الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

Derecipe.com يسلط الضوء على الحرَفيين المغمورين

يحيى الأمين
Derecipe.com يسلط الضوء على الحرَفيين المغمورين
Derecipe.com يسلط الضوء على الحرَفيين المغمورين
A+ A-

بإمكان المصممين والطلاب الذين يواجهون صعوبات في عملهم أن يبتهجوا بإنشاء موقع Derecipe.com، وهو دليل إلكتروني ومحرّك بحثي موجَّه نحو الفنون يهتم بحاجات المبدعين، فيتيح لهم الوصول إلى مجموعة واسعة من المواد والحرفيين والخدمات الإبداعية بمجرد النقر على زر. 

أسّست المنصة مصممة الغرافيك رنا حماندي التي تصف الدليل بأنه "فريد من نوعه في لبنان نظراً إلى أن علامات البحث مفصّلة ودقيقة جداً تربط المصممين بما يحتاجون إليه بالضبط لتنفيذ مشاريعهم".


وتتابع: "تساهم المنصة أيضاً، وفي الوقت نفسه، في تمكين الحرَفيين المحليين والمحترَفات المحلية، الذين هم بمثابة الجواهر الخفية في بلادنا، عبر تأمين عمل لهم ومصدر للدخل".


يؤمّن موقع Derecipe.com أيضاً لهؤلاء الحرَفيين ولمحترَفات العمل حضوراً عبر الإنترنت، نظراً إلى أن عدداً منهم ينقصه البروز في وسائل الإعلام الجديدة إما بسبب غربة أبناء جيلهم عن هذه الوسائل الجديدة، وإما بسبب عجزهم عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في شكل عام.


تقول حماندي لـ"النهار": "يتحدّر عدد كبير من هؤلاء الحرَفيين من خلفيات فقيرة، وهم في حاجة ماسّة إلى إيجاد زبائن، وهكذا تؤمّن لهم المنصة وسيلة لعرض أعمالهم والبروز في السوق".


انطلق هذا الدليل الإلكتروني، الذي تأسس رسمياً في تشرين الأول 2016، من مشروع شخصي، فقد جالت حماندي في لبنان بحثاً عن هؤلاء المبدعين المغمورين في القرى والشوارع الجانبية والأزقة الخلفية أملاً في تسليط الضوء على روعة أعمالهم.


تروي: "كان البحث عن الحرَفيين والمواهب عملية شاقة، إذ كنت أتنقّل في البلاد في سيارتي، وأتوقّف في بعض الأحياء بطريقة عشوائية، وأبدأ بالسير فيها، إلى أن تقع عيناي على أشخاص يمكن أن يساهموا في تلبية حاجات المصممين والمبدعين".


ولفتت حماندي إلى أن رحلتها تمت بطريقة عشوائية، أي إنها تنقّلت من شارع إلى آخر، وقرعت الأبواب، وجمعت معلومات وبيانات عن الحرفيين الذين صادفتهم ومحترَفات العمل التي وجدتها على امتداد أربعة أعوام.


أضافت: "حتى عندما لم يكن لدي وقت للتوقف وقرع الأبواب، كنت أحتفظ بكاميرا معي لأتمكّن من التقاط صور للمكان أو للحرَفي كي أتذكّر بأن أزور المنطقة في وقت لاحق".


دفعت هذه التجربة الميدانية بالمصممة إلى إنشاء قسم خاص في المحرك البحثي مخصَّص حصراً للحرَفيين بعنوان "العمل مع الحرَفيين"، حيث يسلط الضوء على مجموعة معيّنة كل شهر، لكن بمجرد النقر على زر "للاطلاع على المزيد"، يمكنك الحصول على معلومات عن جميع الحرَفيين المشاركين في الموقع.


تقول حماندي: "تضم المنصة مجموعة واسعة من الخدمات والمواد والحرَفيين الذين يعملون في مجالات شتّى بدءاً من تصميم المجوهرات مروراً بالموضة وصولاً إلى التصميم الداخلي؛ إذاً حتى لو كانت هناك فرصة ضئيلة بنسبة 0.01 في المئة فقط بأن يحصل أحد الحرفيين على زبون، فهذا كافٍ لأعتبر أن المنصة تحقق نجاحاً".


خطرت لها فكرة إنشاء موقع Derecipe.com عندما كانت حاملاً بابنها الذي أصبح الآن في عامه الرابع، فقد حاولت أن تفتح استوديواً خاصاً بها عام 2012، لكنها وجدت صعوبة واصطدمت بعوائق خلال محاولتها الحصول على المستندات اللازمة، والتصاميم، وإيجاد أفضل المطابع.


تشرح: "بعد لقائي هذا العدد الكبير من الحرَفيين، بات واضحاً بالنسبة إلي أن لبنان لا يعاني النقص في التصاميم والمواد الحرَفية، بل إن الحلقة الضعيفة تتمثل في العثور عليهم والتواصل معهم".


غير أن حماندي تلفت إلى أن الشوكة في خاصرة العاملين في مجال التصميم في لبنان هي العثور على النوع المناسب من المواد أو تحقيق النتائج التي يريدونها أو كما يتصوّرونها عبر الإنترنت، مما يؤدّي إلى إهدار الوقت، والوقت عامل مهم جداً بالنسبة إلى المصممين ولا يمكنهم إضاعته سدىً.


وتضيف: "بعد القيام بحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل نحو شهرَين من إطلاق الموقع رسمياً، تلقّينا عدداً كبيراً من ردود الفعل الإيجابية بشأن المشروع، ما طمأنني بأنني أسير على الطريق الصحيح، حتى إنني تلقيت طلبات لتشارُك الدليل قبل الوقت المحدد من أجل تلبية حاجاتهم".


بعد تلقّي كمّ كبير من ردود الفعل الإيجابية من العاملين في مجال التصميم، تحوّل مشروع Derecipe.com شغفاً بالنسبة إلى المصممة الشابة، مما دفعها إلى الانكباب على العمل وبذل جهود دؤوبة مع إرساء توازن بين رعايتها لابنها من جهة وحياتها العملية من جهة أخرى. تروي حماندي: "كنت أبقى مستيقظة طوال الليل على امتداد ستة أشهر، بعد أن يخلد ابني للنوم، كي أعمل وأُنجِز الأمور سريعاً استعداداً لإطلاق الموقع".


من وجهة نظر المستخدم، المنصة سهلة الاستعمال نظراً إلى أنها عبارة عن محرك بحثي بسيط حيث يستطيع الزوار البحث بواسطة العلامات الخاصة بكل واحدة من نتائج البحث والتي تؤشّر إلى ما يفعله الحرَفيون أو المحترَفات في شكل عام، والخدمات التي يقدّمونها للمساعدة على تلبية التفضيلات الشخصية للزوار.


عند النقر على نتيجة من نتائج البحث، تُفتَح صفحة تضم سيرة ذاتية مقتضبة عن الحرَفي أو المحترف فضلاً عن معلومات عن كيفية الاتصال به، والعنوان والرابط إلى صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي. تضم المنصة نحو 400 حرَفي ومحترف ومطبعة حتى الآن، وهي في نمو تدريجي؛ فضلاً عن ذلك، هناك زر "أضِف عملك"، الذي يتيح للشركات المحلية والحرَفيين المحليين الانضمام إلى الدليل لعرض منتجاتهم.


كانت حماندي ولا تزال تموّل Derecipe.com بنفسها وبمشاركة زوجها أحمد بلولي من دون أي مساهمة من مستثمرين أو أصحاب رؤوس أموال أو مستثمرين مموِّلين؛ لذلك، ومن أجل تأمين مصدر للدخل، عمدت مصممة الغرافيك الناشئة إلى إضافة ميزة go premium التي تتيح للأعمال والحرَفيين الظهور في أعلى قائمة النتائج البحثية مع شارة تميّزهم عن الباقين فضلاً عن ملف ضمن البروفيل الشخصي، مقابل رسم مادّي.


تشرح حماندي: "ستبقى المنصة على الدوام مجانية للمستخدمين نظراً إلى أن الجمهور الذي أستهدفه يُعتبَر سوقاً متخصصة، أي العاملين في مجال التصميم والطلاب"، مضيفةً: "نتابع أيضاً مع الحرَفيين المدرَجين على قائمتنا أو الذين يمكن أن ينضموا إليها، لتحديث البيانات التي نعرضها في حال إقفال المحترف أو انتقاله إلى عنوان آخر".


وعن تفاعل محيطها مع المشروع، تقول حماندي إن زوجها كان داعِماً جداً لها وساعدها على بلوغ هدفها، وتحقيق شغفها من خلال المنصة: "أعتبر زوجي شريكي في المشروع، لأننا كنا نتنقل معاً في لبنان بحثاً عن المحترفين وعن محترفات العمل؛ قدّم لي أصدقائي والمحيطون بي الذين يبدون اهتماماً بالتصميم، الدعم والمؤازرة بصورة مستمرة، لأن الفكرة أعجبتهم كثيراً واعتبروها مفيدة للغاية".


تأمل حماندي بأن يبلغ موقع Derecipe.com مرحلة يصبح فيها المحطة الأساسية الوحيدة لجميع المصممين في لبنان للحصول على كل ما يحتاجون إليه وما يخطر في بالهم، وبأن يواصل نموّه وصولاً إلى التعاون مع برامج التصميم في الجامعات المختلفة في البلاد.


بالنسبة إلى المصممة الشابة، تجربة الجمع بين الأمومة وريادة الأعمال هي الجزء الأكثر إثارة للتحدي في مسيرتها. تقول في هذا الإطار: "ابني هو شغفي الأكبر في الحياة. صحيح أن التوفيق بين ريادة الأعمال والأمومة والحياة الزوجية يزيد من صعوبة الأمر، لكنه يجعل المجهود يستحق العناء".











حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم