الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أسباب تراجع تدفّق المهاجرين إلى إيطاليا... "لا نريد أن يموت الشباب"

المصدر: (أ ف ب)
أسباب تراجع تدفّق المهاجرين إلى إيطاليا... "لا نريد أن يموت الشباب"
أسباب تراجع تدفّق المهاجرين إلى إيطاليا... "لا نريد أن يموت الشباب"
A+ A-

تعود أسباب تراجع عدد المهاجرين الواصلين الى السواحل الايطالية هذا الصيف الى حزم السلطات الليبية وانخفاض عدد المهاجرين من نقطة الانطلاق أو حتى الى النقص في عدد القوارب. 

وفي حين كان الصيف دائما الموسم الاكثر اكتظاظا لانطلاق المهاجرين، سجّلت السلطات الإيطالية وصول ما يقارب 13 ألف مهاجر فقط منذ أول تموز، مقابل 30500 مهاجر في الفترة نفسها من عام 2016، أي بتراجع بأكثر من 55%.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة باربرا موليناريو: "من المبكر الحديث عن توجه حقيقي". لكن التراجع يظهر أكثر فأكثر مع مرور الأسابيع.

ويبدو أن العامل الأوضح هو حزم حرس السواحل الليبيين. فقد درب الاتحاد الاوروبي ما يقارب مئة عنصر لأشهر عدة خلال الشتاء ومنحتهم ايطاليا زوارق للقيام بدوريات كما أنها أرسلت سفنا عسكرية ايطالية منذ فترة وجيزة الى المياه الليبية دعما لهم.

وأفاد احصاء أجرته المنظمة الدولية للهجرة أن حرس السواحل الليبيين أوقفوا أقل من ألفي مهاجر منذ أول تموز مقابل أكثر من أربعة آلاف مهاجر في أيار.

ومن بين الأسباب التي أدت الى تراجع تدفق اللاجئين الى السواحل الإيطالية الحظر الذي فرضته السلطات الليبية في مياهها على السفن الأجنبية خصوصا على تلك التابعة للمنظمات غير الحكومية التي تتهمها بالتواطؤ مع المهربين.

الا أن هذه المنظمات لا تقوم الا بالقسم الأصغر من عمليات الإنقاذ فيما يواصل منقذو السفن التي لا تزال ملتزمة بمهماتها، عمليات البحث عن مهاجرين لكنهم لا يجدون أحدا.

ويعزو القس الإريتري موسى زيراي الذي أصبح مرجعا للمهاجرين اليائسين تراجع تدفق المهاجرين الى أن الاتفاقات بين الاتحاد الاوروبي وبلدان العبور "أغلقت الطرق وشددت الرقابة على المعابر".

والامر نفسه ينطبق على السودان، حيث أكدت السلطات أنها كثفت دورياتها على طول الحدود ونفت معلومات المنظمات غير الحكومية التي تفيد بلجوء السلطات الى ميليشيات سبق ان واجهت متمردي دارفور.

وقال زيراي: "القبائل الليبية الجنوبية وقعت اتفاقات. يتمّ نقل المهاجرين الى معتقلات ظلامية في الصحراء أو يتمّ ترحيلهم قسريا".

تحاول دول غرب افريقيا القيام بحملات لردع الشباب الذين يذهبون في كثير من الأحيان الى ليبيا آملين بكسب لقمة عيشهم وينتهي بهم الأمر بمحاولة عبور البحر للهروب من أعمال العنف التي يتعرضون لها.

وصرّح قيادي محلي غاني موجود في ليبيا منذ 26 عاما طلب عدم الكشف عن هويته: "لا نريد أن يموت الشباب في سبيل حلم قد لا يتحقق".

ويعود ارتفاع عدد المهاجرين الواصلين الى اسبانيا بمعدل ثلاثة أضعاف -8200 مهاجر وصلوا منذ بداية السنة، بحسب المنظمة الدولية للهجرة - الى إدراك الخطر الذي يسود ليبيا.

ورغم كل ذلك، تفيد تقديرات عدة عن وجود مئات الآلاف من المهاجرين في ليبيا الذين يتعرضون لمخاطر الاختطاف وأعمال العنف والجرائم في هذا البلد الذي تعمه الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

واوضحت موليناريو أن قرار الاتحاد الاوروبي بعدم تصدير زوارق مطاطية الى ليبيا يعوق عمل المهربين.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فلافيو دي جياكومو "لا نعرف ماذا يحصل" مشيرا الى احتمال تغيير المهربين استراتيجيتهم أو حصول صراع بين الشبكات.

لكن الجميع لا ينظرون الى تراجع تدفق المهاجرين الهائل، الذي أدى الى وصول 600 ألف مهاجر الى ايطاليا منذ 2014 وغرق أكثر من 14 ألفا آخرين، بوصفه انتصارا.

فبعدما انتقدت الصحف الايطالية بشدة المنظمات غير الحكومية، تكثف مقالاتها حاليا حول الظروف المروّعة التي يعيش في ظلها المهاجرون المحتجزون في ليبيا.

وصرّح نائب وزير الخارجية الايطالية ماريو جيرو: "اعادتهم الى ليبيا في هذا الوقت تعني اعادتهم الى الجحيم".

وفي هذا الإطار، تدعو ايطاليا الى انشاء مراكز استقبال للاجئين في ليبيا في أسرع وقت. وتشرح موليناريو أننا "نعمل على ذلك لكن الأمر صعب، نحتاج الى تمويل واتفاقات بين السلطات بالإضافة الى اذن لدخول البلاد"، في وقت أجلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين موظفيها الأجانب من البلد المذكور منذ عام 2014.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم