الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الجيش افتتح معركة جرود القاع وسيطر على عدد من المواقع الاستراتيجية

المصدر: "النهار"
بعلبك – وسام اسماعيل
الجيش افتتح  معركة جرود القاع  وسيطر على عدد من المواقع الاستراتيجية
الجيش افتتح معركة جرود القاع وسيطر على عدد من المواقع الاستراتيجية
A+ A-

افتتح الجيش معركته "رأس بعلبك والقاع" منذ ليل الأمس الثلثاء، حيث ينفّذ عملياته وعمليات استباقية براحة تامّة من خلال هجوم بغطاء سياسيّ داخليّ كامل لتحرير المنطقة الجردية من إرهابيي "داعش"، قد أعطي له وبلا مواربة دون أن يزايد أحد على الجيش في حرصه على لبنان.

وشهد فجر أمس العملية المباغتة التي نفّذها الجيش بلوائه السادس وفوج المجوقل، مع استراتيجية خاصّة تتناسب مع طبيعة رأس بعلبك والقاع دون الدخول في حرب استنزاف، إذ إنّ الأمور العسكرية تسير حتى الساعة في ضوء تطوّرات عسكرية اتخذها الجيش مع تقدمه برّاً من محور جرود عرسال باتجاه جرود رأس بعلبك تحت وقع قصف عنيف بالمدفعية والصاروخي وفرض سيطرته على عدد من المواقع الاستراتيجية، خصوصاً عدداً من التلال في جرود رأس بعلبك (ثلاث تلال كانت تحت سيطرة "داعش") على وتيرة سريعة، وفتح عدداً من الممرّات بعد اشتباك مسلّح مع تنظيم "داعش" الذي فتح النار على وحدات الجيش المهاجمة فوقع عدد من القتلى والجرحى في صفوف إرهابيي "داعش".

وبدأت طائرات "سيسنا" دورها الأساسي في استهداف تجمّعات المسلّحين ومراكزهم القتالية ذات الطبيعة الجردّية الوعرة، مصيبةً الأهداف بدقّة متناهية. وكثّف الجيش أمس واليوم من تعزيزاته في مراكزه المتواصلة منذ أسابيع، ولم يتوقف حتى الساعة عن القصف المركّز الذي يستهدف مواقع وتحرّكات عناصر التنظيم، يرافقه تقدّم ميدانيّ باتجاه نقاط جرديّة متقدمة تشرف على مختلف مناطق سيطرة التنظيم وتحرّكاته بهدف تعطيلها والسيطرة عليها بالنار.

كذلك أغلق كل المداخل والمعابر والتلال بشكل تامّ بين الجرود والمناطق التي يسيطر عليها "داعش"، محكماً الطوق الأمني الذي أقامه في المنطقة قبل أيام مع رفع جاهزيته إلى حدودها القصوى، متخذاً موقعاً هجومياً ودفاعياً في معركة لا وقت محدداً لها، وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقاً لمراحل خططت لها قيادة الجيش وقادة الوحدات العسكرية الموجودة على الأرض في المنطقة.


في السياق عينه، نفّذت الطائرات الحربية السورية سلسلة من الغارات الجوّية استهدفت غرفة الإشارة المركزية "لداعش" في مرتفع الحشيشات ومرتفع أبو حديج في جرود الجراجير ومرتفعات جرود قارة في القلمون الغربي.


توقيت معركة "رأس بعلبك والقاع" جاء في أيام الذكرى الثالثة للمواجهات الدامية التي وقعت في الثاني من آب 2014 بين الجيش ومسلحي "داعش" و"النصرة" في عرسال، وتعمّدت الأرض حينها بدماء شهداء وجرحى الجيش، بالإضافة إلى خطف عدد من العسكريين وعناصر من قوى الأمن الداخلي مهّدت له سلسلة تطوّرات في الفترة الأخيرة، أبرزها خروج مسلحي "النصرة" و"سرايا أهل الشام" (بقايا من الجيش السوري الحرّ) من جرود عرسال إلى العمق السوري.

ميدانياً معركة "رأس بعلبك والقاع" تختلف كثيراً عن معركة عرسال مع "جبهة النصرة"، فجغرافيا منطقة جرود رأس بعلبك والقاع أكبر وأوسع وأصعب من عرسال فهي معقّدة من ناحية التلال والأودية ويجب على الجيش أن تكون أهدافه واقعية وسريعة. كذلك هي معركة ضد تنظيم إرهابيّ من نوع مختلف، فـ "تنظيم داعش" متشدّد عقائدياً أكثر من "جبهة النصرة" ولديه إرادة قتال حتى النهاية حتى لو كانت معركته خاسرة. ولدى "داعش" قرابة ألف مقاتل ينتشرون على مساحة أكثر من 200 كلم2 بإمرة كل من موفق أبو السوس القصيراوي وأبو البراء الجريجيري وهما مطوّقان بين قارة والجراجير السورية وجرود القاع ورأس بعلبك؛ فمن الجهة الجنوبية من منطقة قريبة من وادي حميد مطلّة وادي ميرا ومرطبيا والزمراني، لتمتد شرقاً إلى جرود قارة السورية وشمالاً إلى جرود القاع، في ظل غياب التقدير الدقيق لعدد مقاتلي وإمكانات "داعش". في المقابل فإنّ الجيش اكتسب خبرة في معاركه السابقة ضد الإرهاب كطرابلس وصيدا ونهر البارد وعرسال، وسيسعى جاهداً لتحقيق الهدف النهائي بأقلّ خسائر ممكنة.

ما بعد معركة "جرود رأس بعلبك والقاع" لن يكون كما قبلها وطنياً وسياسياً وعسكرياً، فمعركة اليوم التي ستخاض بقرار وتنفيذ لبنانيين تكتسب أهمية وطنية وسياسية بالغة، فهو أمام مسؤولية كبيرة بتحرير ما بقي من جرود السلسلة الشرقية للسيطرة على الحدود بالكامل من الجهة المقابلة من الجانب السوري ووقف تدفّق الإرهابيين، فالجيش يدافع عن أرضه ضد العدوان والإرهاب وهذه مهمّته الأساس وعليه تسجيل انتصار يعطيه زخماً محلّياً ودولياً كبيراً.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم