السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كاتالونيا أرض خصبة للإرهاب ومهاجمو برشلونة أخفوا تطرفهم

كاتالونيا أرض خصبة للإرهاب ومهاجمو برشلونة أخفوا تطرفهم
كاتالونيا أرض خصبة للإرهاب ومهاجمو برشلونة أخفوا تطرفهم
A+ A-

على رغم خبرتها الطويلة في محاربة الإرهاب، فشلت اسبانيا الأسبوع الماضي في منع اعتداءين داميين في كاتالونيا التي تعد نقطة جذب رئيسية للسياح وفي الوقت عينه أرضاً خصبة للتطرف أكثر من أي منطقة اسبانية أخرى. 

استخدم أشخاص يشتبه في أنهم جهاديون مركبات لدهس المارة في برشلونة الخميس وفي منتجع كامبريلس الشاطئي القريب بعيد منتصف ليل الخميس - الجمعة، مما تسبب بمقتل 14 شخصاً وإصابة 140 في الهجومين اللذين تبناهما تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ولدى اسبانيا خمسة عقود من الخبرة في محاربة الانفصاليين الباسك من منظمة "ايتا"، التي قتلت أكثر من 800 شخص إلى أن أعلنت وقف النار عام 2011.

إلا أنها وجدت نفسها من جديد في مواجهة الإرهاب عام 2004 عندما كانت ضحية أسوأ اعتداء ينفذه إسلاميون متطرفون في أوروبا. ففي ساعة الذروة في 11 آذار من ذاك العام، انفجرت قنابل تحوي مسامير داخل أربعة قطارات للركاب كانت متجهة إلى مدريد، مما أسفر عن مقتل 191 شخصاً وإصابة ألفين آخرين بجروح. وعقب العملية، أدخلت مدريد إصلاحات على قواتها الأمنية.

وأفاد الخبير في مجال الإرهاب من جامعة كومبلوتينز في مدريد ميكل بويزا، أن اسبانيا عززت أجهزة شرطتها واستخباراتها عبر إجراء تعيينات جديدة واستخدام مترجمين وتكثيف تعاونها مع جارتيها فرنسا والمغرب. وقال إن السلطات بدأت كذلك باعتقال مشتبه فيهم دورياً كاجراء احترازي.

وتحول التطرف عبر الانترنت لشن اعتداء جريمة عام 2015، وهو ما سهل عملية اجراء اعتقالات في وقت مبكر.

وبشواطئها التي تمتد على طول خمسة آلاف كيلومتر وسمائها التي تكاد لا تغيب عنها الشمس، جذبت اسبانيا السياح الذين فضلوها على وجهات تشهد اضطرابات مثل تونس ومصر. لكن التهديد الجهادي ازداد منذ عام 2016، عندما أدرجت مواقع إسلامية "الأندلس" هدفاً، وهو الاسم الذي عرفت به الأراضي الاسبانية التي أدارها المسلمون حتى عام 1492.

ويخشى الخبراء تحديداً تركز الجهاديين في كاتالونيا، حيث تعيش أعلى نسبة من المسلمين في اسبانيا.

ويبلغ عدد المسلمين 1,9 مليون في البلد الذي يقدر عدد سكانه بـ47 مليوناً، أي ما نسبته نحو أربعة في المئة من المجموع، استناداً إلى اتحاد الجمعيات الإسلامية في اسبانيا.

ويتحدر معظمهم من شمال افريقيا، وتحديداً المغرب.

لكن معهد الأبحاث حذر كذلك من أن "منطقة برشلونة المتنوعة هي موطن الإرهاب الجهادي في اسبانيا".

ولكاتالونيا في الواقع تاريخ طويل مع النشاط الجهادي. وقد كشف أول جهادي في اسبانيا عضو في "الجماعة الإسلامية المسلحة" الجزائرية عام 1995.

وكان محمد عطا الذي خطف طائرة الركاب التي يقودها لتصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 ايلول 2001، أمضى بعض الوقت في كاتالونيا قبل الهجمات بفترة قصيرة.

وفي 2008، أحبطت خطة لاستهداف قطارات في برشلونة عندما كانت في مراحل متقدمة.

ونقلت صحيفة "فانغارديا" عن مصادر أمنية العام الماضي، أن كاتالونيا تشكل أرضاً خصبة لأماكن الصلاة السلفية التي يبلغ عددها في المنطقة 50 وفقاً لآخر احصاء.

وتحولت المقاطعة موطناً لعدد كبير من المهاجرين من الجيل الثاني. وبين هؤلاء مجموعة من الشباب يعتقد أنهم شنوا الهجمات الأخيرة.

وكان معظمهم أبناء مهاجرين مغاربة ترعرعوا في مدينة ريبول الصغيرة على سفوح سلسلة جبال البيرينيه.

وكثيراً ما يزور السياح المدينة التي لا تعد نسبة البطالة فيها مرتفعة نسبياً، فيما وصف الجيران المشتبه فيهم بأنهم مكدون في عملهم وجديون.

واعتاد أحد أصغرهم سناد وهو موسى أوكبير (17 سنة) مساعدة أحد الجيران في التخلص من القمامة.

وكان المشتبه فيهم يذهبون إلى المدرسة ويلعبون كرة القدم معاً ولا يرتادون المسجد المحلي لأداء الصلاة بل يترددون على الحانات. لكن ثمانية على الأقل من المشتبه فيهم في ريبوي، التي تقع على مسافة ساعتين بالسيارة من برشلونة، لم يلفتوا الانتباه. وقالت الشرطة إن السلطات لم تضع أياً منهم تحت المراقبة.

وهناك قاسم مشترك آخر في حياة منفذي الهجوم هو صلتهم بإمام محلي يدعى عبد الباقي السطي، الذي قال مالك المسكن الذي كان يعيش فيه إنه ترك ريبوي قبل يومين من الهجوم.

وقتلت الشرطة أوكبير وأربعة آخرين بالرصاص خلال هجوم أعقب عملية الدهس في كامبريلس. واعتقلت الشرطة ثلاثة آخرين في ريبوي بينهم إدريس شقيق موسى ولا تزال تبحث عن اثنين من المشتبه فيهم على الأقل بينهم يونس أبو يعقوب (22 سنة) المتهم بأنه قاد سيارة "الفان" مسرعاً في شارع لا رامبلا وقتل 14 شخصاً.

وحذرت الشرطة من أنهم قد يكونون تطرفوا خلال فترة قصيرة جداً قد لا تتجاوز بضعة أشهر.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم