تسمم الدم عند الأطفال... قد يقتل طفلك خلال 24 ساعة!

أثارت وفاة الطفل كونور هوريدج ابن 6 سنوات حالة صدمة وذعر وغضب في بريطانيا وكل أنحاء العالم. وفي التفاصيل إن الطفل كان يشكو من ألم في إحدى أذنيه ونقل مرتين الى قسم الطوارىء في أحد المستشفيات ببريطانيا. شخّص الأطباء إصابته بالتهابات في الأذن وفي المعدة والأمعاء، وبإمكانه العودة الى المنزل. لكن بعد 10 يام فوجئت والدته بوفاته، ليتبين أنه كان يعاني من تسمم الدم.  

أرخت هذه الحادثة بظلالها على الواقع الطبي المتأرجح بين الإهمال وسوء التشخيص لتطرح علامات استفهام كثيرة حول الأمراض التي تهدد حياة أطفالنا والتي ما زالت غريبة عنا، نجهل تفاصيلها ومضاعفاتها. فما هو هذا المرض؟ وكيف يمكن تشخيصه؟ ما هي اهم عوارضه وكيف يمكن معالجته قبل فوات الآوان؟

أكد طبيب الأطفال والإنعاش روني صياد في حديث لـ "النهار" ان هذا المرض قد يكون ناتجاً من التهابات في البول او الرئة او حنجرة ولم تعالج بشكل صحيح او لم يكن الدواء فعالاً بما فيه الكفاية، فيتسبب في دخول البكتيريا الى مجرى الدم وبالتالي التسبب بتسمم الدم او ما يعرف طبياً بـ "الإنتان الدموي".

اما العوارض التي تظهر على الطفل نتيجة هذا التسمم فتتمثل بالحرارة المرتفعة، رجفة، انحطاط، اصفرار... إلخ. هذه العوارض ترواح بين يوم الى 3 ايام في حال لم يعالج بشكل صحيح قد تؤدي الى توقف أعضاء الجسم، فيتوقف عمل الكلى والكبد وغيرها من الأعضاء وبالتالي التسبب بالوفاة في حال التشخيص الخاطىء.

وفاة خلال 24 ساعة؟

بحسب صياد يجب ان يكون العلاج سريعاً لتفادي حالة الوفاة او تعطل احدى وظائف الجسم. فأحياناً معرفتنا المتأخرة في الحالة الطبية تنقذ الطفل من الموت لكنه يتسبب له بتوقف أداء الكلى ويضطر الطفل عندها الى غسل الكلى. لذلك على الطبيب إجراء فحص دم الذي يكشف وجود إلتهابات وإرسال عينة الى الزرع لمعرفة ما اذا كان يعاني من تسمم في الدم. وفي حال تبين انه يعاني تسمماً في الدم يجب إعطاؤه العلاج الصحيح من خلال ادوية لمكافحة الإلتهابات وعلاج المضاعفات التي سببها هذا التسمم.

يختلف التسمم في الدم بين طفل وآخر، لكنه في حال لم يعالج سريعاً يتسبب في الوفاة بعد 3 ايام. لكن في حال كان الإلتهاب قوياً يمكنه ان يقتل المريض خلال 24 ساعة.