الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"نهاية الشجاعة" السياسية

شربل أبي منصور
Bookmark
"نهاية الشجاعة" السياسية
"نهاية الشجاعة" السياسية
A+ A-
في زمن الرقمنة وامّحاء الحدود، وفي ظلّ ما نعيشه من تدجين وترهيب فرضهما نظام عالميّ رأسماليّ وحشيّ، أن نتحدث عن الشجاعة، ولا سيما الشجاعة السياسية منها، لَهو أمرٌ مستغرب وشبه مفقود باعتراف الفيلسوفة والمحللة النفسية سينتيا فلوري: "فقدتُ الشجاعة، تماماً كما يحصل حين نفقد نظاراتنا بطريقة ساذجة وبريئة". في كتابها "نهاية الشجاعة: من أجل استعادة فضيلة ديموقراطية" (صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات وترجمه عبد النبي كوارة)، تقارب فلوري الشجاعة كمفهوم من حيث إنها فضيلة الفضائل وأكثرها اكتمالاً لأنها تجعل باقي الفضائل أكثر فاعلية وتدفع إلى تحقيقها. وتُضيء أيضاً على الوهن الذي ألمّ بالمجتمعات وبالممارسات السياسية، ولا سيما اضمحلال الشجاعة الجَمعية والخُلقية وغيابهما مما أساء إلى الأفراد وانتقص من الديموقراطيات.هل هي نهاية الشجاعة السياسية؟ للشجاعة وجهان: سياسي وخُلقي. ولا شكّ في أن كثراً ينسبون الشجاعة السياسية إليهم عندما ينادون بالقطيعة ويقولون قولاً حقيقياً. لكن هذا لا يعدو كونه تهريجاً ومسرحةً سياسية، والمطلوب إصلاح تطبيقي أكثر منه مبدئياً أصلياً (principiel). فكيف يمكن إصلاح هذا الخلل؟ وكيف يمكن إعادة تأسيس نظرية سياسية للشجاعة لا تكون في الحقيقة غير استغلال شعبوي لها؟نعلم أن الفضيلة مؤسِسة للجمهورية، ودعامة أخلاقية للفعل السياسي وجانب مشعٌّ لروح الشعب. غير أن هذه الفضيلة ما لبثت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم