"سماءٌ مليئةٌ بالنجوم" لغادة نمر بوعلوان \r\nدالية هي بيروت الجميلة التي تعذّبت

تقرأ رواية "سماءٌ مليئةٌ بالنجوم" لغادة نمر بوعلوان، فتدمع عيناك حين تتابع مأساة الفقدان تتلاحق. أزماتٌ تلو أزمات، إنّه لبنان بلد الصراعات المتلاحقة، الزمن الرديء، زمن الحرب الأهليّة التي تركت الكثير من الويلات في قلوب اللبنانيّين. تبدأ الحرب حين تستيقظ روح طفلةٍ بريئة على المعاناة. تولد وترافقها اللعنة. ليست اللعنة سحرًا هبط من السماء، أو شعوذةً خرجت من بطون الظلمة، بل لعنةٌ من صنع الإنسان الذي يرى في القتل وسيلةً للبقاء. وتمرّ دالية التي تشبه بيروت كثيرًا بأزمات الفقدان، فجميع من تحبّهم إمّا يموتون، وإما يهاجرون أو يرحلون. جميع من تحبّينهم يا بيروت ويحبّونكِ يموتون أو يرحلون. صلة الوصل هنا بين عنوان الرواية والفقدان، فيها شيءٌ من الحقيقة، وشيءٌ من الخيال أيضًا. النجوم هنا الأحبّاء الغائبون الحاضرون، نراهم أبدًا نصب أعيننا كلّما تحرّكنا أو تأمّلنا أو حتى كلما تنفّسنا، لكنّهم ليسوا هنا بالمعنى الحسيّ، ولا يمكننا أن نلمسهم أو نسير معهم أو نمازحهم أو نحتضنهم.جملٌ كثيرةٌ في هذه الرواية تختصر المشكلات الّتي خرّبت حياة دالية، ومثلها الكثير من أهل بيروت. جملٌ وردت على لسان الشخصيّات: "زمنٌ رديء"، والرداءة هنا تكمن في الفوضى المنتشرة على الطرق،...