السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

165 ميليشيا لليمين المتطرف الأميركي تحمل السلاح

165 ميليشيا لليمين المتطرف الأميركي تحمل السلاح
165 ميليشيا لليمين المتطرف الأميركي تحمل السلاح
A+ A-

ككل شهر، يلتقي كريس هيل أصدقاءه خلال عطلة نهاية الأسبوع في غابة منطقة جاكسون بولاية جورجيا في جنوب الولايات المتحدة حيث يقود ميليشيا محافظة يقول إنه أنشأها في 2008 لدرء "كل الأخطار". 

ويجمع هيل، الذي يعمل مساعداً قانونياً، أشخاصاً يدافعون عن القيم المحافظة في الجنوب الأميركي الحريص على إرثه الكونفيديرالي المتصل بالحرب الأهلية الأميركية والمدافع عن تفوق العرق الأبيض والأفكار العنصرية على السود والأقليات الدينية والعرقية الأخرى.

ويبدل هيل ملابسه المدنية ويرتدي ملابس عسكرية مموهة مع بدء نشاطات الإجازة الحافلة التي تتضمن التخييم وشي اللحم وإطلاق النار من بندقية نصف آلية.

على رغم الحر، يتدرب نحو 20 عضواً في ميليشيا "قوة جورجيا الأمنية" على القيام بدوريات في الغابة وإطلاق الرصاص الحي خلال محاكاة اقتحام منزل.

ويقول كريس: "أنا مستعد للحرب الأهلية، للنزاعات الأهلية، لهجوم نووي تشنه كوريا الشمالية أو روسيا، لهجوم أجنبي أو تشنه حكومتنا إذا وجهت السلاح إلى الشعب من أجل نزع سلاحه".

للانضمام الى الميليشيا التي باتا يعدانها بمثابة "عائلة" لهما، جاء الزوجان روستر وايفيت ديماريا من ولاية كارولينا الجنوبية المجاورة في سيارة تخييم فخمة بملابسهما المموهة وأسلحتهما.

ويفيد روستر أنه هنا يشعر بأنه بين "أشخاص لديهم المعتقدات نفسها، ويؤمنون بالدستور وبالمسيحية وبفعل الخير وبالأخلاق. هذا ما يجمعنا. نحن متفقون".

أما زوجته، وهي المرأة الوحيدة التي تشارك في دورة التدريب الحالية، فقد قررت قبل سنة تقريبا إبان حملة الانتخابات الرئاسية المتوترة الانضمام إلى الميليشيا. وتقول ايفيت: " عوض البقاء في المنزل بلا عمل، قررت الانضمام إلى حركة تمكنني من التعبير عن نفسي وعن آرائي من ضمان الاستماع إلي. أنا هنا مع أناس يفكرون مثلي. أنا زوجة وأم ووطنية أميركية، ومسيحية، وسيدة أعمال".

ووجد هؤلاء في دونالد ترامب صورة البطل والرمز.

ويتولى أفراد الميليشيا حماية التظاهرات المدافعة عن آرائهم، وقد ظهروا خلال تجمعات انتخابية للمرشح الجمهوري مسلحين استعداداً للتدخل ضد الفوضى التي قد يثيرها المناهضون للفاشية.

وتقول الاستاذة في الجامعة الأميركية كارول كالاغير:"لا يأتي أعضاء الميليشيا من الطبقة الوسطى العليا. إنهم ينتمون عادة إلى طبقة العمال البيض. ليسوا فقراء ولكنهم يعملون في وظائف ذات أجور متدنية ويكنون الإعجاب لترامب".

ولا يشكل هؤلاء الذين يطلق عليهم "الوطنيين" حركة متجانسة، وتتباين اهتماماتهم من منطقة الى أخرى، لكنهم يتشاركون في شعورهم بالريبة حيال الحكومة الفيديرالية.

وتشكل معتقداتهم خليطاً من الدفاع عن حقهم في الدفاع عن آرائهم وفي حمل السلاح والحرية الشخصية والدفاع عن النفس. وتقول كارول كالاغير:"اذا نظرنا إلى تاريخ الولايات المتحدة، سنرى أن هذه الميليشيات كانت موجودة منذ البداية. والسبب في ذلك أنه عندما وصل الناس إلى هنا، لم تكن هناك قوات شرطة أو جيش، وهكذا شكل الناس ميليشيات خاصة لحماية أنفسهم".

ولكن اليوم، في ظل دولة القانون وفي وجود قوات شرطة نظامية، تعد الجمعيات ومكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي" الميليشيات حركات متطرفة.

وأحصى "المركز القانوني الجنوبي الخيري"، وهو جمعية تكافح التطرف، 623 مجموعة معادية للحكومة في الولايات المتحدة بينها 165 ميليشيا عام 2016.

وأعاد حادث تشارلوتسفيل المأسوي في فيرجينيا - حيث قتلت امرأة وأصيب عدد من الأشخاص بجروح عندما صدمهم يميني متطرف عمداً بسيارته في 12 آب - تسليط الضوء على هذه المجموعات المتباينة تماما والمسلحة أحيانا والتي تتبنى فكراً محافظاً مغالياً، وأكثرها معادٍ للأجانب وعنصري.

لكن كريس هيل يرفض الافصاح عما اذا كان أحد أفراد مجموعته شارك في تظاهرة اليمين المتطرف في تشارلوتسفيل في مواجهة ناشطين مناهضين للفاشية.

وشكلت ميليشيات مناهضة للحكومة في الماضي حاضنة لأشخاص نفذوا أعمالا إرهابية داخلية. ففي 1995، فجر تيموتي ماكفاي العضو السابق في إحدى الميليشيات مبنى فيديرالياً في أوكلاهوما سيتي فقتل 168 شخصاً. وكان هدفه إشعال ثورة على الحكومة.

ويؤكد كريس هيل أنه يختار بعناية المنتسبين الى مجموعته لتفادي العناصر "الراديكالية"، مضيفاً: "إذا بدرت منهم إشارات إلى التطرف، فإنهم يرحلون".

ومع ذلك فإن ثمة داخل مجموعته من يعبّر عن أفكار متطرفة بصراحة ويستهدف المسلمين في المقام الأول. ويرى تشاندلر وولف، الجندي السابق البالغ من العمر 22 سنة، أن الإسلام يسعى إلى الهيمنة على الولايات المتحدة وأنه "يضلل الناس".

ودفعت كل هذه الأفكار إلى تصنيف "قوة جورجيا الأمنية" منظمة متطرفة معادية للإسلام. ولكن في الولايات المتحدة، يعد التعبير عن الرأي قانونياً، تماماً مثل حمل السلاح.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم