الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ديبلوماسية الشامسي وبخاري..."سبور"

المصدر: "النهار"
محمد نمر
ديبلوماسية الشامسي وبخاري..."سبور"
ديبلوماسية الشامسي وبخاري..."سبور"
A+ A-

بعيداً من السياسة وزواريبها الضيقة، ومن المقالات العميقة أو التحليلية، لا بد من تسجيل حالة "مميزة" في لبنان يمكن أن تحمل عنوان "كسر نمط الديبلوماسية الخليجية". ومن يتابع نشاط دولتين خليجيتين شقيقتين في لبنان يلحظ هذه الطاقة الخليجية المتواصلة "غير المحدودة" أكان بالشكل أم المضمون. وهذا ما تطبقانه خلال جولات ممثليهما على مخيمات اللاجئين السوريين او اثناء تلبيتهما دعوات لبنانية ولو في الاطراف، في اماكن ربما لم تصل اليها أقدام وزراء ومسؤولين لبنانيين. 

ازدادت في الفترة الأخيرة الصور التي تجمع شابين يحملان صفتين ديبلوماستين، السفير الاماراتي حمد الشامسي والقائم بالاعمال السعودي وليد بخاري. صور تظهر حركة ديبلوماسية "غير مألوفة" لم تسجل في صفحات سفراء السعودية والامارات سابقاً وغالباً لا تندرج في اطار الرسميات لكنها لافتة وتستدعي الاضاءة عليها، ولا سيما انهما لا يشبهان زملاء لهم لا يغادرون مكاتبهم، الا في الزيارات الرسمية والحديث معهم "رسمي".

ارتداء الجينز والـ"كاسكيت"، المشاركة بحفلة شواء، الصعود إلى القرنة السوداء او مخيمات اللاجئين، التواجد بين الناس، التقاط الـ"سيلفي"، زيارة مناطق لبنانية والتعرف إلى معالمها، مهمات انسانية، حب المغامرة والاستكشاف، اندفاع الشباب، حنكة سياسية راقية، الانفتاح على الجميع من دون فيتوات على أي جهة. كل هذه الصفات توحي لنا أننا نتحدث عن سفراء غربيين اعتدنا هذه المشاهد معهم، فيما الحقيقة انها صور شابين خليجيين يعبران عن ديبلوماسية حديثة، راقية.

ولا شك أن وجود الشابين عند المسؤولين اللبنانيين ليس سوى تأكيد لمدى متانة العلاقة الاماراتية - السعودية، خصوصا خلال فترة يعيش فيها الخليج أزمة تتمثل بمقاطعة قطر، وربما من المبالغة القول إن ازدياد حركة الشابين معاً هي نوع من المواجهة الديبلوماسية الخليجية في لبنان "كل على طريقته"! وفي حال كانت، فإن هذا العنصر الشاب سيكون له أرجحية الانتصار.

بيروت عاصمة ديبلوماسية غير عادية، تتمتع بفضاء مفتوح للتحرك وهو ما يغتنمه الديبلوماسيان، وآخر حركتهما سجلت في الديمان حيث التقيا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وبعدها كانت جولة على تراث الوادي المقدس، وسبق ذلك زيارة إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان. الاماراتي "سبور شيك" والسعودي بالزي السعودي مع "كاسكيت".

إنها مجرد لفتة، أو كلمات اعجاب، فإذا وصلت إلى الديبلوماسيين، أول ما سيفعلانه: سيضحكان! وإذا وصلت إلى الاشقاء الخليجيين فستكون دعوة جديدة للعودة إلى السياحة في لبنان.



[email protected]

Twitter: @mohamad_nimer


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم