هل الأدوية المنتهية الصلاحية تقتل المريض؟

لم تنتهِ فضيحة منى بعلبكي فصولاً. شكّلت اعترافاتها صفعة قويّة للجسم الطبّي ووزارة الصحّة، من دون أن تخفّف من وطأة العمل الإجرامي الذي اقترفته "عن سابق إصرار وتصميم". نطقت الهيئة العليا للتأديب بحكمها في ملفّ المخالفات المنسوبة إلى بعلبكي، رئيس قسم الصيدلة لغاية عام 2009، فعزلتها آخذة عليها بيعها أدوية وزارة الصحّة العامّة واستيفاءها ثمنها لمصلحتها الشخصية واستبدالها بأدوية أخرى غير فعّالة وفاسدة منتهية الصلاحية. لكن ما هو تأثير الأدوية المنتهية الصلاحية على صحّة المرضى عامّة ومرضى السرطان خاصّة؟ وهل حقاً يمكن استخدام أدوية منتهية الصلاحية بعد انتهاء صلاحيتها؟ وهل يسمح باستبدال أدوية براند بأدوية جنريك، أو حتى استبدال جنريك بجنريك آخر دون موافقة الطبيب؟ أكّد نقيب صيادلة لبنان جورج صيلي لـ"النهار" أنّ "معظم الأدوية التي تنتهي صلاحيتها لا تصبح سامّة ومضرّة، بل تفقد فاعليتها الطبّية على صحّة المريض. يُشكّل الدواء المنتهي الصلاحية تراجعاً في فاعليّته ويُسبّب ضرراً غير مباشر على المريض".يحرص صيلي في حديثه على التمييز بين الضرر المباشر الذي يُسببه دواءٌ منتهي الصلاحية يتحوّل الى سموم (وهي نسبة قليلة)، وبين الأدوية المنتهية الصلاحية التي تفقد فاعليّتها وتسبّب أضراراً غير مباشرة، لا سيما في حالات الأمراض المزمنة أو مرضى السرطان. مثلاً إذا كان المريض يعاني سرطاناً درجة أولى وتم إعطاؤه دواءً منتهي الصلاحية يمكن أن يسبب ذلك تراجعاً في حالته الصحّية وانتقاله إلى الدرجة الثانية لتناوله دواءً...