الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إسبانيا تتعقّب منفِّذ عملية الدهس وقتل 5 "إرهابيين مفترضين"

إسبانيا تتعقّب منفِّذ عملية الدهس وقتل 5 "إرهابيين مفترضين"
إسبانيا تتعقّب منفِّذ عملية الدهس وقتل 5 "إرهابيين مفترضين"
A+ A-

واصلت الشرطة الاسبانية أمس البحث عن السائق الذي دهس حشداً من المارة في جادة سياحية ببرشلونة الخميس، مما أدى الى مقتل 14 شخصاً وجرح أكثر من 100، قبل ساعات من اعتداء ثان مماثل في منتجع ساحلي. 

وقالت الشرطة إنها قتلت خمسة "ارهابيين مفترضين" ليل الخميس - الجمعة في بلدة كامبريلس الساحلية على مسافة 120 كيلومتراً جنوب برشلونة، وحيث نفذت عملية دهس ثانية تسببت بجرح عدد من المارة والشرطيين.

واعتقل ثلاثة أشخاص في أماكن اخرى من منطقة كاتالونيا حيث تقع المدينتان، لكن السائق الذي نفذ اعتداء برشلونة لا يزال فاراً، واستناداً الى تحذير السلطات.

وتذكر العمليتان بسلسلة من الاعتداءات المماثلة في أوروبا، حيث استخدمت السيارات والشاحنات أسلحة لتنفيذ اعتداءات ارهابية.

وفي اعتداء برشلونة الذي تبناه تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، صدم سائق شاحنة صغيرة بيضاء مسرعة المارة على طريق عريض يزدحم بالسياح بعد ظهر الخميس، فقتل 14 شخصاً وجرح آخرين في مشهد من الفوضى والرعب. ترجّل السائق وفر مشياً.

وبعد ثماني ساعات في كامبريلس صدمت سيارة "اودي-أي 3" مشاة، فجرح ستة مدنيين، أحدهم في حال الخطر، وشرطي. وأعقب ذلك اطلاق نار قتلت الشرطة خلاله المهاجمين الخمسة، وبعضهم كان يرتدي على ما يبدو أحزمة ناسفة، فيما أعلن وزير داخلية كاتالونيا جواكيم فورن في وقت لاحق انها زائفة.

وروى شهود عيان مشهد الجثث في شارع لاس رامبلاس الشهير حيث ارتكب السائق المجزرة فيما كان آخرون يركضون وهم يصرخون مذعورين.

وأفادت الشرطة انها اعتقلت ثلاثة مشتبه فيهم، بينهم اسباني ومغربي.

وحذر كارلس بودجمون رئيس منطقة كاتالونيا حيث تقع المدينتان من أن المشتبه فيه لا يزال فاراً وقال: "هذا النوع من الأشخاص أظهروا ان لديهم الارادة لالحاق الاذى مهما حصل".

وضحايا برشلونة وكامبريلس ينتمون الى 34 جنسية على الاقل بينها فرنسا وايطاليا وبلجيكا وفنزويلا وأوستراليا وايرلندا والبيرو والجزائر والصين.

وعرف من القتلى ايطاليان وبلجيكي وجرح 26 فرنسيا بينهم 11 في حال الخطر، وثلاثة هولنديين وثلاثة يونانيين. وأحد الايطاليين قتل أمام زوجته وطفليه الذين نجوا من الموت، كما قال مدير شركة الكومبيوتر التي كان يعمل فيها.

وقال رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي في كلمة من التلفزيون: "نحن متحدون في الحزن" وذلك بعد أن توجه إلى برشلونة كبرى مدن منطقة كاتالونيا في شمال شرق اسبانيا والتي تسعى الى الانفصال عن مدريد وتطالب بالاستقلال.

وتعد لارامبلا احدى أكثر الجادات ازدحاماً في برشلونة وتنتشر على جانبيها المتاجر والمطاعم وتعج عادة بالسياح والساهرين حتى الليل.

وقال عامل في أحد تلك المتاجر ويدعى تشابي بيريز: "عندما حصل ذلك خرجت مسرعاً ورأيت الاضرار... كانت هناك جثث على الارض والناس يلتفون حولها. كان الناس يبكون".

وفي كامبريلس قال موظف في أحد المطاعم ويدعى ماركل ارتابيه (20 سنة): "بين منتصف الليل والساعة 00:30، كنا نتنزه على الشاطئ عندما سمعنا طلقات اعتقدنا أنها أسهم نارية... لكنها كانت عيارات نارية". وأضاف انه شاهد رجلاً على الارض "بطلق ناري في الرأس. كان أصدقاؤه يصرخون طالبين المساعدة".

وحتى الآن، لم تستهدف اعتداءات جهادية اسبانيا ثالثة الوجهات السياحية في العالم، كتلك التي استهدفت فرنسا المجاورة وبلجيكا والمانيا. بل سجلت ارتفاعا في عدد السياح الذين تجنبوا اماكن سياحية اخرى تشهد اضطرابات مثل تونس ومصر.

ولكن في مدريد حصلت الاعتداءات الاسلامية التي أوقعت أكبر عدد من القتلى في أوروبا، في 11 آذار 2004 عندما اسفرت تفجيرات قطارات عن سقوط 191 قتيلاً. كما واجهت عشرات السنين اعمال عنف نفذتها جماعة "ايتا" الانفصالية الباسكية التي أعلنت وقفا للنار في 2011.

وكشفت الشرطة الخميس إن أحد الموقوفين في اعتداء برشلونة، اسباني مولود في مليلة الجيب الاسباني في المغرب، والثاني مغربي يدعى ادريس أوكبير.

وفي تطور آخر، أوقف اسباني في الكنار على مسافة 200 كيلومتر جنوب برشلونة، حيث دوّى انفجار في منزل ليل الاربعاء أدى الى مقتل شخص وجرح سبعة آخرين ويعتقد انه مرتبط باعتداء الخميس.

وقال المسؤول في شرطة كاتالونيا جوسيب لويس ترابيرو: "نشتبه في انهم كانوا يجهزون عبوة ناسفة".

ويقيم في كاتالونيا أكبر عدد من الاسلاميين المتطرفين في اسبانيا الى جانب مدريد وجيبي سبتة ومليلة على الحدود مع المغرب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم