الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جايمس كعدو "أول قاضٍ أميركي من مواليد لبنان"... هكذا تحصنون القضاء

المصدر: "النهار"
مايا صادق
جايمس كعدو "أول قاضٍ أميركي من مواليد لبنان"... هكذا تحصنون القضاء
جايمس كعدو "أول قاضٍ أميركي من مواليد لبنان"... هكذا تحصنون القضاء
A+ A-

في حديثٍ لـ "النهار" مع القاضي الأعلى جايمس كعدو معوض، يتطرق الى مسيرته المهنية، مهامّ المغترب اللبناني الأميركي، العمل على ولادة البيت اللبناني، وضع القضاء في لبنان، الخطوات الواجب اتخاذها لتحسينه ومضمون رسالته. 


لبنان الأساس والذكريات 

لبنان هو روحه، دمه، وحياته. وكل الأمور التي تعلّمها وعاشها في لبنان هي بمثابة النور الذي ما زال يتبعه في بلاد الاغتراب. يرى أنّ "المربى" في الصغر والثقافة التي يتعلمها المرء من أهله وأجداده، هما ركيزة الإنسان. ما زال يذكر جدّه عندما كان يقول له: "ليك يا جدي... القلم أقوى من السيف... القلم أقوى من "الفرد" أي المسدس، علماً أن البنادق تهم أهالي زغرتا كثيراً وفق ما يفصح.


البيت اللبناني

يبشّر كعدو بأنّ الجالية اللبنانية اشترت مبنى بنك مع أرضه في شارع "ويلشير" في لوس أنجلوس بقيمة 4 ملايين دولار ونصف، بعدما باشروا في تجميع المال الذي استمرّ لمدّة 13 سنة من خلال حفلات تبرع تقام سنوياً في أفخم الفنادق في لوس أنجلوس. وتم تسجيله باسم مؤسسة "ليبَنيز أميركان فاوندايشن هاوس أوف ليبَنون" ليكون مركزاً للجالية اللبنانية.




 ويفيد بأنه جلب للمركز إعفاءً قانونياً من ضريبة الدخل والملكية. ويفصح بأنّ هناك مهندسين من أصل لبناني يواصلون حالياً بناء الهيكل الداخلي لمركز الجالية متّبعين الطابع التراثي اللبناني الذي تتخلله القناطر.

 ويخصّ "النهار" بخبر افتتاح البيت اللبناني، مركز الجالية اللبنانية في نهاية عام 2017. الهدف منه خلق شبكة تواصل بين اللبنانيين المغتربين في أميركا، بعيداً من السياسة والدين. ويختصّ بمدّ أبناء الجالية والأميركيين بمعلومات عن ثقافة الكيان اللبناني وتراثه، حيث سيكون فيها مكاتب تحتوي على كتب الأفكار اللبنانية. كذلك سيعرض فيها أفلاماً وثائقيةً عن تاريخ لبنان وما قدّمه للعالم. وستقام فيها الاجتماعات، الحفلات وجلسات ترفيهية كلعبة الطاولة.

القضاء الأميركي الأصيل

يؤمن كعدو بأنّ القضاء هو "إسمنت" الدولة والمجتمع وأنّ غياب صدقية القضاء لدى الشعب هو مؤشر لفشل الدولة. يرى أنّ نظام أميركا القضائي هو الأمثل في العالم لتحقيق العدالة، فمهنة المحاماة والقضاء خلقت لأميركا.

ويؤكد أنّه لا وجود لديموقراطية أو جمهورية من دون قضاء يسهر على العدالة، مراقباً تصرّف القضاة والسياسيين بطريقة نزيهة، عادلة تخدم الشعب، والحريات والديموقراطية ويكون فيها اقتناع تامّ بفكر الشعب وقلبه.

ويرى كعدو أنّ هناك حتمية في الحصول على الحقّ في المحكمة الأميركية، ما دام القاضي متمسّكاً بالقانون ويبتّ الحكم بموجب القانون لا بموجب تكريم شخص معيّن أو وفقاً لطلب أصحاب النفوذ. ويشير إلى أنّ ما يعزز نظام أميركا هو أنّ رئيس الجمهورية يحاسب كشخص عاديّ، وبالإمكان أن توجّه دعوة ضده. فمن يفكر فوق القانون يخسر منصبه ولو كان رئيساً.

ينبّه كعدو إلى أنّ هذا الأمر يعود فضله إلى قناعة الشعب التي تحدّد قيمة القضاء وهيبته.

واقع القضاء اللبناني

يعكس كعدو واقع القضاء اللبناني المزري بقوله: "يوجد لدينا محامون نزيهون كثيراً ولديهم ضمير، ولكن لن يصلوا إلى مناصب في القضاء بسبب نظام التعيين المتبع في لبنان".

ينصّ أنّه يحقّ للقاضي أن ينتخب من يريد ولكن لا يحقّ أن يعمل له. ويرى كعدو أنّ هذه الفكرة، للأسف، غير مطبّقة وغير مقبولة من الفئة السياسية في لبنان. فيشير إلى أنّ السياسيين يرون أنّ صلاحية التعيين القضائي تهبهم القوة وتحميهم من المجتمع. ففي التعيين السياسي، يبقى لهم الفضل على القاضي الذي عيّنوه فيتحيّز لهم في الحكم القضائي.

سبل تحسين القضاء اللبناني 

في رأيه، على كل قاضٍ أن يكون حكماً لا طرفاً وأن يرتبط بحزب العدالة فقط لا غير. من الأفكار التي أتى بها القاضي كعدو لتحرير القضاء اللبناني؛ أولاً، يجب تخصيص دخل ثابت للقضاة يكفي لسدّ احتياجاتهم واحتياجات أولادهم الأوّلية، ولكن ليس لإغنائهم وإلا يضحي الفساد منتشراً في المناطق. ثانياً، يجب أن يكون هناك لجنة تراقب تصرفات القضاة وأن تكون لها الصلاحية والقوة لتوقيف القضاة إذا ثبت أنّ قرارهم في الحكم كان خارجاً عن القانون.

ويناشد القاضي كعدو ويحثّ السياسيين على أن يضعوا نظام التعيين القضائي بعيداً من السياسة والمصالح الشخصية، عندها تصبح مرتبطة بإنسانية المجتمع فتكتسب بالتالي صدقية الشعب واحترامه. يختتم بالقول جازماً أنّ "القضاء يللي منو انضيف منو قضاء".

صمود شعب

يلحظ كعدو أنّ المنطقة الإقليمية للبنان تعود إلى العبودية، ولكن رغم كل النيران التي تحاصر لبنان من كل جانب، يرى أنّ المثيل الاجتماعي للعيش المشترك الذي طالما اشتهر به لبنان ما زال مصدر قوة للشعب اللبناني وسبب وجوده، ولكن لسوء الحظ قياديّوه محدودون في تطلّعاتهم والسبب ديني وطائفي.


سيرة في سطور 

كعدو لبناني أميركي من مواليد منطقة الشمال، زغرتا. درس في مدرسة الفرير في طرابلس. عام 1950، هاجر إلى أميركا حيث أكمل دراسته ثم التحق بجامعة كاليفورنيا في منطقة بيركلي. تخصص في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. بعد تخرّجه مباشرةً، انضمّ إلى خدمة الجيش الأميركي الإجبارية لمدّة سنتين. درس الحقوق في جامعة كاليفورنيا الجنوبية وتخرج فيها عام 1963. بدأ حياته القانونية في الممارسة الخاصّة كشريك لشركات محاماة عدّة. فتح "مكاتب القانون جيمس كعدو"، حيث قدّم خدمات قانونية متخصصة في المحاكمات المدنية والجنائية، والتطوير العقاري والنقابات. كمحام، كان كعدو داعماً ثابتاً لعملائه طوال 27 عاماً. عيّنه حاكم ولاية كاليفورنيا جورج دوكماجيان قاضياً في محكمة بلدية لوس أنجلوس تتويجاً لعطاءاته. ترشح في الانتخابات لمنصب قاضي المحكمة العليا في لوس أنجلوس، وفاز مرّات عدّة بأغلبية أصوات الجسم القضائي لولاية لوس أنجلوس ومدينتها.

رسالة  

يعبّر كعدو عن رسالته قائلاً: "أنا جايمز كعدو معوّض، ولدت في زغرتا، لبنان. أنا قاضي المحكمة العليا لمقاطعة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا. أنا أول قاضٍ أميركي من مواليد لبنان وهي ميزة أعتزّ بها كثيراً. أحبّ لبنان لأنه صنع منّي رجلاً وأميركا لما صنعت من ذاك الرجل، فقد وهبتني فرصة العيش، التفوّق في مهنتي، تربية الأسرة، والتمتع بالديموقراطية والحرية. طلبي الحثيث إلى القيادة السياسية والدينية لبلدي الأم لبنان، هو الحفاظ على تلك الصفات والإضافة إليها، التي جعلت لبنان تاريخاً فريداً ووثيقاً وضرورياً لمنطقتنا والعالم، عنوانه التسامح والتعايش الطائفي... أبعدوا لبنان عن التشابكات الإقليمية وحروب الآخرين. لبنان يستحقّ الوجود... نحن المهاجرين اللبنانيين أيضاً أبناء لبنان ونستحقّ أن ننظر في قراراتكم السياسية، فليكن لبنان منارة الديموقراطية والسلام في محيط عالم العنف والاضطراب".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم