السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"الرفيق" ابو علي طلال الذي اغتاله التكفير: "بغيابك بتنا نخشى دخول عين الحلوة"

المصدر: "النهار"
صيدا- أحمد منتش
"الرفيق" ابو علي طلال الذي اغتاله التكفير: "بغيابك بتنا نخشى دخول عين الحلوة"
"الرفيق" ابو علي طلال الذي اغتاله التكفير: "بغيابك بتنا نخشى دخول عين الحلوة"
A+ A-

تعرفت الى (الرفيق) ابو علي طلال واسمه الحقيقي عبد المنعم الحسنات قبل نحو ثلاثين سنة، عندما كان عضوا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يرأسها الدكتور جورج حبش،عاد مع والده الذي كان مقاتلا في جيش التحرير الفلسطيني من مسقط رأسه في مخيم دير البلح في غزة الى المخيمات الفلسطينية في لبنان اوائل السبعينات، وبعد سنوات ارسلته الجبهة لمتابعة دراسته في جامعات الاتحاد السوفياتي السابق الذي كان يؤمن منحا دراسية مجانا للاحزاب اللبنانية والتنظيمات الفلسطينية التي تعتنق مبادئ الحزب الشيوعي وافكار وتعاليم ماركس وانجلس ولينين. 

بعد الاجتياح الاسرائيلي للاراضي اللبنانية العام 1982 وما خلفه من قتل ودمار وتشريد طالت معظم اللبنانيين والفلسطينين على حد سواء،قرر الطالب عبد الحسنات العودة الى لبنان، وعندما سمحت له الفرصة بعد تحرير صيدا وانسحاب القوات الاسرائيلية الى منطقة جزين قطع عبد الحسنات مع مجموعة من زملائه دراستهم وعادوا للتطوع من جديد في الجبهة الشعبية، واعلن تفرغه للعمل العسكري في صفوف الجبهة،واسهم الى جانب جيش التحرير الشعبي (قوات الشهيد معروف سعد) في الدفاع عن صيدا والمخيمات الفلسطينية على جبهة كفرفالوس في مواجهة الاسرائيليين والميلشيات المتعاملة معها (جيش لبنان الجنوبي) الذي كان يقوده الرائد المتقاعد المنشق عن الجيش اللبناني انطوان لحد الذي توفي في فرنسا، كما شارك الحسنات في معركة مغدوشة التي جرت بين الفصائل الفلسطينية مجتمعة وبين عناصر حركة امل، وتعرض خلالها الى اصابة نجا منها باعجوبة،وكان له دور بارز مع رفاق له في الجبهة في حماية مجموعة من العسكريين في الجيش اللبناني كانوا يتواجدون في باحة مقام سيدة المنطرة قبل الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على مواقع حركة امل في مغدوشة،وقاموا برعايتهم ونقلهم الى مقر التنظيم الشعبي الناصري في صيدا،حيث عمل رئيس التنظيم المرحوم مصطفى سعد على تسليمهم الى قيادة الجيش اللبناني في ثكنة محمد زغيب في صيدا.

كما اصيب الحسنات مرة ثانية خلال اشتباكات مسلحة جرت قبل نحو سنتين داخل المخيم بين عناصر فتح ومعها عدد من فصائل منظمة التحرير وبين الاسلامي المتشدد بلال بدر ومجموعاته المسلحة.
وكان تولى خلال تفرغه في الجبهة مسؤولية الطلبة والشبيبة،كما تولى مسؤولية الجبهة في منطقة بيروت، وجرى تعيينه مسؤولا عن اعلام الجبهة في منطقة صيدا من العام 1996 ولغاية العام الفين وثلاثة، وطوال هذه الفترة كان (ابو علي) شديد الحرص على تمتين اواصر العلاقة والتعاون مع جميع الاعلاميين وخصوصا في منطقة صيدا،وكان يصعب الدخول الى المخيم من دون ان يصطحبك على فنجان من الشاي او القهوة على شرفة مقر الجبهة الكائن عند المدخل الرئيسي لمخيم عين الحلوة. 

وعلى الرغم من تقاعده قبل نحو سنتين، واثر الاشتباكات العنيفة والمدمرة التي شهدها مؤخرا حي الطيري عاد ابو علي متطوعا في صفوف القوة الفلسطينية المشتركة وهو برتبة مقدم، نتيجة شعوره باهمية دورها في الحفاظ على الامن والاستقرار وملاحقة المطلوبين للعدالة، الى ان طالته يد الغدر والتكفير مساء الخميس الفائت خلال وجوده عند مدخل مقر القوة المشتركة في قاعة اليوسف في حي الطيري، حيث اطلقت عناصر اسلامية متشددة بامرة الارهابي بلال العرقوب رشقات من اسلحة رشاشة ومن مسافة قريبة وبدم بارد ومن دون سابق انذار، ما ادى الى اصابته بطلقات عدة اودت فيما بعد بحياته كما اصيب رفيقه في القوة المشتركة روحي سلامة بشظايا قنبلة يدوية القاها المهاجمون على المقر، في محاولة واضحة ومكشوفة لتوتير الوضع الامني داخل المخيم واجبار عناصر القوة المشتركة على اخلاء القاعة باعتبارها قريبة جدا من منزل الارهابي الفار بلال بدر، وفي محاولة ايضا لاشغال الجيش في معارك جانبية وعبثية، خصوصا في هذا الوقت الذي يخوض فيه الجيش معركة الشرف والكرامة واستعادة سلطة الدولة على الاراضي اللبنانية التي يتواجد فيها ارهابيو داعش في جرود راس بعلبك.

بعد غيابك وامثالك عن عين الحلوة، بتنا نخشى ونخاف الدخول الى المخيم وتزايدت مخاوفنا على سكان واهل عين الحلوة والمصير الذي ينتظرهم،وكما عائلتك الصغيرة، زوجتك واولادك الاربعة بيسان وعلي وعمر وجواد سيفتقدونك طوال العمر ويودعون جثمانك بكل الحب والحزن والاسى،سيشعر كل من عرفك واحبك بحزن على غيابك في الوقت الذي لا يزال يسرح ويمرح المجرمون والتكفيريون والقتلة بدم بارد في احياء وزواريب عين الحلوة.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم