الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جعجع في زحلة ليومين... "المكان الوحيد" الذي يُشعره "أنّه في بشرّي" (صور)

المصدر: "النهار"
زحلة – دانييل خياط
جعجع في زحلة ليومين... "المكان الوحيد" الذي يُشعره "أنّه في بشرّي" (صور)
جعجع في زحلة ليومين... "المكان الوحيد" الذي يُشعره "أنّه في بشرّي" (صور)
A+ A-

إلى #زحلة، "المكان الوحيد" الذي يُشعره "أنه في بشرّي" على ما قال، قدم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير #جعجع فجر اليوم إلى المدينة، ليمضي يومين فيها. فكان العشاء السنوي لمنسقية "القوات اللبنانية" في زحلة ليل السبت، مناسبة ليحقق جعجع رغبة منعته الظروف من تحقيقها سابقاً ويعوّض تقصيراً اعترف به تجاه المدينة.  

ويبدو أنه يجب انتظار مأدبة العشاء، لتكون زحلة بشؤونها وشجونها طبقاً أساسياً يتناوله جعجع في كلمته، بعدما غابت النكهة الزحلية عن أول إطلالة إعلامية مباشرة له من المدينة.

علماً أنّ جعجع سيخصّص يوميه الزحليين للقاء فاعليات المنطقة ووفود شعبية، في مقرّ إقامته في فندق كريستال قادري الكبير. ومن أوّل لقاءاته، استقباله أساقفة المدينة الذين حدّثوه عن الهمّ الاقتصادي للناس في زحلة ومنطقتها، ووجوب تحريك الاستثمارات في زحلة والبقاع بشكل عام، وأثاروا معه موضوع التوزيع المتوازن لوظائف الدولة. ولكن المؤتمر الصحافي لجعجع نحا إلى الحديث عن الموضوعات الخلافية الاستراتيجية والسياسية، وغاب عنه الحديث عن معاناة الناس في تلك المنطقة. وكان جعجع قد وصف زحلة بأنها "واحة لا فقط بالبقاع، بل أتصورها واحة في البادية من هنا إلى الحدود العراقية، لذا ضروري الاهتمام بها بأفضل ما يكون"، مؤكداً بذلك دورها، ولكنه من حيث لا يدري ربطها أيضاً بما تشهده تلك المنطقة. وعلى هذا الصعيد كانت الأسئلة التي طرحت عليه في المؤتمر الصحافي.

في موضوع الانتخابات النيابية من باب مدى ارتباط زيارته الزحلية بها، قال: "في ما يتعلق بالانتخابات النيابية، طبعاً كلنا نحضر أنفسنا، انتخابات السنة ستكون مفصلية ومهمة جداً لأنني لا أتصور أنّ أحداً من المواطنين مسرور بالوضع، وبات لزاماً أن نذهب في عملية تغيير أساسية وجوهرية. في لبنان التغيير الأساسي والجوهري بيد المواطن، بخلاف كل دول المنطقة. حين يقرر المواطن اللبناني أنه يريد أن يقوم بعملية تغيير أساسية وجوهرية فبإمكانه أن يفعلها؛ لديه صندوق اقتراع ويصوّت بكل حرية. لا أحد باستطاعته أن يؤثر عليه، ولكن يبقى أن يتخذ هو القرار بذلك. لأنه لم يعد بإمكاننا أن نستمر في هذا الوضع، لا على المستوى السيادي والوطني، ولا على مستوى طريقة إدارة الدولة والفساد الموجود فيها".

وردّاً على الأسئلة في هذا السياق، أجاب عن صحّة اتفاقه مع النائب وليد جنبلاط على خوض الانتخابات النيابية معاً بالقول: "بهذا الشكل الواضح كلّا، ولكن الجوّ في هذا الاتجاه، ماذا يحصل من الآن إلى الانتخابات سنرى".

وعن #المردة: "الوضع يصبح طبيعياً أكثر مع المردة، وهناك زيارات متبادلة، وهذه خطوات الكل يشجعها أقله من قبيل تطبيع الوضع بشكل نهائي. ويهمّنا كثيراً تطبيع الوضع وأن تصبح العلاقة طبيعية بصرف النظر عن المواقع والمواقف السياسية. كل فريق لبناني له الحق بها ولكن الجميع يجب أن يتحادثوا طبيعياً، وهذا ما نقوم به مع المردة".

وعن إمكان التحالف انتخابياً مع رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف قال: "نحن لا نقفل على أحد على الإطلاق ولكن العملية الانتخابية تعود لموازين القوى الانتخابية ولأمور كثيرة أخرى".

وعما إذا كانت القوّات اللبنانية ستخوض الانتخابات مع التيار الوطني الحرّ في زحلة أجاب: ""القوّات" و"التيّار" متفاهمان، على المستوى الانتخابي، قد يكون من مصلحتهما أن يخوض كل واحد منهما الانتخابات بلائحة".

وعن خلاف يتصاعد بين الطرفين في موضوعات عدّة قال: "نختلف مع بعض الأشخاص، ولكن مع "التيار" على تفاهم دائم، لأنّ الأهداف واحدة والتطلعات واحدة". وأضاف: "صحيح أنّ بعض الموضوعات الاقتصادية نختلف فيها، لكنّ خلافنا ديموقراطي، وزراء "التيار" لهم موقف في ما يتعلق ببعض القضايا، نحن لنا موقف آخر وهم يعرفون موقفنا ونحن نعرف موقفهم. لا شيء سرّياً نتحدث به في الغرف المغلقة، ولكن لغاية الآن لم نتمكّن من التوصّل إلى تصوّر واحد مشترك عن كيفية معالجة بضع القضايا.

أما في الأمور الاستراتيجية، فالجنرال عون، بصفته رئيساً للجمهورية، يحاول دوماً أن يبقى في نقطة وسط بين مختلف الوزراء، ففي ما يتعلق بزيارة الوزراء إلى سوريا، لم يقل الجنرال عون إنه مع الزيارة. نحن نقف ضدّها علناً بكل صراحة لسبب بسيط أنه لا أحد يقوم بعمل لا توجد أي فائدة منه بل كلّه ضرر".

وعن أنّ وزراء "التيّار الوطني الحرّ" مع الزيارات الوزارية إلى سوريا، قال: "هم ليسوا معها وليسوا ضدها، "التيار"، بحكم وجود الرئيس عون، موقفه من الزيارة محايد بمعنى أنه لا يريد الدخول طرفاً فيها".

وشدّد على ضرورة التفريق بين "استمرار المرفق العام وأن نذهب ونعطي شرعية لمجموعة لم يعد لديها شرعية سياسية، وكأنها حكومة"، في سياق ردّه على سؤال عن انفصام في التعاطي مع سوريا، فمن جهة يعيّن سفيراً للبنان لدى سوريا، وهناك علاقات اقتصادية، وقد وقّع وزير المالية على اتفاق استجرار الكهرباء وهناك زيارات أمنية، فهل وقفت على زيارات حكومية؟

موضحاً "في ما يتعلق بالكهرباء، هناك اتفاق عمره عشرات السنوات، البعض يغشّون في هذا الموضوع وكأن اتفاق الكهرباء حصل الآن، وهذا غير صحيح".

جعجع قال رداً على سؤال إنّ "القوّات اللبنانية مع توسيع صلاحيات الأونيفيل لتشمل مساعدة الجيش اللبناني بحدودنا الشمالية والشرقية". وسأل المعترضين: "لماذا مسموح أن تساعد الأونيفيل الجيش بالحفاظ على الأمن والاستقرار على حدودنا الجنوبية وغير مسموح لها أن تساعد الجيش بالحفاظ على استقرار حدودنا الشرقية والشمالية؟ أنا فقط أتمنى أن يقول لنا المعارضون أسباب معارضتهم".

ولما قيل له بأنّ هذا القرار يطال #حزب_الله وسلاحه جنوب الليطاني أجاب: "سيأتي يوم تقوم فيه دولة فعلية في لبنان، لم يعد بإمكاننا أن نبقى بدولتين و3 أسلحة، و3 جيوش و70 قراراً استراتيجياً، هذا ليس حلّاً. جزء كبير من مشكلة لبنان في الوقت الحاضر هو تلك الوضعية الاستراتيجية المشرذمة. مع الأونيفيل أو من دونها هذه مشكلة علينا نحن اللبنانيين أن نحلّها، لا يمكن أن نستمر هكذا".

وعن الطرح الأخير لنائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم بأنّ "حزب الله" يقاتل، الجيش يساند، والشعب يؤيد، قال جعجع: "في رأينا #الجيش يقاتل والشعب يساند. الثلاثية، في نظرنا، هي الشعب والدولة والجيش".

ونفى ردّاً على سؤال أن يكون هناك أيّ صحّة لأخبار عن وثيقة تفاهم بين "القوّات" و"حزب الله" يعمل عليها الوزير ملحم الرياشي سرّاً.

وعن غياب الهمّ المعيشي للمواطن اللبناني عن مناقشات الحكومة لحساب الموضوعات الخلافية السياسية والاستراتيجية، قال: "هذا لسان حالنا، منذ تشكيل الحكومة متفقون على ذلك. السلاح والقتال في سوريا والاستراتيجيات الكبرى مختلفون عليها، فلنضعها جانباً لنتمكن من الاهتمام بشؤون المواطنين. وضعوها جانباً لفترة، ثم من وقت إلى آخر يعودون ويخرجون بطرح. مرّة جاؤوا بطرح أنه إذا اقتضى الأمر فسندخل مئات آلاف المجاهدين إلى الحدود. كلا لا يمكن أن تدخل أحداً، هذه الحدود حدودنا جميعاً. لا أحد يستطيع أن يدخل إليها أحداً، عندما لا نعود قادرين على الدفاع عن بلدنا قطعنا الله وقطع ساعتنا حينها. ثم طرح أخيراً أنّ هناك وزراء يريدون أن يزوروا سوريا رسمياً. لا يمكن أن تزور سوريا رسمياً، هذه تحتاج إلى قرار حكومي، وعندما بدأت الحكومة بمناقشة الموضوع أوقف رئيس الحكومة النقاش وحتى إنه طلب أن يشطب كلّ ما حكي بالموضوع عن المحضر، ثم في اليوم التالي يصرح بأنه سيزور سوريا. يمكن أن تذهب كمواطن عادي بغرض السياحة، ولكن ليس لديك صفة رسمية أن تقوم باتفاقات. كل الوقت نحاول أن نتكلم في همّ المواطن ولكن عندما تُطرح أمور من خارج همومه فمضطرون أن يكون عندنا جواب عنها، ونقول نعم أو لا، ونحن نقول لا".

وعلى ما يبدو فإنّ تغيير الأحوال في لبنان كما قال جعجع ينتظر صناديق الاقتراع، فهل قانون الانتخابات يسمح بالإتيان بقوى تغييرية؟

بحسب جعجع: "الناس يشاهدون كل فريق ماذا يفعل وعليهم أن يختاروا. الذين يديرون الدولة هم الذين صوّت لهم الناس، لا يمكن أن أصوّت لفريق وأعود وأشتكي خلال السنوات الأربع. يجب أن أعرف كيف أختار، ثم هل يخفى شيء على أحد في البلد؟ معلوم ماذا يفعل كل فريق، كل حزب، كل مجموعة على ضوئها لدى المواطن اللبناني مسؤولية أن يختار الذي يجب أن يختاره، لا أن يختار من يجب ألّا يختاره ويبقى يشتكي على مدى أربع سنوات. هذا لا يوصل إلى نتيجة".

وإذا كان الحديث، بحسب جعجع، عن الانتخابات النيابية لا زال مبكرا، فإنّ في تقديره: "غالبية القوى السياسية سيكون لديها ميل السنة أن تخوض الانتخابات منفردة، لأنّ في هذا النظام الانتخابي الجديد لم يعد هناك لزوم للتحالفات. التحالفات لا تقدّم ولا تؤخر، كل واحد يأخذ بالضبط ما لديه من الناس. لذا سيكون لدى الناس خيارات واضحة للتصويت، وستصوت للائحة كاملة، لأن اللوائح ستكون باتجاه واحد بلون واحد بسياسة واحدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم