أزمة عجز تيّاريْن فلسطينيّين

لعلً المرحلة التي تعيشها القضية الفلسطينية، هي واحدة من المراحل الأكثر تعقيداً، والتي تقف عند منعطف سياسي يحمل في طياته احتمالات متباينة، ما زالت امكان الحسم فيها يبدو صعباً ويحتاج الى مزيد من التدقيق والمعاينة والمراقبة والمتابعة الدؤوبة. فالولايات المتحدة، باعتبارها الطرف الدولي الممسك بملفات الحل، بديلاً للمجتمع الدولي ومنظماته ذات الصلة، تراجعت عن سياساتها السابقة التي اعتمدت "حل الدولتين" عنواناً لتحركاتها. وبدأت تتحدث عن صفقة اقليمية شاملة (صفقة القرن) من دون أن ترسم للقضية الفلسطينية ملامح حل خاص بها، تاركة لطاولة المفاوضات، المختلة بشكل فاقع للجانب الاسرائيلي، لتقرير التسوية الممكنة. لكنها في الوقت نفسه، تتبنى سلسلة من الشروط، تحاول أن تفرضها على الجانب الفلسطيني، لتهيئة المسرح السياسي للمفاوضات، وهي شروط توافقت عليها مع حكومة نتنياهو، بما يلي المصالح الاسرائيلية، ويدفع باتجاه اعادة رسم المشهد السياسي الفلسطيني بشكل جذري، تمهيداً لاستقباله استحقاقات المفاوضات القادمة، وصولاً لحل هو أدنى بكثير من تطلعات الفلسطينيين وطموحاتهم، وحقوقهم الوطنية.من جانبه، لم يعد الجانب الاسرائيلي. يخفي رفضه لقيام دولة فلسطينية، وبدأ يتحدث علناً عن...