السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

انضمام سوريا الى التحالف: تركيع صدام سيكون مفيدا للاسد ولاهدافه

المصدر: "النهار"
Bookmark
انضمام سوريا الى التحالف: تركيع صدام سيكون مفيدا للاسد ولاهدافه
انضمام سوريا الى التحالف: تركيع صدام سيكون مفيدا للاسد ولاهدافه
A+ A-
توالي "النهار"، نشر فصول من مذكرات وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بايكر "سياسة الديبلوماسية: الثورة والحرب والسلام 1989-1992". وفي هذه الحلقة التاسعة التي تمثل الجزء الثالث والاخير من الفصل السادس عشر يروي بايكر تفاصيل انضمام الاتحاد السوفياتي السابق الى التحالف ضد صدام حسين الذي كانت قواته تحتل الكويت، كذلك انضمام سوريا بقوات مدرعة، والمساعي التي بذلت مع المانيا لكسب مساهمتها المالية في تغطية نفقات قوات التحالف. من القاهرة توجهت بالطائرة الى هلسنكي للانضمام الى القمة العاجلة التي يعقدها الرئيس مع غورباتشيوف بهدف التنسيق بين مواقف الدول العظمى حول ازمة الخليج. وقد كانت القمة واحدة من نتائج المحادثات التي اجريتها مع شيفاردنادزه في مطار فنوكوفو قبل شهر. وخلال تلك الفترة كان صدام حسين مشغولا بمحاولة تقسيم العرب، وبتحريك اصدقائه داخل وزارة الخارجية السوفياتية. وكان الوقت قد حان للبرهنة مجددا على ان الدول العظمى كانت ولا تزال متضامنة حول الازمة، ولدى لقائي الرئيس بوش وسكوكروفت في الليلة التي سبقت قمة اليوم الواحد، اكدت ان مجرد الاجتماع بين بوش وغورباتشيوف لتكرار ما قاله وزيرا خارجيتيهما في فنوكوفو، ليس كافيا. فمن الضروري اصدار بيان مشترك جديد يجعل لغة البيان السابق اشد قوة. وقد طلبت من طاقمي ان يعمل على صوغ مشروع بيان وذلك خلال رحلتنا من القاهرة الى هلسنكي. ان بيانا مشتركا اشد قوة سيبرهن بطريقة دراماتية على ان زعماء التحالف، على رغم جهود صدام، كانوا اشد وحدة من ذي قبل، وانهم اذا ما استدعى الامر مستعدون لاتخاذ خطوات اعنف ضد صدام. كما ان الرئيس اراد ان يناشد غورباتشيوف شخصيا، نظرا الى انه كان اشد قلقا من شيفاردنادزه حيال مسألة النيات الكامنة وراء سياسة الولايات المتحدة واحتمالات استعمال القوة. وصباح التاسع من ايلول التقيت شيفاردنادزه خلال اجتماع الرئيس وغورباتشيوف في قصر الرئاسة. وكما هو متوقع فان السوفيات كانوا يحاولون الترويج لحلمهم بانعقاد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط. وقد سبق ان القى كل من غورباتشيوف وشيفاردنادزه، قبل ايام، خطابا ربط فيه بين حل مشكلة الخليج بحل المشكلة الفلسطينية. فقلت: "ان هذا سيكون كارثة يا ادوارد. وسيبدو كأن صدام قد حصل على شيء لم يحصل عليه احد قبله. سيكون هذا نصرا عظيما له مغزاه. ان طريقته في العمل تكللت بالنجاح. كما انه سيضع الدول العربية المعتدلة في موقف المدافع عن النفس ويخلق للاسرائيليين جميع انواع المشكلات. اننا ببساطة غير قادرين على ان نفعل ذلك". وبعد مناقشة طويلة قال شيفاردنادزه: "حسنا... ولكن دعنا نتحدث عن السلام بطريقة ما". قلت: "يجب ان نؤكد ان لنا مصلحة في التوصل الى حل سلمي. وتكمن هذه المصلحة في ضمان نجاحنا وتصميمنا على الاعتراف بأنه اذا لم تنجح العقوبات فاننا مستعدون لاتخاذ خطوات اضافية. وآمل في انه اذا لم تحقق العقوبات هدفها فستكون قادرا على الانضمام الينا في مجلس الامن من اجل الحصول على تفويض يسمح لنا بالمضي الى ابعد مما تتيحه لنا بنود القرار الذي وافقنا عليه حول الاعتراض البحري. اننا نتحدث هنا عن استخدام الوسائل اللازمة. لا اطلب منكم التوقيع على صك على بياض، ولا اطلب منكم ان تفعلوا ذلك اليوم، وانما استعيد النقاط الرئيسية، ردا على سؤالكم حول الخطوات المقبلة، وحول الاتجاه الذي نريد ان نسير فيه". اجاب شيفاردنادزه قائلا: "انا متفق معك اتفاقا كاملا. كل ما فعلناه حتى الآن صائب تماما... ولكن يمكن ان يخفق. واجد لزاما علي ان اقول انني سأكون اقل قلقا لو اننا كنا نتعامل مع شخص يمكن التكهن بما سيفعله. من المحتمل ان يلجأ الى المقامرة". وسرعان ما اخرجت مسودة البيان المشترك الذي نقترحه، وهو البيان الذي اعده طاقمي وقرأته على مسامع شيفاردنادزه وقد تضمنت صياغة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم