الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

اختراق استثنائي للجيش والآتي أشرس

المصدر: "النهار"
اختراق استثنائي للجيش والآتي أشرس
اختراق استثنائي للجيش والآتي أشرس
A+ A-

لعله لا حاجة كبيرة الى استخلاص النتائج التي أنتهى اليها اليوم الاول من معركة تحرير جرود رآس بعلبك والقاع التي اعلن انطلاقتها صباح امس قائد الجيش العماد جوزف عون تحت عنوان " فجر الجرود " لانها تحدثت عن نفسها ميدانيا وكذلك عبر الايجازات الاعلامية لقيادة الجيش . ما يفترض ان يجري التركيز عليه هو النجاح المشهود للجيش اللبناني في ان يقدم امام الرأي العام الداخلي والخارجي الاثبات الواضح على نجاعة الخطة العسكرية التي وضعتها القيادة ونفذتها القوى العملانية والافواج المقاتلة في احداث اختراق مشهود لكل خطوط التحصينات الملغمة والصعبة التي تحصن وراءها مسلحو أسوأ تنظيم ارهابي وأشدها اجراما وتمرسا بطبيعة القتال في مرتفعات جردية وصخرية قاحلة تعطيه معظم الفرص للدفاع عن نفسه والتحول الى مواقع قاتلة لمهاجميه . الجيش بدا في اليوم الاول ، بل اثبت ، انه في الاسبوعين الاولين من القتال التمهيدي والقصف المركز التمهيدي لمواقع داعش استطاع ان يحدث الثغرة النوعية الاولى ثم جاءت الموجة الاولى من هجومه امس لتثبت قوة بأس القوى المهاجمة وانتظامها بدقة متناهية ثانيا بتفاصيل الخطة الميدانية التي عكست احترافا كبيرا في مطابقة العمليات القتالية والنارية على الارض مع الخطط المرسومة على الخرائط . وهو امر ليس عابرا ان تبلغ حصيلة اليوم الاول من معركة " فجر الجرود " تحرير ما يقدر بثلث المساحة التي يحتلها داعش وتدمير ١١ مركزا له وقتل ٢٠ من عناصره فيما لم يخسر الجيش اي شهيد واصيب في صفوفه عشرة جرحى .

هذه النتيجة اثارت واقعيا مزيدا من أجواء الالتفاف العام السياسي والشعبي الداخلي حول الجيش في وقت استحوذت الايجازات التي كانت تعلن من اليرزة على اهتمام المراقبين والرأي العام الداخلي خصوصا ان المعركة التي باشرها الجيش تزامنت مع هجمات يشنها الجيش السوري و"حزب الله " على المقلب السوري من الجرود القريبة من الحدود مع لبنان . ووسط إمعان وسائل الاعلام الناطقة او القريبة من النظام السوري و" حزب الله " في الحديث عن تنسيق عسكري بين لبنان والنظام السوري والحزب حول المعركتين الجاريتين في المنطقة الجردية على جانبي الحدود بدا ابرز المواقف التي اعلنتها قيادة الجيش عبر مدير التوجيه العميد علي قانصوه نفي وجود اي تنسيق مباشر او غير مباشر بين الجيش اللبناني والجيش السوري او بينه وبين " حزب الله " لافتا الى ان معركة التضييق على داعش بدأت قبل اسبوعين . هذا الامر عزز الانطباع بان مسألة التزامن بين المعركتين كانت مناورة سياسية - ميدانية من جانب النظام والحزب لالباس الجيش والسلطة اللبنانية ثوب التنسيق من باب عامل التزامن الذي جرى توظيفه بتعمد واضح . ولكن مجريات المعركة وما رافقها من ترتيبات اعلامية اتبعتها القيادة العسكرية عبر مديرية التوجيه ابرزت وجها واضحا للغاية لموقف الجيش الذي صاغ معركته بتخطيطه الكامل وبتوقيته الخاص وبإجندته اللبنانية الصرفة ، الامر الذي سيسقط تباعا الكثير من عوامل التوظيف السياسي لهذا التزامن الذي اراده سواه لمآرب معروفة . ومع ذلك يتحسب الجيش للأسوأ في الساعات المقبلة . اذ ان حشر التنظيم الارهابي في خانة اللحظات اليائسة لن يكون امرا سهلا وبلا أثمان وقد وضع الجيش نصب احتمالاته وحساباته امكان لجؤ داعش الى أسوأ أساليب التفجيرات والتلغيمات والعمليات الانتحارية والأفخاخ المختلفة . ولن يكون غريبا ان تتسم الساعات المقبلة بشراسة مضاعفة في العمليات القتالية والهجمات علما ان المعنيين جميعا في الجيش يملكون الجزم الكافي لتأكيد اقتراب الانتصار الكامل بتحرير الجرود من داعش .  



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم