوال، يضيف الشيخ حمود ان "الحصيلة التي استرعت انتباهنا في جولة المواجهة الاخيرة هي تلقّي حركة فتح ومن معها مرة اخرى ضربة بدت فيها ضعيفة وذلك بناء على اعتبارات عدة، منها ان حالة العرقوب هي حالة غير متجذرة وغير معدودة، ومع ذلك بدت فتح قاصرة عن الحسم السريع والامساك بزمام الامور".

ويرى ان "من العوامل التي تحول دون قرار الحسم في وقت قصير حال التناقض السائدة في قيادة فتح في المخيم. فهناك كما هو معلوم قيادة القرار فيها منوطة بخمسة اشخاص بينهم شخص محاصر بأكثر من شبهة حول علاقاته في ظل كلام يدور عن انه هو من حال في المرتين السابقتين دون حسم نهائي للموقف بعدما احرزت القوى الامنية تقدما وذلك تحت حجة وحيدة، مما دفع على حد علمنا السفير الفلسطيني الى سؤاله عن أبعاد الامر وتكراره الخطأ اياه مرتين متتاليتين، مما اعطى الفرصة للمجموعات المستهدفة لاعادة عجلة الامور الى نقطة الصفر والعودة الى المواقع التي اخلتها".

ويؤكد الشيخ حمود ان المواجهة الحالية هي "اقل وتيرة من مواجهات نيسان الماضي، لذا فان بالامكان نجاح المساعي الرامية الى اعادة ضبط الموقف وفرض الهدوء. لكن الخشية الموجودة عندنا دوما هي ان يأتي حين من الدهر وتضعف القوة المرجعية في المخيم تحت وطأة افتعال المزيد من الاشكالات والاشتباكات وحالات الاحتقان، مما يشكل فرصة ذهبية للمجموعات المتشددة وللحالات المتفلتة للتحرك بحرية كاملة والتحرر من اي سلطة رادعة، فيسهل اخذ المخيم الى المناحي التي ترغب فيها جهات معينة داخلية او خارجية لا تقيم اعتبارا للمخيم ولا للقضية المركزية لساكنيه وعلاقتهم بالمحيط وتحديدا الدولة".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم